فنون

مئوية سيد درويش : تجويد القرآن والغناء للعمال.. كيف بدأت بشائر موهبته؟


محمد حسين:


نشر في:
الإثنين 11 سبتمبر 2023 – 1:16 م
| آخر تحديث:
الإثنين 11 سبتمبر 2023 – 1:16 م

تمر الذكرى المئوية لوفاة الفنان سيد درويش، بمنتصف شهر سبتمبر الجاري؛ حيث رحل في 1923 عن عمر لم يجاوز 31 عاماً، ورغم العمر القصير وسنوات التجربة الفنية التي جاوزت عدد أصابع اليد بقليل، وضع الشيخ سيد درويش اسمه بجدارة واستحقاق على قمة تاريخ الموسيقى العربية.

تحمل سيد مشاق الحياة مبكرا مع وفاة والده وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة، وإن كان اختزال سنوات طفولته قد كان له أثراً إيجابياً فقد مكنّه من إبداء موهبته.

تلاوة سحرت المصلين

عندما ذهب ليصلي الجمعة بمسجد “المرسي أبي العباس” تصادف غياب المقرئ فطلب منه شيخ الجامع الذي كان يعرف حلاوة صوته أن يقرأ سورة “الكهف”، ورغم أن الخوف تملّكه فهذه أول مرة يقرأ فيها القرآن أمام مثل هذا الحشد الكبير؛ لكن استجمع الفتى فؤاده وراح يقرأ: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا”، واستمر في القراءة والقلوب تتابع في إنصات وخشوع كبيرين؛ فقد سحر المصلين بصوته الجميل وقراءته الصحيحة، ومنذ هذا اليوم علا ذكر الشيخ سيد درويش كقارئ محترف للقرآن ولم يكن عمره يتجاوز الخمسة عشرة، وذلك وفقاً لما ذكره الناقد الدكتور إسماعيل إبراهيم بمقال نشرته صحيفة “القاهرة” الثقافية.

من النقاشة لفرقة سليم عطا الله

ولما كان سيد درويش قد أصبح المسئول عن أمه وشقيقاته، فقد خلع ملابس الشيوخ واشتغل مع عمال المعمار مساعد نقاش مهمته أن يناول النقاش المونة، وفي أثناء العمل كان يغني فكان العمال الذين يشتغلون في البناء يطربون أشد الطرب.

لاحظ المقاول أن العمال ترتفع معنوياتهم ويزيد إنتاجهم إذا كان العامل سيد درويش يغني لهم، فطلب إليه أن يتوقف عن العمل وأن يكتفي بالغناء للعمال، وكان أمام العمارة التي يشتغل عليها مع زملائه مقهى متواضع تصادف أن جلس فيه ممثل أسمه أمين عطا الله شقيق سليم عطا الله صاحب الفرقة التمثيلية التي تعمل في الإسكندرية وسمع صوت هذا العامل الفنان وسرعان ما تقدم إليه وعرض عليه العمل في فرقة أخيه ولم يتردد سيد درويش والتحق بالفرقة ليغني مع الكورس وليؤدي منفرداً بعض الأغاني بين فصول المسرحية، حسبما جاء بكتاب “الموسوعة الموسيقية العربية لرتيبة الحنفي.

تابع القراءة في ملف الشروق عن سيد درويش 100 عام من الإلهام