اخبار فلسطين

انسحاب مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست في الإئتلاف من فعاليات يوم الذكرى وسط احتجاجات

أعلنت مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست في الإئتلاف الحاكم الأحد عن إلغاء مشاركتهم في المراسم الرسمية التي تقام في المقابر خلال إحياء يوم ذكرى قتلى معارك إسرائيل وضحايا الأعمال العدائية هذا الأسبوع بسبب احتجاجات من العائلات الثكلى.

وأعلن وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف ونائب وزير الثقافة والرياضة يعكوف تسلر من حزب “يهدوت هتوراة” اللذان لم يؤد أي منهما الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي انسحابهما من مراسم يوم الذكرى التي كان من المقرر أن يشاركا فيها. كما قال الوزير حاييم بيطون من حزب “شاس” إنه لن يحضر حدثا كان من المقرر مسبقا أن يشارك فيه.

بعد ذلك بوقت قصير، أعلنت وزيرة الدبلوماسية العامة غاليت ديستل أتباريان التي أدت الخدمة العسكرية لكنها أدلت بتصريحات مثيرة للجدل أثارت غضب العديد من قدامى المحاربين في الأشهر الأخيرة عن عدم مشاركتها من المراسم التي كانت من المفترض أن تلقي خلالها كلمة.

وسط الانقسامات الاجتماعية الملتهبة التي تفاقمت بسبب جهود الإصلاح القضائي الحكومية المتوقفة الآن، دعا بعض أفراد العائلات الثكلى علنا أعضاء الحكومة الذين لم يخدموا في الجيش الإسرائيلي إلى تجنب حضور الأحداث.

أثار احتمال اندلاع نزاعات سياسية حول التغييرات المقترحة في القضاء في المقابر وفي مراسم وضع أكاليل الزهور في يوم الذكرى، الذي يبدأ مساء الإثنين ويستمر حتى مساء الثلاثاء، مخاوف من أن هذه الأنشطة قد تسيء إلى العائلات وتضر بقدسية اليوم.

في بيان، قال غولدكنوبف “أردت حقا الحضور وتكريم ذكرى من سقطوا. إلا أنه تم إبلاغي أنه إلى جانب العائلات الثكلى التي طلبت حضوري كممثل عن الحكومة، كانت هناك أيضا عائلات ثكلى قد يتسبب حضوري بإزعاجها”.

من اليمين إلى اليسار: رئيس حزب “يهدوت هتوراة” يتسحاق غولدكنوبف وعضوا الكنيست مئير بوروش ويعقوب تيسلر في جلسة في محكمة العدل العليا في القدس، 28 يوليو، 2022. (Yonatan Sindel / Flash90)

وأضاف “هذا غير صحيح، ولكنني أفضل عدم إيذاء مشاعرهم. أنا لا أريد، لا سمح الله، أن أكون بمثابة حافز لتعطيل هذا اليوم الخاص والمهم”، مضيفا أنه سيشارك بدلا من ذلك في” الحداد الشديد”من خلال تلاوة فصول من كتاب المزامير عند حائط المبكى في تخليدا لذكرى المتوفين.

وكان من المقرر أن يلقي كل من غولدنكوبف وتسلر كملة في المراسم التي ستقام في كريات غات وبئر طوفيا تباعا.

كما كان من المقرر أن تتحدث ديستل أتباريان من الليكود في مراسم ستقام في نس تسيونا. في تغريدة مطولة، قالت ديستل أتباريان “أمام العائلات الثكلى، أحني رأسي تماما … لن أحضر المراسم”.

تم انتقاد ديستل اتباريان سابقا بسبب وصفها طياري سلاح الجو الذين هددوا برفض الالتحاق بالخدمة العسكرية بسبب خطة الحكومة لإصلاح القضاء المتوقفة مؤقتا على أنهم “ضعفاء سقطوا على جانب الطريق … أنا احتقر كل واحد منهم”. واعتذرت الوزيرة في وقت لاحق عن تصريحاتها.

وكتبت ديستل أتباريان في تغريدتها يوم الأحد “حقيقة أن شخصا مثلي لم يعد بإمكانه القدوم إلى المقبرة في يوم الذكرى هو دليل آخر على تسييس كل شيء، وهو تسييس يقطع ببطء ولكن بثبات الفرع الذي نجلس عليه جميعا”، موضحة مع ذلك أنها لا تلقي باللوم على العائلات الثكلى في الانقسامات الاجتماعية.

