اخبار المغرب

تسليح الجيش المغربي بالتكنولوجيا المتقدمة يثير مخاوف الإعلام الإسباني

تثير التطورات التي ظل الجيش المغربي يشهدها على مدار السنوات الماضية تخوفات عدد من البلدان المجاورة، وعلى رأسها الجارة الإسبانية.

ولا ينفك الإعلام الإسباني يتحدث عن إعادة تسليح المغرب بالتكنولوجيا المتقدمة ليصبح قوة عسكرية بحلول عام 2030، ويشير إلى كونه “منغمسا في عملية تحديث وتطوير قدراته الدفاعية والهجومية… وهي علامة تثير القلق”، بحسبه.

التوجّس الإسباني ازداد قوة بعد موافقة واشنطن على تزويد القوات المسلحة الملكية بمنظومة “هيمارس” الأمريكية المدمرة، إذ ستجعل المملكة قوة إقليمية في المنطقة المتوسطية بامتلاكها أنجع الصواريخ والأسلحة الثقيلة.

وأصبح المغرب أول دولة إفريقية تتوفر على أنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة “هيمارس” (HIMARS)، وهي الصواريخ التي لا تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية إلا وفق شروط خاصة.

وفي هذا الإطار أكد الخبير العسكري عبد الرحمان المكاوي التطور الذي تعرفه القوات المسلحة الملكية، “خاصة بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم الثلاثية بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل”، مشيرا إلى “اتفاق الدول الثلاث على تحويل المملكة إلى دولة قوية عسكريا وتكنولوجيا وصناعيا، خاصة في الصناعات العسكرية المتطورة”.

وأكد مكاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المغرب يتسلح تسلحا نوعيا بأسلحة مقتناة بدقة ودراسات قبلية مركزة، من العديد من الدول، وخاصة أمريكا”، لافتا إلى عدد من الدراسات العسكرية، ومنها لمراكز قريبة، مثل المعهد الملكي الإسباني للدراسات الإستراتيجية، الذي أكد أن “المغرب يحقق مشروع الملك محمد السادس في المجال العسكري منذ اعتلائه العرش، ويعمل على تحويل الجيش الملكي وتأهيله ليصبح في مستوى الجيش الإسباني والبرتغالي والفرنسي واليوناني والإيطالي”.

وأبرز المتحدث ذاته أن “الجيش المغربي استطاع أن يضاهي الجيوش الغربية، خاصة بعد الاستثمارات الضخمة في القطاعين البحري والجوي، وخاصة القطاع التكنولوجي المتطور من الجيل الرابع والخامس؛ ناهيك عن توجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشييد أكبر قاعدة أسلحة من الجيلين الرابع والخامس بالمغرب، وهو ما يزعج اسبانيا وجيشها، وأيضا الجيوش البرتغالية واليونانية والإيطالية، رغم أن الأخيرة لا تثير ضجيجا مثل إسبانيا”، وفق تعبيره.

وأشار الخبير العسكري ذاته إلى أن “هذه الجيوش الغربية لا تريد أن يكون الجيش المغربي في مستواها، خاصة أنها ظهرت من خلال حرب أوكرانيا فارغة، سواء من حيث الأسلحة أو الذخيرة، ولا يمكنها أن تصمد أمام الجيش الروسي لأكثر من أسبوع”، مبرزا أن “المغرب عمل على استكمال نقائص العتاد الحربي، كقطاع المدفعية والدفاعات الجوية، وذلك من خلال اقتناء عدة معدات أمريكية وإسرائيلية وصينية، وبات يغطي ترابه الوطني ويحصن أمنه القومي عبر أسلحة متنوعة في القطاعات الجوية والبرية والبحرية”.

كما أفاد مكاوي بأن الوضع الحالي “بات يزعج فصائل في إسبانيا، وخاصة اليمين المتطرف، واليسار المتطرف، كالحزب الشيوعي الإسباني”، وأشار إلى دراسة سابقة للمعهد الملكي الإسباني للدراسات الإستراتيجية، أوردت أن “الإسبان مازالوا يعتقدون أن الحرب القادمة ستكون مع المغرب بنسبة 87 في المائة”؛ “فيما مازال الحالمون بعهد فرانكو، واليسار واليمين المتطرف، يتقاسمون تخوفاتهم من التطورات المغربية، عكس ما يذهب إليه سانشيز، الرجل العاقل في الحكومة الإسبانية، الذي يظهر أن التحولات المغربية هي لصالح الأمن القومي الإسباني”.