اخبار مصر

طراز عثماني.. تاريخ مسجد الملكة صفية الأثري بشارع محمد علي

يعد مسجد الملكة صفية في شارع الست صفية بشارع محمد على بالقاهرة، مسجد مسجل بالآثار تحت رقم (200، 330)، وتاريخه يرجع إلى (1019هــ/ 1610م)، أنشأه المملوك عثمان أغا دار السعادة أحد مماليك الملكة صفية زوجة السلطان مراد الثالث ووالدة السلطان محمد خان الثالث، وبعد وفاة المملوك عثمان أغا، قامت الملكة صفية باستكمال المسجد على يد إسماعيل أغا الناظر على الوقف، وتم الانتهاء منه في المحرم سنة 1019هـ.

– وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة رسمية

والملكة صفية كانت جارية رومية أشهرت إسلامها؛ وتزوجت السلطان العثماني مراد الثالث، وكان لها أعمال خيرية عديدة.

وقد ذكر حسن عبد الوهاب في كتابه تاريخ المساجد الأثرية، أن “هذا المسجد ثالث مسجد بمصر وضع على مثال الجوامع العثمانية بإسطنبول، فأولها مسجد سليمان باشا بالقلعة، وثانيها مسجد سنان باشا ببولاق، وهذا هو الثالث، ويليه مسجد محمد أبو الدهب أمام الأزهر، ومسجد محمد علي بالقلعة، ومسجد الفتح الملكي، وهذا الطراز وحده هو ما يجب أن نطلق عليه بمصر؛ العمارة العثمانية”. 

يرتفع مسجد الملكة صفية عن مستوى الشارع لأربعة أمتار، فهو من المساجد المعلقة حيث يتم الصعود إليه من مداخله الثلاثة بدرج كبير مستدير يبلغ 18 درجة نصف دائرية، وهو درج فريد بمصر، وجميع مباني المسجد من الحجر عدا القباب والقبوات فهي من الآجر، غير أن الأعمدة التي تحمل القبة الكبرى فهي من الجرانيت، والمسجد مربع يبلغ طول ضلعه حوالي 20.30 مترا، وينقسم إلى قسمين، قسم شرقي تتوسطه قبة كبيرة محمولة على 6 أعمدة، ويوجد بهذا القسم أيضا المحراب الذي هو آية في الروعة والجمال فهو مزخرف بأشرطة رخامية ملونة توضح مدى إتقان الفنان، والمنبر الرخامي العثماني الذي يحمل زخرفة دقيقة رائعة.

أما المحراب فيحمل زخارف ملونة، أما القسم الغربي من المسجد فهو الصحن وبه مداخل المسجد الثلاثة، ويتكون هذا القسم من 4 أروقة مسقوفة بقباب، والقبة الرئيسية منها تعتبر من أندر القباب الموجودة بمصر ويبلغ ارتفاعها 17.6مترا، وقطرها يقدر بـ12.60مترا، وتقوم على 6 أعمدة من الجرانيت، ويتصل القسمان الشرقي والغربي للمسجد من خلال ثلاثة أبواب عقدت بعقود قوسية، تشبه عقود مسجد سنان باشا الموجود في حي بشكتاش بإسطنبول.

كما أن للمسجد مئذنة عثمانية رشيقة بشرفة واحدة تقع بمنتصف بالطرف الجنوبي الغربي من مكان الصلاة، وفي مقابل المئذنة توجد حجرة تعلوها قبة.

وواجهات المسجد تسودها البساطة، وكان للمسجد ملحقات متصلة به، وحديقة كبيرة حوله بسور له أبواب وهذا السور اختفى، ولم يتبق غير باب واحد مطل الآن على شارع الداودية وشارع بوابة القزازين، وهذه الحديقة من المرجح أنها كانت تشمل الفضاء الواقع حول المسجد الآن، فضلا عن عدد من العقارات المحيطة به، أما دورات مياه المسجد فهي منفصلة عنه، حيث تقع في الجزء الجنوبي الغربي، وللمسجد حجة وقف بوزارة الأوقاف المصرية تحت رقم 1297، 1298.