حوادث وقضايا

بصمات قبطية فى نشر محبة الآخر

 

«وَأُعْطِيكُمْ رُعَاةً حَسَبَ قَلْبِى، فَيَرْعُونَكُمْ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ.» هكذا ورد فى سفر «إر 3:15» كلمات ترددها الكنائس تكريمًا لهؤلاء الآباء الذين يسعون دائمًا لإعمار نفوس الأقباط بخدمة مخلصة للمسيح، يضعون بذور التعاليم والتربية والعقيدة المسيحية الصحيحة فى وجدان الأطفال ويرسخون فيهم مبادئ المحبة والسلام ومساعدة الآخر حتى تنمو وتبدأ فى التجسد الحقيقى من خلال الخدمات الروحية الكثيرة التى تعد أعمدة الكنيسة القبطية وتقوم عليها الإنسانية التى أوصى بها السيد المسيح.

وعلى مدار الأعوام يثبت آباء الكنائس بمختلف الطوائف قدرتهم على ترسيخ مبادئ روحية جليلة أبرزها محبة الآخر وهو الشعار الذى يترنم به المسيحى دائمًا، بل يعتبر بمثابة العنوان المعروف عن اتباع المسيح فى كل مكان وتتمثل فى إنجيل متى (44:5) «وَأَمَّا أنا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إلى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ». 

فى مايو الماضى وقف قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى وسط أرض الإيمان الكاثوليكى «الفاتيكان» يعلن تمسك آباء الكنائس بالمحبة أمام عنف وجحود العالم الطامع، والثبات على اختيار السلام أمام نبرات الحروب والعداء. 

وتصُب الكنيسة إيمانها فى نفوس المُصلين منذ نعومة أظافرهم، وتنمو وتترعرع فروع هذه التربية كلما تنقل المسيحى فى بقاع مختلفة فى الأرض، فمنذ أيام اختتمت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية الحوار العربى الأوروبى الثامن بمشاركة ١٧ دولة عربية وعالمية هى: «مصر والسعودية والعراق والأردن والمغرب ولبنان وفلسطين والإمارات وتونس وألمانيا وروسيا وفرنسا اليونان والنمسا وبولندا والسويد والدنمارك».

وكان الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، افتتح الأربعاء الماضى فعاليات المؤتمر الثامن بعنوان «الدين والمجتمع» بمقر الهيئة فى مصر الجديدة بمشاركة السفير كريستيان برجر، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى فى مصر، والسفير هاكان إمسجارد، سفير السويد، وبحضور عدد من قادة فكر المجتمع المصرى وأعضاء مجلس النواب والشورى وقيادات إعلامية وأكاديميين.

وخلال فعاليات اليوم الأول أقيمت جلسات ألقى فيها سفير السويد كلمته عن أهمية الحوار ودور الدين فى حل الأزمات والانقسامات، أعقبها تقسيم الحضور إلى مجموعات ترفيهية وحوارية للمشاركة بين أعضاء البعثة ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، وشملت فعاليات اليوم الثانى زيارة المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، كانت بحضور الدكتور عبدالمنعم السعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز والدكتور عزت إبراهيم، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، وألقى رئيس الإنجيلية خلال هذ الحوار كلمة عبر فيها عن اعتزازه بدور المركز المصرى على المستوى الفكرى التحليلى، وقال «زكى أن هذا المكان ذو قيمة فكرية كبيرة ويحقق حالة وطنية خاصة، يساهم فى تقديم رؤى استراتيجية وتحليل علمى لقضايا الدولة. 

وأكد رئيس الهيئة الإستشارية أن هناك علاقات قوية بالحوار الأوروبى مؤكدًا أن هناك دورًا دوليًا كبيرًا يقوم به منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية، ولا يمكن إنكار أسهاماته فى الحوارات الدولية، وجاءت هذه الزيارة بعد ساعات من لقاء القس أندريه زكى، بصحبة وفد الحوار العربى الأوروبى، مع الدكتور مختار جمعة، وزارة الأوقاف، وذلك بمقر الوزارة، والتى أكد فى كلمته رئيس الإنجيلية عن الترابط وعلاقة المحبة المشتركة مع وزارة الأوقاف، كما أثنى على دور وزير الأوقاف فى القيادة الوطنية باعتباره صاحب مواقف ثابتة مستنيرة، واختتم كلمته بتقديم التهنئة للأمة الإسلامية بقرب حلول عيد الأضحى.

