اقتصاد

نقص العمالة المدربة يهدد التعافي الكامل للسياحة في مصر


طاهر القطان:


نشر في:
السبت 10 يونيو 2023 – 7:13 م
| آخر تحديث:
السبت 10 يونيو 2023 – 7:13 م

• عروض مغرية من دول عربية لاستقطاب العمالة السياحية المصرية.. والفنادق تستغيث
بدأت الفنادق والمنتجعات السياحية المصرية تعانى من أزمة نقص العمالة المهنية المدربة وذلك بعد أن شهدت الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الشهور الأخيرة انتعاشة ملحوظة وزيادة فى نسبة الاشغالات مقارنة بنفس الفترة من الأعوام السابقة.

وبدأت دول الخليج فى استقطاب العديد من العمالة المصرية بمجالات السياحة المختلفة وذلك بمرتبات وعقود مغرية لعدد كبير من العاملين بالسياحة.

ويواجه عدد كبير من الفنادق والمنشآت السياحية نقصا فى عدد العاملين المدربين مما قد يؤثر بالسلب على التعافى الكامل للسياحة فى مصر خلال الفترة القادمة خاصة أن أهم معايير المنافسة بين المقاصد السياحية العالمية أصبح حاليا هو جودة الخدمات المقدمة للسائحين والتى تحتاج بالطبع إلى عمالة مدربة على أعلى مستوى.

وقال سامح عبدالمنعم عضو غرفة الفنادق أن العمالة المدربة فى القطاع أصبح من الصعب العثور عليهم فى الوقت الحالى خاصة أن العديد منهم اتجه للعمل بالخارج وتحديدا فى دول الخليج التى قدمت لهم عروضا مغرية للعمل فى المشروعات السياحية بهذه الدول.. أشار إلى أننا نستعين بعمالة جديدة من الطلاب الجامعيين والحاصلين على شهادات الدبلومات الفنية المختلفة لكنها تحتاج إلى تدريب مكثف حتى تستطيع تقديم الخدمة بجودة عالية للسائحين الوافدين لمصر.

أشار إلى أن أزمة نقص العمالة فى الفنادق والمنتجعات السياحية تفاقمت بسبب تداعيات جائحة كورونا التى توقفت فيها الحركة السياحية على مستوى العالم لبعض الفترات.

وقال عضو غرفة الفنادق إن نسبة كبيرة من العمالة السياحية هجرت القطاع واتجهت للعمل فى مهن أخرى وبعضها سافر للعمل بالدول الخليجية نتيجة الانحسار الشديد الذى شهدته الحركة الوافدة لمصر خلال السنوات الأخيرة. مشيرا إلى أن جودة الخدمات المقدمة للسائحين تحتاج إلى عمالة ماهرة ومدربة، وهجرة هذه العمالة سيؤثر بالسلب على صناعة السياحة ككل.

وقال إن الفترة القادمة ستشهد إعادة تشغيل العديد من المنشآت الفندقية والسياحية التى كانت قد توقفت بسبب الأزمات السياحية المتلاحقة.. إلا أنه مع التزايد المستمر فى تدفق السائحين فإن الأمر يتطلب إعادة تشغيل المنشآت المغلقة وكذلك استعادة العمالة المدربة التى اتجهت للعمل فى مهن أخرى أكثر استقرارا.

وأشار عبدالمنعم إلى أنه يجب أن نكون مستعدين بشكل كامل لاستقبال السياحة من جديد بعد انخفاض الحركة السياحية الوافدة لمصر من خلال تجهيز الفنادق والمنشآت والمنتجعات السياحية وصيانتها وتطويرها بالشكل الجيد حتى لا نفاجأ بوجود مشكلة من السياح تتمثل فى عدم جودة الخدمة المقدمة فى الفنادق.. وشدد على ضرورة التنسيق بين وزارة السياحة ومراكز التدريب بالمدارس والجامعات لتوفير عمالة مدربة للعمل بالقطاع السياحى خاصة بعد تسرب العمالة المدربة للعمل بالخارج أو اللجوء إلى مهن أخرى طوال السنوات الماضية.

وقال الخبير السياحى محمد ثروت رئيس لجنة السياحة العربية بغرفة شركات السياحة سابقا أن هجرة العاملين المدربين بقطاع السياحة تعد أهم التداعيات السلبية لجائحة كورونا على السياحة المصرية خاصة أن العمالة المدربة تعد أساس صناعة السياحة.. مشيرا إلى نسبة العاملين الذين تركوا القطاع السياحى ارتفعت فى الأيام الأخيرة إلى أكثر من ٦٠٪ وهو ما قد يؤثر بالسلب على السياحة المصرية فى ظل بدء عودة الحركة الوافدة إلى طبيعتها بعد انتهاء تداعيات الجائحة.

وأوضح ثروت أن العمالة المدربة فى السياحة أهم ما يملك هذا القطاع الحيوى خاصة أنها تحتاج إلى سنوات من الخبرة والتدريب بالاضافة إلى قدرتها على التكيف مع الأزمات المتكررة التى يمر بها القطاع والتى عانت منها السياحة طوال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن العمالة المدربة أهم ما يمتلكه قطاع السياحة فى هذا القطاع الحيوى خاصة انها تحتاج إلى سنوات من الخبرة والتدريب بالإضافة إلى قدرتها على التكييف مع الأزمات المتكرة التى تعانى منها السياحة طوال السنوات الماضية وبالتحديد خلال الفترة من 2011 وحتى الآن حيث شهدت هذه الفترة ظروف استثنائية بدأت بثورة 25 يناير وانتهت بجائحة كورونا العالمية ثم الحرب الروسية الأوكرانية التى مازالت تأثيراتها على الاقتصاد كبيرة وحادة.. لافتا إلى أنه يجب أن نعترف جميعا بأن العمالة المدربة الموجودة فى السياحة أهم ما يمتلكه هذا القطاع الهام.

وكشف تقرير سياحى عن ارتفاع أعداد العمالة التى هجرت قطاع السياحة خلال السنوات الأخيرة إلى أكثر من مليونى عامل من إجمالى 4 ملايين عامل يعملون فى جميع الانشطة السياحية على مستوى الجمهورية أى بمعدل 50 % من إجمالى عدد العاملين، وذلك بسبب سوء أحوال القطاع وتدنى مستوى الأجور خاصة خلال الفترة الأخيرة.