اخبار المغرب

حصري .. تفاصيل “الاجتماع المغلق” بين المبعوث الأممي ومنتخبي وشيوخ الصحراء

احتضنت قاعة الاجتماعات بالقصر البلدي بالعيون، صباح اليوم، أشغال الاجتماع “المغلق” الذي حضره، ستيفان ديمستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ومنتخبي الجهة وكافة أفراد شيوخ القبائل الصحراوية إلى جانب عمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية بمجلس الأمن.

وحسب معطيات حصرية تحصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن كلمة المبعوث الأممي تركزت حول الزخم والتطورات الإيجابية التي شهدتها قضية الصحراء في السنوات الأخيرة.

وأكد الوسيط الأممي خلال كلمة له خلال الاجتماع، على أنه لاحظ في الآونة الأخيرة تفاعلا واهتماما كبيرين من طرف المجتمع الدولي يتعلق أساسا بنزاع الصحراء، في إشارة للولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإسرائيل وعدد من الدول التي تهتم بإنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.

كما أشار المبعوث الإيطالي، إلى أن زيارته الحالية للأقاليم المتنازع بشأنها، اكتشف من خلالها العديد من الإشارات الإيجابية التى كانت غائبة عنه منذ تسلمه دور الوساطة الأممية، لافتا الى أنها ستدرج كاملة في الإحاطة التي سيقدمها أمام أنظار مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة شهر أكتوبر القادم.

كما ذكر الدبلوماسي الإيطالي بالمجهودات التي قام بها المبعوث الشخصي السابق، الألماني هورست كولر وبمخرجات محادثات جنيف التي جمعت أطراف النزاع المفتعل حول الصحراء، مشيرا الى أنها محادثات بناءة وذات مصداقية.

وحسب ذات المصادر، فقد أثارت أعلام الدول (الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، الاتحاد الاوروبي والبيرو) المثبتة بقاعة الاجتماعات حفيظة المبعوث الشخصي، خاصة وأنه يحمل الجنسية الإيطالية، فذكره مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس جماعة العيون، بأنها تتعلق باتفاقيات توأمة تجمع المجلس ببلديات مماثلة بهذه الدول.

من جانبه، تركزت كلمة مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس جماعة العيون، على دور المنتخبين في تسيير شأنهم المحلي، والتأكيد على وجاهة مقترح الحكم الذاتي الذي يعتبر حلا تقدميا وذو مصداقية يساهم في إنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وطالب ولد الرشيد، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بإيصال استعداد ساكنة هذه المناطق التي تعتبر “أغلبية” بتنزيل مقترح الحكم الذاتي لأعضاء مجلس الأمن الدولي. لافتا الى أنه “من غير المعقول أن تفرض أقلية توجهات وإملاءات سياسية غير منطقية على أغلبية تساند وترحب بمقترح الحكم الذاتي بالمنطقة”.

وفي ذات السياق، قال سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، إن الحديث اليوم عن ملف الصحراء يفرض أولا تصحيح المغالطة المتعلقة ب”التمثيلية الشرعية” لساكنة الأقاليم المتنازع بشأنها.

وأشار المسؤول بتقديم كلمة باسم كافة منتخبي الجهة، على أن الحاضرين اليوم بالاجتماع أفرزتهم صناديق الاقتراع ويمثلون ساكنة الجهة بأقاليمها الأربعة وبجماعاتها الحضرية وبرلمانييها وبغرفها المهنية، مضيفا أن “العملية الديمقراطية التي أفرزت هذه النخبة كفيلة في إعادة النظر وتحديد من يمثل ساكنة الأقاليم الجنوبية”.

وأكد رئيس جهة العيون أن “العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذه الأقاليم، أفرزت تنمية حقيقية بالمنطقة وتحققت على إثرها مشاريع تنموية ضخمة بفكر صحراوي وبأيادي صحراوية لا يمكن إنكارها”.

ودعا المتحدث، المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا إلى القيام بجولة ميدانية للإطلاع على المشاريع المنجزة والتي في طور الإنجاز للتأكد شخصيا من التنمية التي نتحدث عنها دائما.

وفي حديثه عن “الاعفاء الضريبي” الذي تتمتع به الأقاليم الجنوبية والذي تسيئ جهات دولية فهمه، أكد ولد الرشيد أنه يدخل في إطار العناية الملكية وتشجيعا لأبناء هذه الأقاليم في مجال الاستثمار وخلق فرص شغل قارة تخدم المنطقة وساكنتها.

وفي رده على سؤال وجهه ديمستورا لرئيس الجهة بصفته كان أحد أعضاء الوفد المفاوض الذي حضر محادثات جنيف سنة 2018، حول رأيه في مدى نجاح المبعوث السابق هورست كولر، أجاب ولد الرشيد على أن الوسيط الأممي السابق قام بمجهودات حثيثة وجادة وبأنه يفضل أن يطرح السؤال على هورست كولر شخصيا.

من جانبه، بسط حسنة الادريسي، المكلف بالقاء كلمة باسم شيوخ القبائل الصحراوية أمام أنظار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، تاريخ وكرونولجيا الأحداث التي تأسست على إثرها مؤسسة شيوخ القبائل الصحراوية فترة الاستعمار الاسباني، إلى حدود تنصيبهم من طرف الملك الراحل الحسن الثاني بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وجدد الشيوخ في كلمتهم الترحيب بمقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبروه حلا واقعيا وذو مصداقية ويضمن تعايش الجميع في إطار السيادة المغربية على كافة ترابه.

يذكر أن الوسيط الأممي ستيفان ديمستورا قد تعهد بعد الاستماع لجميع المداخلات بأنه سيدرج كل الملاحظات والتوصيات في إحاطته، مشيرا الى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء القادم يحمل “جديدا” دون ذكر تفاصيل أكثر حول الموضوع.