حوادث وقضايا

أكثر وسائل الانتحار شيوعا.. حقائق رئيسية عن حبة الغلال السامة

• 300 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب المبيدات

من جديد يسلط الضوء على حالات الانتحار باستخدام حبة الغلال السامة، وكانت آخر حالة وثقتها وسائل التواصل الاجتماعي، انتحار معلم بالفيوم قبل ساعات عبر البث المباشر، وذلك بتناول قرص مبيد حشري سام يستخدم لحفظ حبوب الغلال في مدينة الفيوم وذلك لمروره بأزمة نفسية ناتجة عن خلافات أسرية.

وقال المُعلِّم خلال مقطع الفيديو الخاص بتوثيقه للحظات انتحاره إنه عانى نفسيًا من وجود مشاكل في حياته قائلًا “إزاى أقدر أعيش وأنا بانام في نكد وأصحي في نكد، أنا مش خايف من الموت وحسبي الله ونعم الوكيل في هبة، هي السبب كرهتني في حياتي وكرهت العيال فيا”، واختتم حديثه بنطق الشهادة قائلا: “أنا مش خايف غير علي أمى وأولادى، ربنا يتولاهم”.

• ما هي حبة الغلال؟

حبة الغلال اسمها العلمي “الألومنيوم فوسفيد”، ويستخدمها المزارعون، لوضعها في محصول القمح، لحفظه من التسوس والحشرات الضارة التي من شأنها الإضرار بالمحصول، حيث لا تكاد معظم المنازل الريفية تخلو من مثل هذه الحبوب، ومؤخرًا أصبح استخدامها شائعًا في عمليات الانتحار.

وفي السنوات الماضية، شاع استخدام الحبة في إنهاء الجياة، حيث تقتل ذويها بصمت دون علم ذويهم، أو معرفة الأطباء للتدخل الطبي في الإنقاذ.

حبة الغلة مسجلة كمبيد حشري بوزارة الزراعة وتدخل مصر بشكل رسمي ولا توجد أي محاذير لبيعها، رغم أن المادة مكتوب أنها عالية السم، كما أنها موجودة في 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة إلا أن تركيبها واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.

• أرخص وسيلة انتحار

تظهر حالات الانتحار المتكررة باستخدام حبة الغلال سهولة استخدامها وتداولا ورخص ثمنها حيث تصل إلى ثلاثة جنيهات مصرية.

ودفعت حالات إلى الانتحار بحبة الغلال لوضع قيود على تداولها وفرض المزيد من الرقابة على منافذ بيعها، وتقول زارة الزارعة إنها شددت الرقابة على كميات استيراد حبة الغلال، وقصرت بيعها على الجميعات الزراعية وغرف البنك الزراعي التابعة للوزارة.

الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة يقول إن هناك بعض المزارعين يسمح لهم بالتعامل بـ«حبة الغلال» بسبب المخزون من القمح التي يتم تجميعه في بعض المحافظات، مشيرًا إلى أنه منع تداولها في محلات المبيدات منذ 4 سنوات.

لكن هذا لم يمنع اليائسين من الحياة في اقتناء الحبة واستخدامها وسيلة لإنهاء حياتهم.

فقد رصدت الشروق انتحار 3 حالات على الأقل هذا العام باستخدام حبة الغلال، وفي عام 2020 انتحرت ثلاث فتيات في محافظة الشرقية باستخدام حبة الغلال.

ولا توجد إحصائية دقيقة عن حالات الانتحار الناجمة باستخدام الحبة السامة في مصر.

وطبقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية، يُعد التسمم بالمبيدات الحشرية، مشكلة صحية عامة عالمية، حيث بشكل التسمم بواسطة المبيدات ثلث معدل الانتحار في العالم.

في بعض أجزاء من البلدان النامية يسبب التسمم بمبيدات الآفات وفيات أكثر من العدوى، ففي كل عام تحدث حوالي 300 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب المبيدات.

وتتمثل خطورة حبة الغلال على الجسم بعد الابتلاع ، حيث يتم امتصاص غاز الفوسفين بسرعة في جميع أنحاء الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تأثيرات شديدة السمية تصل إلى القلب والرئة والكلى والكبد مع عدم انتظام ضربات القلب الخطيرة، وتؤدي الحبة إلى الوفاة في غضون نصف ساعة.