اخبار الكويت

السياحة البيئية دعم للترفيه وتحسين الاقتصاد

  • جنان بهزاد: مفهوم السياحة البيئية تم تطبيقه في الكويت منذ أوائل السبعينيات
  • المحميات والمتنزهات والجزر والطبيعة البرية تخدم السياحة والبيئة والشباب والاقتصاد

دارين العلي

تعتبر السياحة البيئية من أبرز القضايا التي يتم التركيز عليها حاليا على الصعيد العالمي لإبراز مساهمات الدول البيئية والتوعية بأهمية المحافظة على البيئة في ظل التغيرات المناخية عالميا.

وقد بدأت الكويت اولى خطواتها في السياحة البيئية مع محمية الجهراء، حيث كان افتتاحها أمام الجمهور كأول مشروع للسياحة البيئية خطوة لاقت استحسان المهتمين ومحبي الطبيعة وباتت نباتات المحمية وبحيراتها والطيور فيها مزارا يشكل تنوعا كبيرا وجديدا على البيئة العامة. فما المشاريع التي يمكن ان تستغل في مجال السياحة البيئية وما العوائد التي يمكن ان تجنيها البلاد من هذه السياحة ليس فقط بمعناها المادي وانما ايضا في مجال التوعية والتثقيف في هذا المجال؟ اسئلة اجابت عنها جمعية حماية البيئة في تقرير خاص لـ«الأنباء»:

في البداية، اعتبرت مديرة البرامج والأنشطة وعضو مجلس إدارة الجمعية جنان بهزاد أن السياحة البيئية البرية والبحرية في الكويت تحتاح الى الكثير من الاهتمام لتبرز معالمها.

وأكدت أن «مفهوم السياحة البيئية المتداول حديثا هو مصطلح تم تطبيقه في الكويت بشكل منظم من أوائل السبعينيات الماضية في التركيز على إنشاء الحدائق العامة والمشروعات السياحية وهو أيضا مرتبط بتراثنا الخليجي صيفا وشتاء منذ نشأة المنطقة».

وأوضحت بهزاد أن «الكويت بطبيعتها الحارة صيفا وجمال ربيعها جعلت من مفاهيم التخييم والكشتات في موسمي الشتاء والربيع فكرا بيئيا مستداما قائما على التنزه المؤقت وترك البيئة في فترات الصيف الحارة».

وأضافت أن «الجزر والرؤوس البحرية كانت ومازالت جاذبة للزوار بالاضافة الى أهمية المزارع في السياحة البيئية وهي من أكثر المناطق الجاذبة صيفا وشتاء لطبيعتها الخاصة».

ولفتت الى ان السياحة البيئية باتت اليوم متداخلة مع مخططات الدول لتشجيع السياحة وتحسين الاقتصاد، وكما نرى أن الاهتمام الحالي بالمتنزهات الطبيعية والجيولوجية والحدائق الخاصة بالزهور والفراشات والسفاري أصبحت من المناطق الجاذبة للزوار وهي من أبرز وجهات السفر للعائلة والمهتمين في مثل هذه الطبيعة بشكل خاص.

واكدت على أن المحميات والمتنزهات والجزر والطبيعة البرية تخدم السياحة والبيئة والشباب والاقتصاد وتبرز جمال الفكر في التنمية والقدرات المحلية على الابداع.

وحول أبرز التعهدات التي حرص عليها ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، في كلمته أمام قمة المناخ بشرم الشيخ في نوفمبر من العام الماضي، قالت بهزاد: هي التأكيد على السعي الدؤب لاقامة مشاريع واعدة من خلال تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تقدم بها سمو ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وتنفيذ مشاريع تحقق أهداف هذه المبادرة بزيادة المسطحات الخضراء والتشجير وإقامة المحميات الطبـيـعـيـة والاهـتـمـام بالسياحة البيئية، مشيرة إلى أن الاهتمام المحلي بالسياحة البيئية ليس بمفهوم حديث.

وأكدت أن هناك العديد من المشاريع التي اقترحتها الجمعية الكويتية لحماية البيئة مثل: إقامة متنزه جيوبارك في منطقة أنجفة وغيرها حيث البيئات الجيولوجية الحاضنة للصخور الرسوبية ذات القيمة الجيولوجية والعلمية، وتشجيع برنامج الكشتة المستدامة وهي احد الأفكار التي أصبحت اليوم متداولة بين فئة الشباب بتقديم خدمات الكشتة ليوم واحد، علاوة على تشجيع فتح المحميات الطبيعية وادارتها بحيث تصبح حاضة للباحثين والعلماء ومفتوحة للجمهور للاستمتاع بالتعرف على أنواع الموائل الطبيعية في الكويت والكائنات الحية التي تعيش بها، فضلا عن تنظيم زيارة الجزر والتوعية بأهمية التعامل الحذر مع الجزر الجنوبية لأهمية الشعاب المرجانية المحيطة بها وحساسية الكائنات الحية في تلك المناطق.

واعتبرت بهزاد أن «هناك أفكار تطوير الجزر البحرية الطبيعية والصناعية مثل جزيرتي جسر جابر والجزيرة الخضراء كأبرز مشاريع سهلة التطوير لوجود البنية التحتية وقربها من السائحين وسهولة اضفاء الافكار الشبابية والتكنولوجية المتطورة فيها»، مضيفة «ان وجود محميات طبيعية بحرية ووسائل نقل متاحة للجميع للوصول لها اصبح من الضروريات في الكويت، وكما أن توفير الرياضات البحرية في مراكز متخصصة جاذبة للشباب في مثل هذه الاماكن يمكنها ان تطور السياحة البيئية وتزيد من فرص تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة واستغلال اوقات الشباب بأنشطة مفيدة وتضيف للثقافة العلمية والاجتماعية الكثير».

وشددت أنه لا يمكن الحديث عن السياحة وإغفال دور التطوير السياحي والبيئي في جزيرة فيلكا لتصبح منتزه طبيعي ومحمية خاصة لتوفر كل الامكانيات فيها، مؤكدة أن الكويت تعج بالخصائص الطبيعية المتميزة والمتاحة من وسائل ترفيه وسياحة بيئية وغيرها لا يسع كل الطلب والاحتياج المحلي ليغطي أيضا مساحة للجذب العالمي.