اخبار فلسطين

روى تفاصيل رحلة الإبعاد.. الحموري لـ قدس: البعد عن فلسطين موت لكنني سأواصل النضال

باريس قدس الإخبارية: قال الأسير المحرر صلاح الحموري، والذي أبعده الاحتلال قبل نحو أسبوعين إلى فرنسا، إنه لم يتوفر لديه أي إشارات عن جهود قادها المستوى الرسمي الفلسطيني الممثل بالسلطة في سياق قضيته، سواء كان ذلك عبر خطوات دبلوماسية أو عملية من أجل وقف هذا الإبعاد. 

وعن المستوى الرسمي الفرنسي، قال الحموري إن الدور الخجول للحكومة الفرنسية أعطى إشارة للاحتلال بأنه يستطيع عمل ما يحلو له، ولم تستخدم الحكومة الفرنسية أية أوراق ضغط لمنع الإبعاد، وقد كان سقف بعض المواقف كما الأمم المتحدة أعلى من سقف موقف الحكومة الفرنسية والتي قررت التعامل مع الاحتلال على أنه دولة فوق القانون الدولي.

وشدد الحموري على أن الإبعاد لن يمنعه من العمل لفلسطين، والقناعات لن تتغير، وسيبقى الهدف كما هو، لأن فلسطين هي القضية وليست فقط الجغرافيا، وسيعمل على عدة جبهات، منها القانونية والشعبية وعلى صعيد الشتات الفلسطيني، بهدف عزل دولة الاحتلال والعودة للوطن.

وأكد أنه يدرس التوجه للمحكمة الدولية لدراسة ملفه ومعاقبة من اتخذوا القرار بإبعاده، خاصة وأن الأمم المتحدة اعتبرت ما جرى معه جريمة حرب.

وأوضح الحموري خلال استضافته في برنامج حوار قدس والذي تقدمه الزميلة نداء بسومي عبر شبكة قدس، أنه تلقى الخبر النهائي بإبعاده عن فلسطين في 17 ديسمبر الجاري، حيث قدمت قوة من شرطة الاحتلال لإخراجه من السجن، وقد كان الشعور صعبا، كما لو أنه موت سريري، فما جرى هو بمثابة اقتلاع وإبعاد عن المكان الذي ينتمي له وضحى لأجله.

ولم يكن قرار الإبعاد مفاجئا، يقول الحموري، خاصة وأنه لم يتم تجديد قرار الاعتقال الإداري الذي ينتهي في 5 ديسمبر، وكان واضحا أن وزيرة الداخلية في حكومة الاحتلال تريد تسجيل إنجاز سياسي في الساعات المتبقية لها في المنصب، وبدا واضحا أن هناك تسريعا للإجراءات. 

وحول رحلة الإبعاد، أشار الحموري إلى أنه جرى إخراجه من السجن حوالي الساعة 11:30 ليلا، وبقي في زنزانة الانتظار لمدة 45 دقيقة إلى حين قدوم شرطة الاحتلال، حيث تم تكبيل قدميه ويديه واقتياده إلى مركبة الشرطة، وبقي على هذا الحال حتى الساعة 2:00 فجرا قبل أن يُدخل إلى مطار اللد. 

ويتابع الحموري قائلا: بقيت في مطار اللد حتى الساعة الخامسة صباحا، وقد تخلل الفترة التي مكثت فيها هناك، إجراءات تفتيش وتقييد، وخلال وجودي في الطائرة كنت أيضا مقيدا، وكانت هناك مرافقة أمنية، ووضعت في المقعد الأخير من الطائرة مقيدا، حتى وصلت فرنسا.

ويستذكر الحموري اعتقاله الأخير، فيقول إنه كان اعتقالا استثنائيا، من حيث طبيعة الاقتحام والإجراءات التنكيلية التي قام بها الاحتلال بحقه، فقد جرى اقتياده لمركز تحقيق المسكوبية، ثم تحويله إلى سجن عوفر، ومن ثم إلى عزل هداريم. موضحا أن هذه الإجراءات، الهدف منها قمع الأسرى والسيطرة على وعيهم. 

ونقل الحموري جزءا من معاناة الأسرى في السجون، لكنه أشار بتركيز شديد على الأسرى المؤبدات، الذي لم يعد لديهم أمل بأن تفتح السجون عليهم قريبا، كما يقول، ولذلك هم بصدد البدء بإضراب مفتوح عن الطعام، وفي هذه المرحلة هناك ترتيبات وتشاور حول هذه الخطوة، وما يدفع بهذا الاتجاه هو تراجع مكانة الأسرى كأولوية لدى المجتمع الفلسطيني، وتشكيل حكومة جديدة لدى الاحتلال من المتوقع أن تشدد من عقوباتها بحق الأسرى.

وكشف الحموري أن الأسرى بعثوا برسالة لمصلحة السجون الإسرائيلية مفادها أنهم جاهزون للمواجهة حتى الشهادة، وذلك في ظل التهديدات التي يطلقها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غبير بحقهم، وسيبدأون بالإضراب في 23 مارس؛ أول أيام شهر رمضان. 

وأكد الحموري أن واجب الشعب الفلسطيني في هذه المعركة أن يقف إلى جانب الأسرى من أجل تقصير عمر الإضراب، ولكي يحقق أهدافه بسرعة.