اخبار البحرين

مستشار الأمن القومي الأميركي بالقاهرة.. أبرز دلالات الزيارة

حملت أجندة زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إلى القاهرة، رفقة عدد من المسؤولين الأميركيين، عددًا من الملفات ذات الأهمية للبلدين، على رأسها تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية، وتطورات القضية الفلسطينية، إضافة لتداعيات الأزمة الأوكرانية على المنطقة، وفق خبراء ومراقبين.

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، سوليفان، والذي نقل تأكيدات الرئيس الأميركي جو بايدن لأهمية وقوة التحالف المصري الأميركي، مع تطلع واشنطن لتطوير علاقات الشراكة مع القاهرة ونقلها إلى آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة، في إطار علاقات التعاون الوثيقة والممتدة بين البلدين.

واستعرض السيسي وسوليفان تطورات القضية الفلسطينية، حيث شدد الرئيس المصري على أن حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية من شأنه أن يفرض واقعًا جديدًا ويفتح آفاقًا واسعة لبناء السلام ومد جسور الثقة والتعاون والبناء والتنمية في سائر منطقة الشرق الأوسط.

بدوره، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي عن التقدير البالغ للجهود المصرية الممتدة لإرساء السلام في المنطقة، إلى جانب دورها الأساسي في التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومبادرات إعادة إعمار غزة.

منظمات الإخوان في أميركا.. «أدوات عابثة» عابرة للحدود

وفي مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، توافق السيسي وسوليفان على دفع التعاون بين الجانبين في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة بالنظر إلى ما يمثله الإرهاب من خطر رئيسي على المستوى الدولي.

وبحسب الرئاسة المصرية، فإن اللقاء تطرق لمناقشة مستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد السيسي على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

وتأتي زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي لمصر، بعد يومين من زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية، الفريق أول مايكل كوريلا، في أولى محطات زياراته الخارجية في المنطقة منذ توليه منصبه.

وشدد قائد المنطقة المركزية الأميركية على اعتماد الإدارة الأميركية على الدور المصري الفاعل والمحوري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والنابع من الخبرة العريضة والفهم العميق للرئيس لطبيعة الأوضاع والتحديات في تلك المنطقة المهمة من العالم، الأمر الذي يفرض أهمية استمرار التعاون العسكري المصري الأميركي المشترك، وتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، أن زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي تركز بالأساس على تطورات القضية الفلسطينية وتطور الأحداث بين فلسطين وإسرائيل، وكذلك تداعيات الحرب الأوكرانية على مصر والمنطقة بصفة عامة.

وتصاعد التوتر خلال الأسابيع الأخيرة بعد سلسلة الهجمات في إسرائيل والضفة الغربية والصدامات في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وبشأن تأثير تلك الزيارة على تطوير العلاقات بين القاهرة وواشنطن، قال هريدي في تصريحات لسكاي نيوز عربية، إن الإدارة الأميركية تبدي اهتماما بمنطقة الشرق الأوسط الآن بعكس العام الماضي، حيث كان هناك انطباع لدى الأغلبية أن الشرق الأوسط لا يشغل أهمية لدى الإدارة الأميركية تحت قيادة الرئيس بايدن، لكن الأمر تغيّر وأصبح هناك تركيز أميركي كبير على المنطقة وأحداثها.

تشابك في العلاقات

وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد سمير راغب، في تصريحات لسكاي نيوز عربية، أن سوليفان أصبح المعني الأول بالعلاقات مع مصر كمستشار للأمن القومي، خاصة في ظل اهتمام الإدارة الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط وتنسيق المواقف ومتابعة ما يطرأ على الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي والقضايا ذات الصلة سواءً الإقليمية أو العالمية التي تجتاح العالم في الوقت الراهن وتمثل أهمية كبيرة لواشنطن.

وأضاف راغب أن «مصر تمثل أهمية كبرى للولايات المتحدة، خاصة في ملفات عدة من بينها الصراع العربي الإسرائيلي، والملفات الشائكة مثل ليبيا وسوريا واليمن، بالنظر إلى أن القاهرة ساهمت في نزع الكثير من الأزمات كادت تؤدي لاشتعال الموقف مثل التهدئة في قطاع غزة والتي حظيت بتقدير دولي للدور المصري، ومن ثمَّ فواشنطن حريصة على ألا يحدث اشتعال للموقف مجددًا».

وبشأن دلالات الزيارة، ييشير راغب إلى أن واشنطن أصبحت أكثر انفتاحا على العلاقات مع مصر، وعلى سبيل المثال إزالة القيود على بعض مطالب مصر من الأسلحة مثل طائرات السيادة والتفوق الجوي «F 15»، وهذا تطور ملحوظ في العلاقات، متابعًا: «استمرت العلاقات رغم وجود بعض الاختلافات، وهذه اللقاءات تحاول علاج بعض هذه الاختلافات التي لا تؤثر على المسارات الرئيسية في العلاقة خاصة الجزء العسكري والأمني والاستراتيجي».