اخبار فلسطين

الرئيس الألماني يدرس زيارة إسرائيل وسط مقاطعة مراسم إحياء الذكرى الخمسين لهجوم أولمبياد ميونيخ

أفادت وسائل إعلام عبرية الخميس أن الرئيس الألماني فرانكفالتر شتاينماير يدرس زيارة إسرائيل في محاولة لإقناع عائلات ضحايا هجوم أولمبياد ميونيخ 1972 بحضور مراسم إحياء الذكرى السنوية للحدث في ألمانيا بعد أن قررت العائلات مقاطعة الحدث.

ترفض عائلات الرياضيين الـ 11 الذين قُتلوا في ميونيخ حضور الحدث بعد أن رفضت عرض التعويضات الألماني واعتبرته مهينا.

وقد تفاقم الجدل في الأيام الاخيرة بسبب الغضب من تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخميس، التي زعم فيها أن إسرائيل نفذت “50 هولوكوست” ضد الفلسطينيين، مما أثار إدانة دولية.

عباس كان يجيب على أسئلة خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتز  عما إذا كان سيعتذر عن هجوم ميونيخ، الذي نفذه مجموعة كانت تابعة آنذاك لحركة “فتح” التي يتزعمها.

بحسب التقارير، فإن زيارة شتاينماير المحتملة إلى عائلات الضحايا حفزتها تصريحات عباس والجدل التي تبعها بسبب عدم وجود رد فعل فوري من شولتز.

يوم الخميس أيضا، من المقرر أن يتحدث رئيس الوزراء يائير لابيد هاتفيا مع شولتز. ولقد توجه الزعيم الألماني للابيد بعد أن تعرض لانتقادات شديدة بسبب التزامه الصمت خلال وقوفه إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية في المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمعهما في برلين.

المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا في المستشارية في برلين، ألمانيا، 16 أغسطس 2022 (Jens Schlueter / AFP)

كما من المتوقع أن يناقش الاثنان أيضا حزمة التعويضات.

في غضون ذلك، أفادت تقارير يوم الخميس أن لابيد يعتزم السفر إلى ألمانيا في زيارة رسمية من المقرر أن يجريها في شهر سبتمبر، لكن لم يتم نشر تأكيد رسمي للزيارة.

إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت رحلة لابيد ستتداخل مع مراسم إحياء الذكرى في ميونيخ. ومن المقرر أن يحضر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ المراسم، على الرغم من الضغط الذي تمارسه عائلات الضحايا مطالبة إياه بعدم المشاركة.

في 5 سبتمبر، 1972 اقتحم ثمانية مسلحين من منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية شقة الوفد الإسرائيلي في القرية الأولمبية، وقتلوا إسرائيليين اثنين واحتجزوا تسعة آخرين كرهائن، وهددوا بقتلهم ما لم يتم إطلاق سراح 22 أسيرا فلسطينيا.

وردت شرطة ألمانيا الغربية بعملية إنقاذ فاشلة قُتل فيها جميع الرهائن التسعة، بالإضافة إلى خمسة من محتجزي الرهائن وشرطي.

ولقد حصلت العائلات على تعويضات بلغت 4.5 مليون يورو، لكنها تقول أنها غير كافية.

وعرضت ألمانيا مبلغ 5.58 مليون دولار إضافي على أفراد العائلات المتبقين، والبالغ عددهم 23، بحسب مذكرة داخلية حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز”، لكن محامي العائلات يطالبون بـ 20 ضعف هذا المبلغ.

وقالت أيلانا رومانو، أرملة يوسف رومانو، وهو رافع أثقال والذي كان من أول الإسرائيليين الذين قُتلوا في الهجوم، لهيئة البث الإسرائيلية “كان” في الشهر الماضي إن عرض التعويضات الألماني الحالي “مهين وأن أسر الضحايا ترفضه”.

يقف أحد أعضاء المجموعة المسلحة التي احتجزت أعضاء من الوفد الأولمبي الإسرائيلي في مقرهم في القرية الأولمبية يظهر ملثما شرفة المبنى حيث احتجز المسلحون أعضاء الوفد الإسرائيلي كرهائن في ميونيخ، 5 سبتمبر.، 1972. (AP / Kurt Strumpf)

في المؤتمر الصحفي مع شولتز يوم الثلاثاء، سُئل عباس عما إذا كان يعتزم الاعتذار من إسرائيل وألمانيا على الهجوم قبيل إحياء الذكرى الخمسين للحدث، لكن عباس أشار في رده بدلا من ذلك إلى مزاعم عن فظائع ارتكبتها إسرائيل منذ 1947.

وقال عباس: “إذا كنتم تريدون العودة إلى الماضي فلنفعل ذلك (…) لقد ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة في 50 قرية فلسطينية… 50 مذبحة، 50 مجزرة، 50 هولوكوست”.

في أعقاب ردود الفعل الغاضبة، أصدر عباس بيانا من خلال وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، تراجع فيه عن تصريحاته وأكد أن “الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث”.

يوم الأربعاء قال شولتز: “أشعر بالاشمئزاز من التصريحات الفظيعة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني عباس. بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص فإن إضفاء أي طابع نسبي على خصوصية الهولوكوست لا يمكن التسامح معه وغير ومقبول. إنني أدين أي محاولة لإنكار جرائم الهولوكوست”.

وقال متحدث بإسم شولتز للصحافيين إن مكتبه استدعى رئيس البعثة الفلسطينية في برلين يوم الأربعاء.

ونقل مستشار شولتز للسياسة الخارجية والأمنية أن المستشار الألماني يتوقع من رئيس السلطة الفلسطينية أن “يقر بخصوصية المحرقة دون أي تحفظ”، على حد قول ستيفن هيبستريت. “زلة لسانه في الأمس تلقى بظلالها القاتمة على علاقات ألمانيا مع السلطة الفلسطينية”.