وزيرة الدبلوماسية غاليت ديستل أتباريان تصل إلى اجتماع لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 15 يناير، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقرر بيطون، وهو نائب وزير في وزارة التربية والتعليم الذي لم يخدم في الجيش، سحب مشاركته من مراسم يوم الذكرى في مدينة رحوفوت بوسط البلاد. وسيحل محله وزير الداخلية والصحة المعين حديثا، موشيه أربيل، الذي أدى الخدمة العسكرية، حسبما ذكرت إذاعة الجيش.

وقال تسفيكا فوغل من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف إنه ينوي حضور مراسم يوم الذكرى في المقبرة العسكرية بروش بينا لكنه لن يلقي كلمة.

وقال فوغل لإذاعة 103FM إن “تكريم من سقطوا والعائلات الثكلى أهم من كرامتي”، مضيفا أنه لا يريد توفير منصة للمتظاهرين المناهضين للحكومة “للمس بمشاعر العائلات”.

لكن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي لم يتم تجنيده في الجيش الإسرائيلي بسبب نشاطه المتطرف عندما كان مراهقا كرر يوم الأحد تأكيده على أنه لن يستجيب للدعوات التي وُجهت له بعدم حضور المراسم في المقبرة العسكرية بمدينة بئر السبع الثلاثاء.

ونقل موقع “واي نت” الإخباري عن بن غفير قوله “أنا أحب العائلات الثكلى. سألقي خطابا يليق برجل دولة وسأحتضن كل العائلات، بما في ذلك أولئك الذين لا يحبونني”.

اشخاص يقفون دون حراك اثناء سماع صافرات الانذار في يوم ذكرى قتلى معارك إسرائيل وضحايا الأعمال العدائية في مقبرة نحلات يتسحاق العسكرية في تل ابيب، 4 مايو، 2022. (Avshalom Sassoni / Flash90)

حثت الشخصيات العامة بشكل متزايد كلا من الجمهور والمسؤولين المنتخبين على إبقاء البيانات السياسية بعيدة عن اليوم المهيب.

وطلب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي من الإسرائيليين إظهار الاحترام والامتناع عن تحويل المقابر إلى “ساحة نقاش”. كما حض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكذلك قائدا المعارضة يائير لبيد وبيني غانتس الإسرائيليين على وضع الانقسامات العميقة جانبا ليوم واحد هذا الأسبوع.

بالإضافة إلى دعوة نتنياهو وغالانت ولبيد وغانتس، دعت مجموعة تمثل جنود احتياط يعارضون خطة الإصلاح القضائي التي تدفع بها الحكومة الناشطين إلى الامتناع عن التظاهر ضد الإصلاحات خلال يوم الذكرى.

عائلات ثكلى تقاطع رئيس الوزراء نفتالي بينيت خلال إلقائه كلمة في مراسم لإحياء يوم ذكرى ضحايا الأعمال العدائية في جبل هرتسل، 4 مايو، 2022. (Screen capture/Twitter)

ستبدأ الفعاليات لإحياء يوم ذكرى قتلى معارك إسرائيل وضحايا الأعمال العدائية مساء الإثنين مع انطلاق صفارات الإنذار لمدة دقيقة واحدة في جميع أنحاء البلاد. صباح الثلاثاء، ستطلق صفارات الإنذار لمدة دقيقتين قبل بدء مراسم إحياء الذكرى في 52 مقبرة عسكرية إسرائيلية.

يوم الذكرى هو أحد المناسبات الوطنية غير الدينية القليلة، الذي تزور خلاله قطاعات كبيرة من الجمهور الإسرائيلي عادة قبور أحبائهم ورفاقهم.

منذ آخر مرة أحيت فيها إسرائيل يوم الذكرى قُتل 59 جنديا خلال خدمتهم العسكرية، بحسب معطيات نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة.

وتوفي 86 من قدامى المحاربين المعاقين بسبب مضاعفات إصابات لحقت بهم أثناء خدمتهم. وبذلك يصل العدد الإجمالي  للأشخاص لقوا حتفهم أثناء خدمتهم العسكرية في البلاد منذ عام 1860 إلى 24213.

ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان وطاقم تايمز أوف إسرائيل.