وكانت لكلمات وزير الأوقاف واقع مؤثر فى نفوس الحاضرين، وقال: «السلام مع النفس» هو أساس سلام البشرية والعالم والمؤمن الحقيقى لا يتجاوز فى حق الآخر، كما يشهد العالم تحولات دولية شديدة، والمعتقد الدينى دوره الحفاظ على الحياة، وتحتاج البشرية إلى صوت العقل والحكمة وعلماء الدين لهم دور مثمر فى سلام العالم»، وأنهى حديثه عن دور الوطنى للهيئة الإنجيلية ومشاركاتها السنوية فى مشروع صكوك أضاحى وزارة الأوقاف بمبلغ 100 ألف جنيه».

 

الحوار وتقبل الآخر.. سبيل الإنجيلية فى نشر السلام للعالم

وأنهت الطائفة الإنجيلية استضافتها للحوار العربى الأوروبى الثامن الجمعة الماضية، لتؤكد دورها الكبير فى دعم مبادئ الحوار والبحث فى نفس البشرية على سبل التقارب وتقبل الآخر، وكانت هذه الفعاليات بعد أيام من جولة رئيس الطائفة الإنجيلية فى نيويورك وواشنطن خلال مشاركته فى الحوار المصرى الأمريكى، الذى استغرق عدة أيام تخللته مجموعة فعاليات مهمة ومتنوعة، وترأس «زكى» الوفد المصرى المكون من قيادات المجتمع المدنى الذى ضم كلًّا من النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والسفير الدكتور محمود كارم، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، والنائب محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام فى مجلس الشيوخ، والدكتور إبراهيم نجم، مستشار فضيلة مفتى الديار المصرية وأمين عام هيئة الفتوى العالمية، والسيدة سميرة لوقا، مدير أول حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان. 

نظم منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية بالشراكة مع مؤسسات مدنية وكنائس بالولايات المتحدة الأمريكية، وخلاله التقى الوفد المصرى بعدد من الشخصيات المهمة والمؤثرة فى المجتمع، وكانت بداية الجولة فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بمشاركة الدكتورة نهال سعد، مدير مركز تحالف الحضارات، والممثل الشخصى للسكرتير العام للأمم لحوار الحضارات، والسفير ماجد عبدالفتاح، رئيس بعثة الجامعة العربية، وبعض رجال دينية وعقائدية الأخرى.

وتضمنت الزيارة عدة موضوعات هامة أبرزها إشادة ممثل السكرتير العام للأمم بالوضع الراهن الذى تشهده مصر من الحريات الدينية فى السنوات الماضية والقدرة التى توصلت إليها بجهود آباء الكنائس والإمام الأكبر وتعاونهم الروحى والإنسانى مع البابا فرانسيس. 

يعتبر هذا اللقاء هو الأوسع فى الآونة الأخيرة من حيث التنوع فقد ضم رؤساء الكنائس العالمية من كافة أنحاء الولايات المتحدة الذين حرصوا على التواجد إلى جانب الوفد المصرى، كما حضر السفير الأمريكى السابق لدى مصر والذى ناقش دور الأديان فى تقريب وجهات النظر بدلًا من أن تكون الأديان سببًا للتناحر. 

 

كنائس تنمو وتزدهر فى أمان الدولة المصرية

شهدت الكنائس القبطية الأرثوذكسية عدة مناسبات روحية واعادت إحياء تذكار مناسبات مخلدة فى وجدان الأقباط ومحفورة فى سطور كتاب السنكسار والتاريخ المسيحى، ومن ابرزهم الذكرى الـ26 على السيامة الأسقفية لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذى نالها يوم 15 يونيو سنة 1997 بصحبة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا سوريال، والانبا غبريال أسقف إيبارشية بنى سويف، بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث.

 

قديسون من تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

احتفلت الكنيسة يوم 7 بوؤنة الماضى، بذكرى القديس أباسخيرون القلينى، الذى يحتل مكانة متفرده لدى الأقباط ويعتبر أيقونة لتجسيد الثبات والإيمان وكانت لمعجزته الشهيرة صدى واسعه لا تزال تدوى فى قلوب المسيحيين حتى الآن.

