اخبار فلسطين

دخول أولى المساعدات إلى غزة مع وصول عدد الرهائن الإسرائيلين المؤكدين في القطاع إلى 210

بينما تحيي إسرائيل مرور أسبوعين على الهجوم الصادم الذي شنته حركة حماس على جنوب البلاد، دخلت أول 20 شاحنة تحمل مساعدات قطاع غزة يوم السبت عبر معبر رفح مع مصر.

وانتقلت المساعدات إلى القطاع وسط استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب ووسط إسرائيل، ومع ارتفاع عدد الرهائن المؤكدين المحتجزين في غزة إلى 210.

وأغلق معبر رفح الحدودي مرة أخرى بعد مرور شاحنات الهلال الأحمر المصري المسؤول عن إيصال المساعدات من مختلف وكالات الأمم المتحدة.

ولم يكن من الواضح ما إذا كان أي مواطنين أجانب قد غادروا غزة قبل فتح الحدود، حذرت السفارة الأمريكية في القدس من “بيئة فوضوية وغير منظمة محتملة على جانبي المعبر”.

وأثناء مرور الشاحنات، قال مسؤول أمني إسرائيلي للصحفيين يوم السبت: “حتى الآن، أستطيع أن أقول لكم أنه لا توجد أزمة إنسانية في غزة. هناك صعوبات في نقل الأشخاص خلال أيام إلى جنوب قطاع غزة، لكن السكان يتعايشون مع الوضع”.

وقال المسؤول: “لا يوجد نقص في المياه في غزة، هناك ما يكفي من الغذاء للأسابيع المقبلة، هذا بالإضافة إلى إمدادات الأدوية التي، على حد علمنا، لا يوجد نقص فيها في المستشفيات”.

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة تدخل من مصر إلى رفح في 21 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Fatima Shbair)

في غضون ذلك، أكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري على أن “الوقود لن يدخل غزة”. تخشى إسرائيل من إمكانية استخدام الوقود من قبل الفصائل المسلحة لتصنيع الأسلحة.

وتقوم طائرات الشحن والشاحنات بنقل المساعدات الإنسانية إلى الجانب المصري من رفح منذ أيام، ولكن حتى يوم السبت لم يتم تسليم أي منها إلى غزة.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد دعا إلى السماح للشاحنات بالمرور إلى غزة خلال زيارة تضامنية قام بها إلى إسرائيل يوم الأربعاء.

وقال إن الشاحنات العشرين الأولى ستكون بمثابة اختبار لنظام توزيع المساعدات دون السماح لحماس بالاستفادة منها، حيث من المقرر أن تقوم وكالات الأمم المتحدة بتوزيعها على جانب غزة من الحدود، لكنه حذر من أنه إذا لم تسمح حماس لها “بالعبور أو قامت بمصادرتها، فسوف ينتهي الأمر”.

وكانت هذه المساعدات هي الأولى من نوعها التي يتم تسليمها منذ اندلاع الحرب بعد الهجمات التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت قيام حوالي 2500 مسلح باجتياز الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 اسرائيلي واحتجاز رهائن تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات الإسرائيلية.

مساء الجمعة تم إطلاق سراح رهينتين أمريكيتينإسرائيلتين، هما جوديث رعنان وابنتها نتالي رعنان.

ناتالي رعنان (الثالثة من اليسار) وجوديث رعنان (من اليمين)، تظهران عند وصولهما إلى إسرائيل بعد إطلاق سراحهما من أسر حماس بينما يمسك مبعوث الحكومة لشؤون لرهائن غال هيرش (في الوسط) أيديهما، 20 أكتوبر، 2023. (Courtesy)

يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي أنه تم إخطار عائلات 210 رهائن بأن أقاربهم ما زالوا محتجزين حاليا في قطاع غزة، لكن العدد ليس نهائيا حيث يحقق الجيش في معلومات جديدة عن الأشخاص الذين ما زالوا مفقودين.

يوم السبت أيضا، أطلق المسلحون في غزة رشقات صاروخية باتجاه وسط وجنوب إسرائيل، سقط أحدها على منزل في مدينة سديروت الجنوبية التي تم اجلاء سكانها إلى حد كبير.

وقالت منظمة داوود الحمراء لخدمات الاسعاف أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

منزل في سديروت يتعرض لقصف صاروخي من قطاع غزة، 21 أكتوبر، 2023. (Sderot Municipality)

بحسب هغاري فإنه في 24 ساعة الماضية، سقط خُمس الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيون في غزة في القطاع.

وقال هغاري: “فشل أكثر 550 صاروخا أطلقتها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، مما أسفر عن مقتل مدنيين أبرياء في غزة. إنهم يقتلون مواطنيهم”.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي “سوف يواصل الضربات على معاقل حماس في شمال غزة”، مع استمرار الجيش في قصف أهداف تابعة للحركة في القطاع.

وقال الجيش إن الأهداف شملت مراكز قيادة بنى تحتية مختلفة أخرى تابعة للحركة، بالإضافة إلى عدد من مواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات ومواقع القناصة في المباني الشاهقة.

قبل الغزو البري الوشيك، أمر الجيش الإسرائيليين الذين يعيشون في شمال غزة الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع.

لكن مسؤولا أمنيا لم يذكر اسمه قال يوم السبت إن حماس لا تزال تحاول منع الناس من الانتقال جنوبا، ولم يتم إخلاء العديد من المستشفيات في الجزء الشمالي من القطاع بعد.

وقال المسؤول: “في شمال قطاع غزة يوجد 20 مستشفى. حتى الآن تم إخلاء ستة منها، و10 لم يتم إخلاؤها بعد، وأربعة ترفض الإخلاء”.

وأضاف أنه من الصعب على بعض المستشفيات نقل الجرحى والمرضى الخطيرين، لكن الجيش لديه “علاقة مباشرة مع جميع مديري المستشفيات تقريبا ونحن نشجعهم على الإخلاء”.

كما اتهم المسؤول حماس باستخدام بعض المستشفيات كملاجئ، “لأنها تعلم أن هذا موقع حساس وسنتجنب مهاجمته”.

الدخان يتصاعد بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة غزة، 21 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Abed Khaled)

وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة بأكملها، وإنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الجمعة إن أكثر من 4100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في القصف الإسرائيلي. لا يمكن التحقق من الأرقام التي أصدرتها الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل المسلحين التابعين لها، وضحايا انفجار مستشفى في مدينة غزة. وألقت حماس باللوم في الانفجار على إسرائيل، التي قدمت أدلة تثبت أن سببه خطأ في إطلاق صاروخ من حركة الجهاد الإسلامي. وتبنت الولايات المتحدة، مستشهدة ببياناتها الخاصة، الرواية الإسرائيلية.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل