اخبار فلسطين

بلينكن: الاضطرابات في الضفة الغربية تجعل من اتفاق بين إسرائيل والسعودية “أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلا”

قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن يوم الأربعاء إن الاضطرابات المستمرة في الضفة الغربية جعلت جهود الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية “أكثر صعوبة، إن لم تكن مستحيلة”.

كان هذا أقوى تحذير يصدر عن إدارة بايدن حتى الآن، ولم يتم الإقرار به حتى الآن إلا من خلال مسؤولين مجهولي الهوية الذين اكتفوا بالقول إن السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية قد “لوثت” الجهود الرامية إلى زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة. ذهب بلينكن إلى أبعد من ذلك خلال حدث لـ”مجلس العلاقات الخارجية” في نيويورك من خلال الإشارة إلى أن الاضطرابات في الضفة الغربية قد تفشل التطبيع تماما.

وقال بلينكن: “لقد أخبرنا أصدقاءنا وحلفائنا في إسرائيل أنه إذا كان هناك حريق مشتعل في ساحتهم الخلفية، فسيكون من الأصعب، إن لم يكن من المستحيل، تعميق الاتفاقات الحالية، وكذلك توسيعها لتشمل المملكة العربية السعودية”.

وأضاف: “كذلك، على الأقل في تقديرنا بصفتنا أقرب صديق وحليف لإسرائيل، ليس من مصلحة إسرائيل بشكل كبير أن يحدث هذا بسبب درجة الصعوبة الإضافية التي يمثلها ذلك لمتابعة اتفاقيات التطبيع، أو تعميقها، ولكن أيضا بسبب العواقب العملية”.

في الأسبوع الماضي فقط، قرر المغرب إلغاء خططه لاستضافة قمة مرتقبة الشهر المقبل لوزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة وعدة دول عربية ردا على تحركات إسرائيلية لتوسيع المستوطنات بشكل كبير في الضفة الغربية.

الأول كان القرار للمضي قدما في خطط بناء 5700 وحدة سكنية استيطانية، محطما في غضون ستة أشهر فقط الرقم القياسي لأكبر عدد من المنازل لليهود التي تحصل على الضوء الأخضر في عام واحد.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، الأربعاء 28 يونيو، 2023. (AP Photo / Seth Wenig)

كما أقرت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارا أعطى وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش سيطرة كاملة عمليا على الموافقة على التخطيط للبناء في الضفة الغربية وسرّع بشكل كبير عملية توسيع المستوطنات القائمة.

أوضحت السعودية أن معظم مطالبها باتفاقية التطبيع هي من واشنطن، لأنها تسعى إلى تعزيز شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، فقد تم التأكيد أيضا على أنه لن يتم الانتهاء من أي اتفاق مع إسرائيل دون بادرة مهمة للفلسطينيين من شأنها تحسين احتمالات حل الدولتين، حسبما قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل” في مايو.

أكد المسؤولون الأمريكيون أن التوسع الاستيطاني، الذي يجعل تأمين حل الدولتين أكثر صعوبة، من المرجح أن يعيق جهود التطبيع مع السعودية.

وقال بلينكن إنه طرح مسألة تأثير الاضطرابات في الضفة الغربية على جهود التطبيع خلال مكالمة يوم الثلاثاء مع وزير الخارجية إيلي كوهين. كما حث الوزير في تلك المحادثة إسرائيل على محاسبة المسؤولين عن سلسلة من هجمات المستوطنين، مشيرا إلى أن العديد من المتضررين في إحدى البلدات المستهدفة هم مواطنون أمريكيون.

اقتحم مئات المستوطنين البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية انتقاما لمقتل أربعة إسرائيليين في هجوم وقع الأسبوع الماضي خارج مستوطنة عيلي. حيث قُتل فلسطيني خلال أعمال الشغب وقُتل 15 فلسطينيا خلال الأسبوع الماضي، معظمهم بسبب اشتباكات مع جنود إسرائيليين.

