منوعات

كنوز | الشيخ مصطفى إسماعيل مقرئ «القصر الملكي»

فى ليالى رمضان تنتعش النفس ويمتلئ الوجدان بالتلاوات التى نستمع إليها من الحناجر الذهبية، ومن هذه الحناجر الصوت الخالد للشيخ مصطفى إسماعيل المولود فى قرية ميت غزال التى كانت تتبع مركز طنطا بالغربية، وقد أتم حفظ القرآن وهو فى الثانية عشرة وذاع صيته فى قرى الغربية لتفرد أسلوبه وعذوبة صوته.

وواتته أكبر فرصة فى حياته عندما توفى حسين بك القصبى أحد أعيان طنطا عام 1922 وحضر عزاءه الأمير محمد على وسعد باشا زغلول، وصعد الشيخ مصطفى إسماعيل للتلاوة بعد أن أنهى الشيخ محمد رفعت تلاوته، وأعجب الشيخ رفعت به وأرسل له طالبا ألا يتوقف عن التلاوة حتى يأذن له فظل الشيخ مصطفى إسماعيل يقرأ لمدة ساعة ونصف الساعة إلى أن أشار له الشيخ رفعت بأن يختم.

ونصحه الشيخ رفعت بعد العزاء بأن يعيد قراءة القرآن على يد مشايخ المعهد الأحمدى بطنطا، وبالفعل التحق الشيخ مصطفى إسماعيل بالمعهد لكنه لم يكمل دراسته وتفرغ لتلاوة القرآن الكريم.

زار الشيخ مصطفى إسماعيل القاهرة عام 1942، وأثناء تلك الزيارة أجلسه الشيخ محمد الصيفى خلف ميكروفون الإذاعة فى بث مباشر من مسجد الحسين، لكن مسئول الإذاعة رفض لأنه غير معتمد بالإذاعة، وقال الشيخ الصيفى لمسئول الإذاعة: «أنا أجزته على مسئوليتى الشخصية»، وقرأ الشيخ مصطفى إسماعيل ما تيسر من «سورة التحريم».

ومن حسن حظ الشيخ مصطفى أن الملك فاروق كان يستمع للتلاوة بالإذاعة وأعجب بصوته وطلب من مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية أن يأتى به ليكون قارئا رسميا للقصر الملكى، وبعدها عينته وزارة الأوقاف قارئا لسورة الكهف بالجامع الأزهر التى كان يتلوها قبل صلاة الجمعة أسبوعيا، وهو القارئ الوحيد الذى كانت الإذاعة تنقل تلاوته على الهواء مباشرة.

وعندما ذاعت شهرته دعى ليقدم التلاوة فى سوريا والسعودية ولبنان والعراق وإندونيسيا وباكستان، وانطلق خارج حدود الأمة الإسلامية لمساجد ميونيخ وباريس ولندن، وصاحب الرئيس أنور السادات عند زيارته للقدس وتلا ما تيسر من القرآن فى المسجد الأقصى، وكانت آخر تلاوة له فى افتتاح مسجد البحر بدمياط فى 22 ديسمبر 1978 بحضور الرئيس السادات.

وسافر بعدها إلى الإسكندرية التى توفى بها إثر إصابته بنزيف فى المخ، وأقيمت له جنازة رسمية فى مسقط رأسه.

اقرأ أيضاً|الشيخ مصطفى إسماعيل.. صاحب الحنجرة الذهبية| فيديو