فنون

نبوءة عرّافة وصدام مع والدته.. كيف بدأ عمر الشريف مشواره بالتمثيل؟


محمد حسين


نشر في:
الإثنين 10 يوليه 2023 – 5:35 م
| آخر تحديث:
الإثنين 10 يوليه 2023 – 5:35 م

يوافق اليوم 10 يوليو، الذكرى الثامنة لوفاة الفنان عمر الشريف؛ إذ رحل عام 2015، عن عمر ناهز 83، إثر أزمة قلبية تعرض لها أثناء تواجده بإحدى مستشفيات القاهرة.

ويمثل عمر الشريف علامة بارزة بتاريخ السينما المصرية والعالمية؛حيث ضمت مسيرته الفنية أعمالا مميزة من بينها: (صراع في الوادي، وصراع في الميناء، وإشاعة حب، وفي بيتنا رجل، ونهر الحب، وسيدة القصر).

ولفت الشريف أنظار مخرجي السينما الأمريكية، وتكون انطلاقته من خلال مشاركته بفيلم لورنس العرب، والذي حاز من خلاله على إشادة نقدية وإعجاب لدى الجمهور؛ ورُشح للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد، ليكون بذلك أول ممثل عربي يُرشح للأوسكار.

وكان وراء ذلك النجاح الكبير، مواقف من الإصرار والعناد من أجل إثبات الذات، لجانب مصادفات قدرية، وروى عمر الشريف بعضا منها في سلسلة حوارات مع مجلة “الجريدة” الكويتية.

* صدام مع الأم وتهديد بالانتحار

وعن موقف الأسرة من رغبته بالتمثيل، يقول عمر الشريف: “لم تكن أمي تفكر في التمثيل، وحزنت عندما أخبرتها برغبتي في أن أكون ممثلاً، قالت لي: «إيه ممثل ده؟ آرتست يعني». ويكمل: “حينذاك كان التمثيل في تصور الناس عيباً؛ لكنني كنت أحبه، ما دفعني الى تهديد والدتي بالانتحار ما لم توافق، وطبعا لم أكن أنوي الانتحار، لكنني قصدت إرهابها هي وأبي ليوافقا وهو ما حدث فعلا، خصوصا أن والدي بدأ يلحظ حالة الانطواء التي فرضتها على نفسي، فشعر بقلق شديد وبدأ يتراجع عن أسلوب تعامله معي وترك لي الحرية في اختيار ما أريد، لكن بشروط!.

* دعم العم

وعلى الجانب الآخر من الأسرة، تلقى الشريف دعما من عمه، ويروي عن ذاك: “كان عمي يدفعني لمرافقته دائماً ويصطحبني إلى ندوات الشعر والرسم وكل ما هو جديد في عالم السينما والتمثيل وزرع في نفسي عشق الأدب، فكان يختار لي مجموعة كتب لأدباء عظماء مثل أناتول فرانس والفونس دوديه ويشجعني على القراءة بصفة منتظمة”.

وأكمل: “وساعدني كثيراً في تذوق الروائع… وعن طريقه تعرفت الى السينما الفرنسية وأصبحت شغوفاً بها، وكنت انتظر يوم الاثنين من كل أسبوع لأرافقه إلى السينما لرؤية فيلم فرنسي جديد. الغريب حقاً أنني كنت لا أشاهد السينما المصرية وكان ثمة شبه قطيعة بيني وبينها، ولم أعرفها إلا بعدما صرت ممثلاً وكان لا بد من أن أتابع كل ما يجرى من حولي”.

*عرّافة يونانية

وعن المصادفات في طريقه، يحكي الشريف: “إنه ذهب إلى عرافة يونانية ذاع صيتها في الإسكندرية عام 1944 كنوع من التغيير، وتنبأت بأنه لن يعيش في مصر وسيلمع ويتألق في حياته، ويكسب أموالاً كثيرة، حينذاك استقبل الشريف هذه النبوءة بثبات وهدوء غريبين هو نفسه لم يعرف سببهما، لكن كان هناك هاجسا في داخله يؤكد له أن هذا سيحدث، حتى عندما حط في هوليوود كان لديه إحساس أن الثلاثين عاما السابقة من عمره لم تكن إلا الإعداد الجيد للنجاح الذي سيحققه فيما بعد”.