منوعات

كنوز | 4 سنوات على غياب صاحبة أول فوازير بالإذاعة

4 سنوات مضت فى الثامن من أبريل الجارى على رحيل الإذاعية الكبيرة آمال فهمى صاحبة الصوت المميز الذى تربت عليه أجيال متلاحقة من خلال برنامجها الأشهر «على الناصية» الذى جعل الكثير من النقاد وخبراء الإعلام يطلقون عليها لقب «ملكة الكلام»، وكثير من الأجيال الشابة لا تعرف أنها ارتبطت فى وجدان المستمعين باعتبارها أول من قدمت فوازير رمضان فى الإذاعة. 

ولدت آمال فهمى فى 4 نوفمبر عام 1926، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة، وعملت بعد تخرجها بمجلة «مسامرات الجيب»، وعملت فى بداية حياتها بالعمل السياسى مع الناشطة درية شفيق فى الحزب النسائى الوطنى عام 1947، والتحقت بالإذاعة عام 1951، فقدمت مجموعة برامج منها «برنامج للمرأة.

فوازير رمضان، فى خدمتك، حول العالم، عقبال عندكم»، إلى أن أسند إليها الإذاعى أحمد طاهر برنامج «على الناصية «عام 1957، وهو أشهر برنامج إذاعى كانت تلتف حوله الأسرة كل يوم جمعة، لأنها كانت تتناول فيه مشاكل المجتمع التى كانت تواجه بها المسئولين، ولهذا نالت جائزة على ومصطفى أمين للصحافة لتميزها فى إجراء التحقيقات الإذاعية.

ونالت فى استفتاء اجرى فى لبنان لقب «ملكة الكلام» فى العالم العربى، وكانت أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، ثم وكيلاً لوزارة الإعلام، فمستشارًا لوزيرالإعلام، وتولت منصب مستشار الإذاعة فى ثمانينيات القرن الماضى، ومع ذلك لم تتخل عن تقديم برنامج «على الناصية».

وفى حوار لها مع مجلة «سيدتى» عام 1998 روت حكايتها مع فوازير رمضان قائلة: «لا أنسى أبدا أننى صاحبة فكرة أن يحتفل الإعلام بشهر رمضان، هذا التقليد لم يكن معروفا.

لا فى الإذاعة ولا التليفزيون ولا حتى فى البلاد العربية، ووجدت أنها فرصة لكى يجتمع كل أفراد الأسرة حول المائدة فى لحظة معينة، وأشكر الله أن أوحى إليَّ بهذه الفكرة التى استمرت لأكثر من خمسين عاما.

واتذكر أن الكاتب الكبير محمد التابعى قال فى أحد مقالاته: «لعنة الله على آمال فهمى لأنها كانت سببا فى أن يسيل شربات الكنافة على ملابسى لأنى كنت حريصا على سماع الفزورة، وأفكر فى كل كلمة فيها».

وتقول: «بدأت الفوازير مع الشاعر العظيم خفيف الدم بيرم التونسى، الذى قال ذات مرة «على فكرة أم كلثوم ماكنتش تقدر تغيَّر كلمة من كلامى، أما آمال فهمى فقد سمحت لها بتغيير بعض كلمات الفوازير»، وهذا إنجاز كبير لأن بيرم كان يرفض التدخل فى أى عمل يكتبه، واستمرت معه لأكثر من خمس سنوات، لجأت بعدها إلى صلاح جاهين فرفض، وقال لى «إنتى عايزانى ألبس جاكتة أبويا؟!».

 فقلت له «يعنى إيه؟!»، فقال: «فى الفلاحين عندما يموت الأب يلبسوا ابنه جاكتته، وانتى عايزانى ألبس جاكتة أبويا بيرم التونسى بحاله، أنا أقل من أن أضع نفسى فى مستواه»، وبعدها بسنوات كتب صلاح جاهين الفوازير لنيللى فى التليفزيون.

ولن أنسى عندما فصلنى وزير الإعلام محمد فايق «زوج ابنة على صبرى» لمدة عشر سنوات، وأعادنى الرئيس السادات للإذاعة فى السبعينيات، وعدتُ للفوازير فى رمضان وبرنامج «على الناصية» طول العام.

وفى إحدى السنوات بلغت حصيلة رسائل إجابات الفوازير أكثر من مليون رسالة كانت تمثل ضغطا على مصلحة البريد، وكان نقل هذه الرسائل إلى الإذاعة مشكلة كبيرة، لدرجة أن مدير مصلحة البريد أرسل شكوى إلى مجلس الوزراء من كثرة الضغط على المصلحة. 

من مجلة « سيدتى » 1998