اخبار فلسطين

لبيد لقادة يهود أمريكيين: لا تتخلوا عن إسرائيل بسبب الحكومة الحالية

حث زعيم المعارضة يائير لبيد زعماء الجالية اليهودية الأمريكية على الحفاظ على علاقات قوية مع إسرائيل على الرغم من الخلافات مع الحكومة المتشددة الحالية، في أول زيارة يقوم بها للولايات المتحدة منذ خسارته السلطة.

تمتل الرسالة ما يبدو أنه مثال نادر على انتقاد زعيم المعارضة للحكومة أثناء تواجده في الخارج.

يوم الأربعاء، التقى لبيد في نيويورك النائبين الديمقراطيين في الكونغرس جيرولد نادلر وريتشي توريس.

في اجتماع يوم الإثنين مع قادة الجالية اليهودية استضافته منظمة “الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية” (JFNA)، حض لبيد المشاركين على “عدم التخلي عن العلاقات مع إسرائيل بسبب الحكومة الحالية”، بحسب مكتبه.

وقال لبيد لقادة الجالية: “في حين أن الحكومات تأتي وتذهب، فإن دولة إسرائيل هنا لتبقى، والرابط بين إسرائيل والولايات المتحدة أكثر أهمية واستراتيجية من أي وقت مضى”.

وقد أعرب قادة الجالية اليهودية والنائبين الديمقراطيين عن قلقهم بشان “تداعيات انقلاب النظام على العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة والعلاقات مع يهود أمريكا”، على حد قول لبيد، في إشارة إلى خطة الإصلاح القضائي التي تدفع بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

توضيحية: رئيس الوزراء آنذاك يائير لبيد (وسط) يلتقي بقادة الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى في نيويورك في 21 سبتمبر، 2022. (Avi Ohayun / GPO)

لكن ليس كل الجماعات اليهودية تشارك هذا الشعور. “عام إيحاد”، وهي مجموعة مناصرة تابعة لمنظمة “أغودات إسرائيل في أمريكا” الأرثوذكسية بعثت للبيد رسالة الثلاثاء هاجمته فيه لانتقاده الحكومة أثناء تواجده خارج البلاد.

واقتبست “عام إيحاد” عن لبيد قوله لقادة الجالية اليهودية إن حكومة نتنياهو هي “الحكومة الأكثر تطرفا في التاريخ… وتسبب الضرر للأمن والاقتصاد والتماسك الاجتماعي والعلاقات مع يهود الشتات”.

وقالت المجموعة “قطاعات كبيرة من سكان إسرائيل تدعم الخطوات التي تتخذها الحكومة وتعتبرها ثمرة للوعود الانتخابية”، في إشارة واضحة إلى إصلاح القضاء. ومع ذلك، تشير استطلاعات رأي حول هذه المسألة إلى خلاف ذلك.

وأضافت بيان المجموعة”من المخادع من جهتك أن تتهم الحكومة بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية وأن تحض اليهود الأمريكيين على أن يهبوا لحماية إسرائيل من قيادتها”. تجدر الإشارة إلى أن “عام إيحاد” أعربت عن دعمها للخطة لكبح سلطة محكمة العدل العليا.

وأضافت المجموعة الأرثوذكسية “بينما يمكننا الجدال حول حكمة وحذر سياسات الحكومة الحالية وأدائها، فإن الخطاب الذي يصف الحكومة بأنها ’متطرفة’ و’غير ديمقراطية’ يهدد العلاقة بين إسرائيل ويهود العالم”.

وكتب قادة “عام إيحاد” أنه “عندما تنتقل مثل هذه التصريحات إلى وسائل الإعلام الرئيسية، فإنها تزيل شرعية إسرائيل نفسها، وبالتالي تشكل خطرا حقيقيا على سلامة مجتمعات الشتات”.

إسرائيليون معارضون الإصلاح القضائي الذي تخطط له الحكومة يتظاهرون خارج قاعة تستضيف احتفالات بعيد ميمونة يشارك فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، في الخضيرة، 12 أبريل، 2023. (Flash90)

تصريحات لبيد في الاجتماع الخاص لم تنشر في وسائل الإعلام قبل أن تنشرها “عام إيحاد” في رسالتها.

وقالت المجموعة “عندما تعود إلى إسرائيل، فإننا في الشتات سنواجه العواقب المحتملة لمزيد من معاداة السامية، بدعم من كلماتك”.

ولم يرد مكتب لبيد على الفور على طلب للتعليق يوم الأربعاء ولم يتسن الحصول على تعليق من JFNA بسبب عطلة عيد الفصح اليهودي.

ويبدو أن “عام إيحاد” تمثل رأي الأقلية، حيث قام قادة من JFNA بزيارة إسرائيل الشهر الماضي للضغط ضد الخطط بعيدة المدى لتغيير النظام القضائي، معترضين بشكل خاص على اقتراح يسمح للكنيست بإلغاء أحكام المحكمة العليا.

ووافق نتنياهو منذ ذلك الحين على وقف الجهود لإعطاء فرصة للمفاوضات مع المعارضة بهدف التوصل إلى تسوية.

النائب الأمريكي جيرولد نادلر (يسار) يلتقي بزعيم المعارضة يائير لبيد في 12 أبريل، 2023. (Courtesy)

وقالت رئيسة الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، جولي بلات، بعد الاجتماع مع لبيد: “نحن نعلم أن الخلافات في الرأي في إسرائيل اليوم عميقة وصعبة. نحن في نظام الاتحاد اليهودي عبرنا عن آرائنا حيث شعرنا أنه من الضروري القيام بذلك، كما فعلت منظمات أخرى ممثلة هنا هذا المساء. ولكن قبل كل شيء، جنبا إلى جنب مع العديد من المنظمات الأخرى في هذا الاجتماع، أعربنا عن أقوى تشجيع ممكن لنا على أنه يجب على كل طرف بذل قصارى جهده للبحث عن وايجاد تسوية”.

ركزت اجتماعات لبيد في الكونغرس بشكل ملحوظ على الحزب الديمقراطي، وسط مخاوف من تزايد العزلة عن إسرائيل بسبب ما يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها أكثر الحكومات يمينية في تاريخ الدولة اليهودية.

نادلر وتوريس كلاهما من الجناح الأكثر تأييدا لإسرائيل في الحزب، على الرغم من أن الأول ينتقد بشكل متزايد حكومة نتنياهو والتغييرات القضائية المقترحة على وجه الخصوص.

وقال مكتب لبيد إن الاجتماع مع نادلر “ركز على تعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي تقوم على القيم الديمقراطية المشتركة في ضوء الوضع السياسي الحالي في إسرائيل”.

وقال لبيد في بيان: “أخبرته أن المعارضة في إسرائيل قوية وستعمل على ضمان بقاء إسرائيل ديمقراطية قوية وحيوية رغم التحديات التي نواجهها”.

قال نادلر بعد ذلك إن الاثنين “أكدا على أهمية الحفاظ على علاقة قوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحماية القيم الديمقراطية التي يجب أن تظل في قلب تلك العلاقة” في إشارة واضحة إلى الإصلاح الشامل، الذي يزعم المنتقدون أنه يهدد الديمقراطية الإسرائيلية.