اخبار الإمارات

زيارة مسؤولي تايوان إلى واشنطن.. كيف سترد بكين؟

نائب رئيس تايوان وليام لاي خلال زيارته للولايات المتحدة (رويترز)

نائب رئيس تايوان وليام لاي خلال زيارته للولايات المتحدة (رويترز)

الإثنين 14 أغسطس 2023 / 14:16

أثار تصريح نائب رئيسة تايوان وليام لاي بأنه “إذا كانت تايوان آمنة سيكون العالم آمناً” الجدل في الأوساط السياسية، حيث يحمل هذا التصريح رسالة بأن أي حرب بين الصين وتايوان ستتجاوز تداعياتها الحدود، وستؤثر على العالم أجمع.

ضياء حلمي: الصين لن تذهب لحرب هادئة

التقدم التكنولوجي الصيني وراء أزمة تايوان

ويرى مراقبون أن الحرب بين تايوان والصين في حال اندلعت، والدخول في مواجهات عسكرية ستكون لها تداعيات كارثية على العالم أجمع، وربما تؤدي إلى شلل اقتصادي في غالبية دول العالم، وتدخله في نفق مظلم.

رد حاسم وعنيف

في اتصال مع 24 يقول الدكتور ضياء حلمي، المتخصص في الشأن الصيني وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: “من خلال قراءة المشهد الصيني والمشهد العالمي، لن يكون الرد الصيني مثل الرد الروسي على التحرشات الأمريكية في أوكرانيا، وسيكون الرد الصيني حاسماً وعنيفاً أكثر من التوقعات الأمريكية نفسها”، وأضاف “من يقرأ ويتابع الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ أن جاء إلى الحكم عام 2013، يتأكد أن الصين تحولت من الوضع الدفاعي إلى الوضع الهجومي مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى في بحر الصين الجنوبي”.

وأكد الدكتور حلمي أن “الصين لن تتهاون مع أي مسألة تهدد أمنها وسياستها، وإذا اضطرت إلى حرب عالمية ثالثة سوف تذهب إلى ذلك، ولن تسمح للآخرين بالتدخل في شؤونها”، مشيراً إلى أن “قضية تايوان قضية أمريكية وهمية وليست واقعية”.

وتطالب الصين بتايوان وتعهدت بضمها إليها، ولو بالقوة، إذ تعتبرها جزءاً من أراضيها، فيما تكثف الضغوط السياسية والعسكرية عليها.

لماذا التحرش الآن؟

يقول المتخصص في الشأن الصيني إن واشنطن “استفاقت عام 2018 على تقدم تكنولوجي مذهل وذكاء اصطناعي في الصين ويسبق واشنطن بـ30 عاماً، ولذلك هاجمت شركة هواوي وقتها وتم التحفظ على بنت رئيس الشركة وفرضت عقوبات وحرباً تجارية لتعطيل التقدم الصيني المذهل، وبناء عليه اتخذت قضية تايوان وافتعلتها من أجل تعطيل المسيرة الصينية، إذ تريد واشنطن إدخال بكين في قضية جانبية بحسابات خاطئة.

وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن واشنطن “تثير قضية تايوان بين الحين والآخر لإثارة الخلافات ومحاولة تعطيل الصين، وجرها لمشاكل جانبية وإبعادها عن توغلها السياسي والاقتصادي.

رسالة خطيرة

واعتبر الدكتور حلمي تصريح نائب رئيس تايوان “حول تأثر العالم بأمن تايوان، رسالة خطيرة للغاية وتشير إلى أن الصين لن تذهب لحرب هادئة، وستذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وتصريح اليوم هو رسالة موجهة للعالم وليس أمريكا فقط، وأنه سيؤثر على الأمن العالمي ولم يتحدث عن الأمن الأوروبي والأمريكي فقط”.

وقال حلمي: “إذا لم تأخذ الإدارة الأمريكية هذا التصريح على محمل الجد سيكون له تداعياته كارثية، حيث وقعت الولايات المتحدة في منتصف القرن الماضي على وثيقة تؤكد سيادة الصين الواحدة، ولكن الولايات المتحدة كعادتها تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر”.

وتوعدت الصين، الأحد، باتخاذ “إجراءات حازمة وقوية”، رداً على زيارة نائب رئيسة تايوان وليام لاي إلى الولايات المتحدة، والتي أكدت أنها تراقبها عن كثب.

وتوقف لاي، المرشح لانتخابات تايوان الرئاسية العام المقبل، في الولايات المتحدة كنقطة مرور في طريقه من وإلى باراغواي، حيث سيحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب سانتياغو بينيا.