اخبار فلسطين

حلقة خاصة| إبراهيم النابلسي ورفاقه.. الاشتباك الأخير

نابلس المحتلة خاص شبكة قُدس: ناقش برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية في حلقته الجديدة، ما جرى في فترة اغتيال مقاومي نابلس، حيث تناولت الحلقة تفاصيل من عايش الحدث من أهالي ورفاق الشهداء وشهود العيان والتي شملت معاينةً للمكان بعد سبعة عشر يوماً على الاشتباك الكبير في حارة الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس. 

يروي هلال عويجان أحد شهود العيان على اقتحام واغتيال الشهيدين إبراهيم النابلسي ورفيقه إسلام صبوح، قائلا: “فجروا الأبواب  وبقينا داخل الغرفة وأصوات الصراخ والضرب والقنابل من حولنا تتعالى وصوت نداء الجنود الإسرائيليين بالخارج تتردد مطالبة النابلسي بتسليم نفسه”.

وأضاف: “خلال تلك اللحظات النابلسي كان يصرخ بصوت مرتفع حيّ على الجهاد ويكبر ويطلق الرصاص باتجاه جنود الاحتلال وسط ندائهم له بتسليم نفسه ثم حاصروا شبابيك المنازل وفجروا البوابات، ورغم ذلك استمرت الاشتباكات لثلاث ساعاتٍ متواصلة وهم يطلقون الرصاص والنابلسي يقاوم”.

وبحسب رواية شاهد العيان، فإنه “بعد انسحاب الجنود لم نستطع الخروج بسبب الدخان والنيران المشتعلة، وبدأنا بالبحث جميعاً فوجدت النابلسي ملقى على الأرض، باشرت بالصراخ والتكبير بلا وعيٍ مني  ثم حملته مسرعاً ليعلن استشهاده لاحقاً”.

وفي لقاء خاص لـ”شبكة قدس” مع أحد أعضاء كتيبة نابلس ومطاردٌ لدى الاحتلال، يقول: “دائماً بالخط الأمني نحن نغير أماكن تواجدنا ويوم استشهاد النابلسي كان يجب تغيير المنزل في ظهر اليوم نفسه لنتوجه لمنزلٍ آخر لكن شاءت الأقدار أن يصل الاحتلال والعملاء لإبراهيم قبل ذلك”. 

ويشير المطارد للمنزل المُدمر ويقول: “هذا ليس دماراً هذا عزٌ وفخرٌ لنا فهم يعلمون كم أوجعهم إبراهيم وكلنا هنا مشروع شهادة”.

ويوضح المطارد: نحن في أعلى المنزل الذي كان يتواجد به النابلسي لحظة استشهاده وضعنا خطة، فعندما يكون الجنود بأعلى الغرفة نقوم بسحب الأخشاب من تحت أقدام الجنود حتى يسقطو للأسفل مباشرةً وهذا ما أقدم عليه إبراهيم بالاشتباك الأخير ما أدى إلى وقوع الجنود”.

ويردف قائلاً: “استمر القصف والرصاص من القناصين باتجاه إبراهيم إلا أنه بقي متمسكاً بسلاحه ونحن سنكمل المشوار من بعده على نفس الطريق”.

واستكمل حديثه بالقول: “نحن في كتيبة نابلس نسير تحت راية لا إله إلا الله مهما كانت توجهاتنا نحن هنا أسود نابلس ليس لدينا أي توجه سياسي أو توجه تنظيمي وأسمى آيات النضال هي الشهادة في سبيل الله”. 

من جانبها، قالت والدة إبراهيم النابلسي لبرنامج المسار:  عندما كان عمر إبراهيم 10 سنوات لَقب نفسه بأبو فتحي تيمناً بالشهيد نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في نابلس والذي ارتقى أيضاً داخل البلدة القديمة عام 2004”. 

وأضافت: “كنت نادراً ما أراه أو ألتقي به، وجلُ حديثنا عند اللقاء يتمثل في توصيتي له بالانتباه على نفسه وسؤاله عن أحواله وإبراهيم منذ بداية مطاردته هيأني للطريق التي سار عليها هو ورفاقه الذين سبقوه”.

وأردفت: “آخر اتصال لإبراهيم قال لي فيه إمي لا تزعلي نحن مسلمون وهذه وصية ونحن نسير على وصايا الشهداء وأوصاني أن لا أحزن، لقد كان عنيدا وقويا وأنا سرتُ على دربه وأهديته صبري”.

ويقول أبو إياد النابلسي والد إبراهيم: “إبراهيم فاجأني بفكره ووعيه وكلامه أكبر من عمره كان يحمل هم الوطن، وكان يرفض الاختفاء عن الأنظار بشكل كلي لأنه لم يكن مُطارَداً بل مُطارِِدا للاحتلال”.

ويضيف ” رسالة إبراهيم كانت للشعب الفلسطيني رسالة وحدوية فهو ابن الكل الفلسطيني وارتداؤه للعصبات بكافة أطيافها يعني أنه ابن الكل”.

وفي لقاءٍ خاص للحلقة مع أحد رفاق النابلسي أكد أن البداية كانت تزامناً مع استشهاد جميل العموري ومحمد الدخيل فاشتبكوا معهم بأكثر من نقطة استمرت لمدة ثلاثة شهور وبعد استشهاد جميل زادت قوة وعنفوان الشباب لاستمرار الاشتباكات مع الاحتلال ومطاردته.

وأضاف متحدثاً عن الشهيد إسلام صبوح: “كان الجندي المجهول وكان يومياً برفقة النابلسي ويومياً معه ويشاركه بالاشتباكات والمقاومة”. 

من جانبها، قالت والدة إسلام صبوح لبرنامج المسار: “كان كتوماً وبعد استشهاد الشيشاني تغير وتشتت كأن شيئاً في نفسه واتصل بي وأبلغني أنهما محاصران وما كان مني إلا أن توضأت وصليت ودعيت لهما، قبل أن يأتيني خبر ارتقائهما شهيدين”.

أما عن الشهيد الفتى حسين طه،  فيقول ابن عمه خالد طه: “حسين من زمان بتمنى الشهادة وقد منعته العائلة من الذهاب وقت الاشتباك إلا أنه رفض وخرج مع والده، ثم أصيب شريف هناك بعد تركه لوالده الذي أصيب بقدمه خلال محاولته إنقاذ ابنه شريف وأعلن عن استشهاده لاحقاً بعد توقف قلبه عدة مرات”.