اعتقلت إسرائيل مجموعة من المشتبه بهم لكنها لم تقدم بعد لوائح اتهام. ولم يتم توجيه أي اتهامات على الإطلاق ضد مشتبه بهم تم اعتقالهم بعد اعتداءات مماثلة في فبراير.

أصر بلينكن على أن عدم منح الفلسطينيين السيادة لن يؤدي إلا إلى مزيد من المشاكل الأمنية لإسرائيل.

وحذر قائلا: “إذا وجدت إسرائيل نفسها إما عن قصد أو عن طريق الصدفة مسؤولة عن الضفة الغربية مع ثلاثة ملايين فلسطينيين وأكثر من 500 ألف مستوطن، فما الذي سيعنيه ذلك من حيث تخصيص الموارد، بما في ذلك الموارد الأمنية، التي يجب أن تكون إسرائيل خلاف ذلك قلقة بشأنها عندما يتعلق الأمر بغزة وبلبنان وبإيران؟ الأمر لا يبدو منطقيا”.

لا اتفاق مع إيران “في المستقبل القريب”

في وقت لاحق خلال الحدث الذي نظمه مجلس العلاقات الخارجية، قال بلينكن إنه لا يوجد اتفاق نووي جديد على الطاولة مع إيران، بعد دبلوماسية جديدة هادئة بين الخصمين.

وقال “ليس هناك اتفاق في المستقبل القريب، حتى مع استمرار استعدادنا لاستكشاف المسارات الدبلوماسية”.

وقال بلينكن عن العلاقات المستقبلية “سنرى من خلال أفعالهم”، داعيا إيران إلى اختيار “عدم اتخاذ إجراءات تزيد من تصعيد التوترات” مع الولايات المتحدة وفي الشرق الأوسط.

تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه على أمل العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران والذي ألغاه سلفه دونالد ترامب. لكن المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي انهارت، كما جعلت احتجاجات حاشدة شهدتها إيران واشنطن أكثر ترددا بشأن إبرام اتفاق مع الجمهورية الإسلامية.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي (على يمين الصورة) يزور معرضا لإنجازات إيران النووية، في مجمع مكتبه في طهران، إيران، 11 يونيو، 2023. (Office of the Iranian Supreme Leader, Via AP)

يقول دبلوماسيون إن المحادثات غير المباشرة استؤنفت بهدوء في الأشهر الأخيرة مع عُمان كوسيط، مع التركيز إلى حد كبير على وضع السجناء الأمريكيين في إيران.

وقال دبلوماسي مطلع على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الاثنين إن المحادثات غير المباشرة الأخيرة مع إيران تركزت حول إطلاق سراح المعتقلين الأمريكيين لدى طهران، وليس تخصيب اليورانيوم. الولايات المتحدة مستعدة للسماح لإيران بالوصول إلى عدة مليارات من الدولارات من الأموال التي تحتفظ بها دول في الخارج حاليا لأغراض إنسانية ولسداد ديون على أساس كل حالة على حدة.

انهارت المحادثات بشأن استئناف الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بسبب الخلافات حول مدى التخفيف من العقوبات الأمريكية الكاسحة التي فرضها ترامب، وحول موعد عودة إيران إلى الامتثال للاتفاق من خلال التراجع عن الإجراءات المضادة التي اتخذتها ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

وقال بلينكن إن إدارة بايدن بذلت “جهودا بحسن نية” مع القوى الأوروبية وكذلك الخصمين الصين وروسيا للعودة إلى الاتفاق، ولفترة من الوقت “بدا ذلك ممكنا”.

وأضاف أن “إيران إما لم تكن قادرة أو لم تكن معنية على فعل ما هو ضروري للعودة إلى الامتثال [للاتفاق]”.

ساهمت في هذا الاتفاق وكالة فرانس برس