اخر الاخبار

استدامة المنظمات خيار استراتيجي

إن مفهوم الاستدامة يكتسب أهمية أكبر من أي وقت مضى في ضوء الانتشار المتنامي للمبادرات التي تنسب للاستدامة ،خاصة في المجال البيئي وزيادة وعي الأفراد للآثار التي تخلفها ممارساتنا اليومية على البيئة المحيطة بنا.
والاستدامة المؤسسية يمكن أن تكون سلوكا استراتيجيا ومربحا للأعمال ،وإضافة القيمة من إدارة الاستدامة ليست بالعملية السريعة والسهلة والرخيصة ،ولذلك تحتاج المنظمات إلى خبراء يمكنهم تطوير وتفعيل مبادرات مستدامة تحقق النتائج.
وتقع الإدارة المستدامة عند نقطة التقاطع بين الأعمال والاستدامة ،وهي الممارسة الإدارية التي يقع عليها تأثير المنظمة على البشر ،وكوكب الأرض ،والربح المادي بحيث يمكن للثلاثة عناصر أن تزدهر في آن واحد ،وتدعم جدوى نشاط المنظمة على المدى الطويل ،لأنها عملية وقائية وليست تفاعلية.
ويرتبط بناء صورة إيجابية للشركة بعلاقة توازن حساسة مع أدائها ،إذ قد يكون ذلك مكلفا ،لكن في حال تم البناء بشكل فعال ،يمكن الحد من تلك التكاليف ،بل يمكن أن تؤدي إلى التعويض عن التكاليف التشغيلية.
وتؤثر قيمة الاستدامة بشكل غير مباشر في الصورة العامة للمؤسسات ،إذ يمكن للأفراد الذين يشاركون المؤسسة مبادئها نفسها أن يدفعوا أكثر مقابل منتج محدد يتوافق مع مبادئهم وقيمهم.
أما مدراء الاستدامة هم خبراء ويمكنهم أن يكونوا مسئولين عن ضمان الامتثال للقوانين البيئية ويعدون من عوامل التغيير والبحث في السياسات والمبادرات المستدامة واقتراحها وقياس فعاليتها وتقديم تقاريرها ،وتحديد أهداف أداء الاستدامة الاستراتيجية والطموحة ،وبناء الوعي ببرامج الاستدامة داخل المنظمة.
وينتهج قادة أعمال الاستدامة مجموعة من المعارف والقدرات بحيث يكونوا قادرين على حل المشكلات المعقدة في الأعمال مثل التنمية المستدامة وتحليل الأنظمة بأكملها ،كما يجب عليهم فهم الاقتصاد ،والتسويق ،والقانون ،وكذلك كيفية تقييم وتفسير المعلومات الاجتماعية والعلمية ذات العلاقة بالأعمال التجارية ،والعلوم البيئية ،وتقترب بعض الشركات من الاستدامة من خلال الإدارات المعنية بإدارة المخاطر بخبراء متفرغين لقضايا السلامة والبيئة.
وتحتاج الشركات التي ترغب في جني الفوائد التجارية للاستدامة إلى موظفين ذوي عقلية مستدامة ،وتشجيعهم على دعم ثقافة الاستدامة المؤسسية.
ويتعين على المنظمات أن تستلهم من رؤى القيادة الحكيمة بتبني المبادرات المستدامة التي ترمي إلى دعم المجتمع في صلب استراتيجيات أعمالها لأنها ستلعب دوراً مهماً في استدامة ولاء العميل وتحقيق الأرباح أيضاً ،ويجدر التذكير أن كل ما يعود بالفائدة على المجتمع ،يعود بالفائدة على قطاع الأعمال.
ويتطلب السير على درب التنمية المستدامة تبني معايير الابتكار ،وفي هذا الإطار يتحتم علينا البحث عن بدائل للحلول التقليدية من أجل تبني ممارسات أعمال صديقة للبيئة والمجتمع بشكل أفضل ،وزيادة مستويات القيمة السوقية للمساهمين مما يقود إلى تطوير تكنولوجيات وممارسات جديدة.
كما يمكن للتواصل الاجتماعي أن يلعب دورا محوريا في بناء نظرة الجمهور تجاه إسهامات المنظمة في مجال الاستدامة ،خاصة في ضوء قدرة المستهلكين المتزايدة على التعبير عن آرائهم ونشرها عبر التواصل الاجتماعي ،فقد أصبحت صورة العلامة التجارية خارج أيدي الشركات ووكالات الدعاية والإعلان في ضوء اختلاف دور وتأثير المستهلكين في الأسواق اليوم ،ويمكن أن يسهم ذلك في زيادة انتشار العلامة التجارية وتعزيز مكانتها في الأسواق بشكل كبير.