اخر الاخبار

استهداف دولال الخليج في الإعلام اللبناني ! – عين الوطن


استهداف دولال الخليج في الإعلام اللبناني !

دعبدالمجيد الجلاَّل

الإعلام اللبناني ، في الغالب ، في أخباره ، وفي حواراته ، يفتقد أدنى مقومات المهنية والشفافية ، في معالجة إشكالياتلبنان ، وأزماته السياسية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية ، بل تحوَّل ، بمرور الوقت ، إلى امتهان الكذب ، وتأليفالقصص ، والحكايات ، والأخبار المُلفقة ، وأوهام الخيال ، لتأسيس تحليلات سياسية ، ما أنزل الله بها من سلطان !

من المؤسف أنَّ الإعلام اللبناني ، في الغالب ، ورغم بعض المحاولات الخجولة ، ليس لديه قدرة ، أو رغبة ، أساساً ، فياستهداف حزب الله ، ومناقشة مسألة هيمنته على قرار لبنان السيادي ، وبعثرته ، لجهود إصلاح النظام والاقتصاداللبناني ، وإصراره على استمرار قيادة الدولة اللبنانية ، بمنطق الميليشيات ، لخدمة أجندة أجنبية لا يهمها معالجةمشكلات لبنان ، بقدر ما يهمها المحافظة على مصالحها في المنطقة ، والأهم مسؤوليته عن استمرار مشكلات لبنان ،ومعاناته معيشياً واقتصادياً واجتماعياً ، في سياق ترسيخه لبناء دويلة داخل الدولة!

ولكن ، من المؤسف ، أنَّ بعض الإعلاميين اللبنانيين ، يجدون ضالتهم ، في استهداف دول الخليج ، وتحميلهم مسؤوليةأزمات لبنان ، وأنَّهم يرفضون مساعدته ، والاستثمار في اقتصاده المُنهك ، للخروج من حافة الهاوية ، التي وصل إليهالبنان ، على كافة الصُعد ، لكن هذا الاستهداف في غير محله ، ومبناه غير صحيح ، ومُلفق ،  إذ دول الخليج ، وسواها ،تود مساعدة لبنان ، وإنقاذه ، من وضعه الراهن البائس ، وضمان عودته إلى عرينه العربي ، وتنفيذ اتفاق الطائف ، بكلبنوده ، وفقراته ، ولكنها تخشى ، ومعها الحق كله ، من استيلاء حزب الله على جانبٍ مهم من هذه المساعدات المُحتملة ،التي سوف تُقدم إلى لبنان ، واستخدامها ، في نشر الفوضى ، وتأجيج الطائفية ، في المنطقة، ودعم ميليشيات خارجةعن النظام والقانون ، مثل ميليشيات الحوثي ، وتوريط لبنان أكثر ، في نزاعات إقليمية ودولية أخرى ، بما قد يؤثر سلباًعلى أمن الخليج وسلامته واستقراره !

أمر آخر ، مهم ، وخطير ، يزيد من الهواجس الخليجية والأوروبية والأمريكية ، تجاه مساعدة لبنان ، فقد نجح حزب اللهفي شق صف المسيحيين، والدروز، ويتجه بقوةٍ إلى إضعاف المُكوّن السنّي الأقوى، بثقله الديمغرافي ، وعمقه العربي ،وهي خطوات ، تؤكد على رغبة الحزب ، في استمرار هيمنته ، على القرار السيادي اللبناني ، ونقله تدريجياً ، إلى خارجعمقه العربي !

خلاصة القول : نقول للإعلام اللبناني ، لا خلاص للبنان من هذه الوضع المأزوم، إلا بإرادة لبنانية ، مدعومة إقليمياًودولياً ، لإنقاذه من هيمنة حزب الله ، وسيطرته الكاملة ، على مفاعيل المشهد السياسي اللبناني ، بكل ويلات هذا المشهد،وتأثيراته السلبية على عروبة لبنان ، وأمنه ، واستقراره .