اخبار فلسطين

مقتل فلسطيني في ظروف غامضة خلال هجوم للمستوطنين على بلدة بالضفة الغربية

اقتحم المئات من المستوطنين الإسرائيليين بلدة ترمسعيا الفلسطينية بعد ظهر الأربعاء، وأضرموا النيران في المنازل والسيارات والحقول وأرهبوا السكان بعد وقت قصير من انتهاء مراسم دفن اثنين من ضحايا هجوم إطلاق نار نفذه مسلحان فلسطينيان في الضفة الغربية.

وقالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية إن فلسطينيا قُتل وأصيب 12 آخرون خلال هجوم شنه مستوطنون وفي اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وقالت الوزارة إن أربعة على الأقل أصيبوا بنيران، أحدهم في حالة خطيرة.

وورد أن القتيل يُدعى عمر قطين (27 عاما)، الذي قال السكان إنه أب لطفلين صغيرين وعمل كهربائيا في بلدية البلدة.

وقالت الشرطة إن شرطيا فتح النار وأصاب فلسطينيا واحدا على الأقل يشتبه في قيامه بإطلاق النار على قوات الأمن خلال الاشتباكات.

ولم يتضح ما إذا كان قطين هو الشخص الذي أطلقت الشرطة النار عليه، رغم أن شهود عيان فلسطينيين قالوا إن القتيل لم يكن بالقرب من القوات الإسرائيلية عندما تعرض لإطلاق النار. ولم يتضح من أطلق النار على الفلسطينيين الأربعة الآخرين.

وقال خميس جبار، جار القتيل، إن قطين “كان يقف هناك، بريء، إنه شاب طيب القلب. لم يكن لديه حجارة، وكان أعزلا تماما، ووقف على بعد نصف ميل على الأقل من الجيش”، مضيفا أن القتيل “عمل من الساعة السادسة صباحا حتى السادسة مساء. إنه رجل مسالم”.

الشهيد عمر قطين (27 عاماً) الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال التصدي للمستوطنين في ترمسعيا شمال شرق رام الله. pic.twitter.com/uQphstwTAK

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 21, 2023

جاءت أعمال الشغب في البلدة القريبة من رام الله بعد أن اعتدى المستوطنون على عدة بلدات فلسطينية في شمال الضفة الغربية ليل الثلاثاء، في أعقاب هجوم إطلاق نار دام وقع على محطة وقود بالقرب من مستوطنة في المنطقة.

وبدا أن هذه الاعتداءات هي تكرار قاتم لواقعة وصفها البعض بأنها “بوغروم” في وقت سابق من هذا العام بعد هجوم إطلاق نار دام آخر نفذه مسلحون فلسطينيون.

تغطية صحفية: “مشاهد بطولية لتصدي الأهالي لاعتداءات المستوطنين في بلدة ترمسعيا برام الله”. pic.twitter.com/XKPnogLdXg

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 21, 2023

وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من بلدة ترمسعيا بعد ظهر الأربعاء اشتعال النيران في سيارات ومنازل. وشوهدت القوات تحاول ابعاد المستوطنين مع تصاعد الدخان الأسود فوق البلدة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يدين “الحوادث الخطيرة” لعنف المستوطنين في ترمسعيا، لكنه لم يأت على ذكر إطلاق النار على عدد من الفلسطينيين.

وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي “منذ وقت قصير أشعل مواطنون إسرائيليون النار في ممتلكات فلسطينية في ترمسعيا. دخلت قوات الأمن البلدة لإخماد الحرائق ومنع الاحتكاك وجمع الأدلة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المستوطنين غادروا البلدة، وأن الشرطة فتحت تحقيقا.

وأضاف “يدين جيش الدفاع حوادث العنف الخطيرة وتدمير الممتلكات. مثل هذه الحوادث تمنع الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن من التركيز على مهمتهم الرئيسية، وهي حماية أمن مواطني دولة إسرائيل ومنع الإرهاب”.

مواطنون يقفون بجانب سيارات محترقة أضرم المستوطنون الإسرائيليون النار فيها في بلدة ترمسعيا بالقرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية، 21 يونيو، 2023. (AHMAD GHARABLI / AFP)

وقالت الشرطة إنه تم استدعاء عناصر من وحدة “يسام” الخاصة إلى مكان الحادث لتأمين رجال الإطفاء الذين كانوا يحاولون إخماد الحرائق، وأضافت أن الفلسطينيين بدأوا في مرحلة معينة برشق أفرادها بالحجارة.