يعود أصل اسم «أباسخيرون» إلى اللغة اللاتنية وهو مشتق من كلمتين: «أباّ» معناها «أب»، و«سخيرون» «أسشيروس» أو «إسكاروس»، معناها «القوى»، ولد القديس أباسخيرون فى «قلين» إحدى مدن محافظة كفر الشيخ وكان من أشهر الجنود فى الفرقة العسكرية للملك دقلديانوس بالقرن الثالث الميلادى وارتقى إلى رتبه أتريب، وظل خلال عصور الظلام التى عرفت بها هذه متمسكًا بإيمانة ولم يخشى من ظلم دقلديانوس الذى فرض على جنوده عبادة الأوثان والسجود لها، لكن أبسخيرون رفض فامر ضده حكم والمحاكمة أمام والى أنصنا «أريانوس»، واستمر فى موقعه حتى نال اكليل الشهادة، وبعد حدوث معجزة نقل كنيسته من كفر الشيخ إلى الصعيد عندما كان هناك تجمع كبير بسبب تنظيم «7 زيجات» فى آن واحد أراد الجنود أن يهجمون والقضاء عليهم وصاروا يتشفعون بالقديس أبسخيرون شفيع بلدتهم لكى ينقذهم حتى جاءت اللحظة الفارقة فى الليل ونقلت الكنيسة بمن فيها معهم بئر المياه والنخلة التى كانت أمام الكنيسة إلى قرية «البيهو» بصعيد مصر. 

 

القديس «أبوسيفين».. أيقونة الشجاعة فى الكنيسة الأرثوذكسية

توافد الأقباط خلال الأسبوع الماضى إلى كنائس وأديرة القديس فيلوباتير مرقوريوس المعروف كنسيًا بـ«أبى سيفين» خلال برنامج النهضة الروحية وبالنظر إلى أعداد الحضور المصلين يمكن إثبات قيمة وتقدير هذا القديس الذى يعد أحد الشخصيات المسيحية الهامة فى تاريخ الكنيسة تروى سيرته مواقف وعظات كبيرة. 

ولد هذا القديس من أبوين وثنيين قبل أن يصيرا مسيحيين فى مدينة رومية، أخذ اسم «فيلوباتير» بعد إيمانه بالمسيح وفاض قلبه بحب العقيدة فتعلم المبادئ الصحيحة وعندما بلغ سن السابعة عشر عامًا من عمره التحق بجيش الإمبراطورية الرومانية فى مصر وكان بارعًا فى فنون التخطيط الحربى واشتهر كمبارز بالسيف، ونظرًا لتفوقه العسكرى تقرب من الملك داكيوس الوثنى الذى طلب منه أن يترك إيمانه ويعبد الأوثان ولكن رفض القديس العسكرى هذا الأمر فتعذب بأشد الطرق حتى نال إكليل الشهادة. 

الوداع والوفاء عنوان الأسبوع فى الكنيسة الكاثوليكية 

ودعت الكنيسة الكاثوليكية الأب هنرى بولاد اليسوعى، أحد الرموز الهامة والبارزة فى الخدمة المجتمعية المسيحية الذى كان لرحيله حزن كبير دوى صداه فى جميع الكنائس المصرية بمختلف طوائفها،وحضر نيافة الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، صلاة تجنيزه بكنيسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين، الخميس الماضى، بمنطقة الفجالة لمشاركة المطران كلاوديو لوراتى، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر بالمراسم، أعقبها خدمة جنازة الكهنة، التى ترأسها المطران جان مارى شامى، النائب البطريركى العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر والسودان وجنوب السودان، وبحضور رئيس الأساقفة نيقولاس هنرى، السفير البابوى، وبعض أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات، وأسرة جمعية كاريتاس مصر، بالإضافة إلى الشخصيات المختلفة الأخرى. 

وفى مشهد مؤثر أعادت الكنيسة الكاثوليكية احياء ذكرى نيافة الأنبا كيرلس وليم، المطران الشرفى لإيبارشية أسيوط، وترأس بطريرك الإسكندرية للكاثوليك، الجمعة، قداس ذكرى الأربعين بكاتدرائية أم المحبة الإلهية، بمشاركة الآباء المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات، وأبناء الإيبارشية، وبعنوان «صفات الراعى الصالح» ألقى الأنبا إبراهيم كلمته مؤكدًا أن الراعى الصالح، هو الذى يقود ويرشد، ويحامى عن خرافه، مثلما فعل الأب الراحل.

 

مناسبات روحية فى كنيسة العذراء ومار يوحنا للكاثوليك بالمنيا 

أقامت كنيسة السيدة العذراء ومار يوحنا، ببلدة منسافيس بأبوقرقاص بالمنيا، الجمعة الماضية، القداس الإلهى الاحتفالى بمناسبة عيد قلب يسوع الأقدس برئاسة نيافة الأنبا باسيليوس فوزى، مطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك، وبمشاركة الأب ميخائيل صبحى، راعى الكنيسة، والأب أشعياء مكرم، راعى كنيسة مار جرجس، بالقرية، والأب فيلوباتير جاد، راعى كنيسة السيدة العذراء، وتخلل اللقاء احتفالية تجديد النذور للراهبات الفرنسيسكانيات «صغيرات القلب الأقدس».