وقالت متحدثة باسم الشرطة “خلال أعمال الشغب ، حدد عناصر ’يسام’ العاملون في الموقع رصاصة أطلقت باتجاههم… ردا على ذلك، أطلق شرطي ’يسام’ الذي شعر أن حياته كانت في خطر طلقة دقيقة على أحد مثيري الشغب الذي يشتبه في أنه أطلق النار”، مضيفة أن المشتبه به أصيب.

وقالت الشرطة إن الحادث قيد التحقيق.

ولم ترد تقارير عن اعتقالات.

تغطية صحفية: “مستوطنون يحرقون منازل للفلسطينيين ترمسعيا شمال شرق رام الله”. pic.twitter.com/o6GDtWlzPb

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 21, 2023

وقال رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب إن 60 سيارة و 30 منزلا احترقوا جزئيا أو كليا في هجمات المستوطنين على البلدة، وزعم أن حوالي 400 مستوطن نفذوا الهجوم.

وأضاف أن “الهجمات اشتدت في الساعة الماضية حتى بعد أن جاء الجيش”.

ونددت وزارة الخارجية الأردنية بعنف المستوطنين، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لتوفير الحماية للفلسطينيين.

وحثت وزارة الخارجية المصرية على “الوقف الفوري” لهجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وانتقدت السلطات الإسرائيلية لفشلها في التدخل في بلدة ترمسعيا وقرى فلسطينية أخرى حيث أضرم المستوطنون النار في عشرات المباني والسيارات.

وقالت وزارة الخارجية المصرية “تؤكد مصر رفضها التام لأعمال الترهيب والعقاب الجماعي التي تستهدف المواطنين الفلسطينيين”.

وجاءت اعتداءات المستوطنين بعد وقت قصير من انتهاء مراسم جنازتي اثنين من أربعة ضحايا إسرائيليين قُتلوا في هجوم إطلاق نار نفذه مسلحان فلسطينيان بعد ظهر الثلاثاء عند محطة وقود في الضفة الغربية. وتم تشييع جثماني الضحيتين الآخرين في وقت متأخر من ليل الثلاثاء.

قُتل أحد المسلحيْن المرتبطين بحركة “حماس” في مكان الهجوم برصاص مدني إسرائيلي مسلح، بينما فر الثاني وقُتل بعد حوالي ساعتين على أيدي القوات الخاصة.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع هجوم إرهابي دامي بالقرب من مستوطنة عيلي بالضفة الغربية، 20 يونيو، 2023. (Flash90)

بعد ساعات من الهجوم، اعتدت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين على عدة بلدات فلسطينية، محاولين إضرام النيران في الممتلكات وتحطيم السيارات بالحجارة، بحسب سكان محليين،  وتم توثيق بعض الهجمات بالفيديو.

في حوارة أشعل حشد من المستوطنين النار في سيارات وألحقوا أضرارا بممتلكات الفلسطينيين. كما فتح البعض النار على فلسطينيين، بحسب وسائل إعلام فلسطينية، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع جنود تم إرسالهم لإستعادة الهدوء.

وكانت البلدة مسرحا لهجوم مميت في وقت سابق من هذا العام حيث أضرم المستوطنون النيران في عشرات المنازل والسيارات، في أعقاب هجوم إطلاق نار أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين. وقُتل فلسطيني واحد على الأقل في ظروف غامضة وتم إدانة الاعتداءات على نطاق واسع بين الإسرائيليين وفي المجتمع الدولي، على الرغم من أن بعض أعضاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة بدا أنهم يدعمون اعتداء المستوطنين على البلدة.

حرائق في قرية اللبن الشرقية في الضفة الغربية، 20 يونيو، 2023. (screen captgure: Twitter; Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية.

منذ بداية العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 24 شخصا، بمن فيهم نحمان موردوف (17 عاما)، وإليشاع أنتمان (17 عاما)، وهرئيل مسعود (21 عاما)، وعوفر فايرمان (64 عاما)، الذين قُتلوا جميعا يوم الثلاثاء.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 129 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات.