اخر الاخبار

التشييع السياسي ونظرية المؤامرة

تعمل إيران على قدمٍ وساق بالتعليمات التي وضعها روح الله الخميني قائد الثورة الإسلامية بإيران والذي عمل بشدة – وما زال يعمل أتباعهِ – على تصدير مبادئ هذه الثورة للعالم وبالأخص الوطن العربي من أجل فرض السيطرة الإيرانية عليه إذ كان ينظر الخميني على أنّه ولي أمر المسلمين وزعيمهم وعلى أنَّ المسلمين هم من يتبعوا ولاية الفقيه فقط لا غير ولعلَّ هذه الرؤية هي التي كانت الشرارة الأولى في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات تكّبد خلالها الطرفين آثاراً بالغة .
ولقد دعّمت إيران الإرهاب ضد أمريكا وعملت على مد بعض عملائها الشيعة في العراق خوفاً من استقرار الاحتلال الأمريكي فيها والذي قد يهدد مصالحها في المنطقة وقد يُفسر ذلك ما ذهب إليه بعض الباحثين السياسيين قولهم:حاربت أمريكا فانتصرت إيران وقد قامت إيران بمحاولاتٍ للمد الشيعي الأيدلوجي في العراق بعد استقرار الوضع لها وذلك من خلال تهجير أبناء المحافظات السنية العراقية كبغداد والموصل وغيرها وإحلال الشيعة محلّهم كما عملت على دعم النظام السوري الحالي برئاسة الرئيس بشّار الأسد ضد أبناء شعبه غير تمويلها وإشرافها على حزب الله اللبناني الذي ينضم إلى القائمة الإرهابية علاوة على ذلك فإنها تدعم الحوثيين في اليمن وتمولهم لتقديم أعمال تخريبية ضد المملكة العربية السعودية ومن هذا يتضح لنا أنَّ إيران تدعم الإرهاب.

ويقول أ.عبداللطيف عبدالرحمن عبدالله الحسن في كتابه العلاقات السياسية بين إيران والعرب جذورها ومراحلها وأطوارها:”وإذا استمرت سياسة أمريكا في كل من العراق والشام سيشجع إيران مستقبلاً على مزيد من التمدد،وسيكون الأردن والحدود العراقية السعودية هما الخاسرتين الأضعف أمام إيران وحلافائها،وقد تدفع إيران بقايا المتطرفين الإسلاميين بعد خسارتهم في الموصل والرقة إلى استخدامهم لزعزعة هاتين الخاسرتين،وليس على السعودية ودول الخليج إلا الاعتماد على أنفسهم ومحاولة إحياء تحالف عربي وإسلامي ضد تلك القوة”.

وبحسب نظريات الخميني وأفكاره فإن أتباعه وإن كانوا يتخذون سياسة التوافق العلني مع أمريكا وإسرائيل ويحاولون إرضائهم فإن هذا لا يعني تنازلهم عن تلك الأفكار – المد الشيعي وزعامة العرب –حيث لن تحارب أمريكا إيران لأن ذلك سينصب في مصلحة العرب وهذا ضد مبادئها بكل تأكيد فمع عزل إيران عن العالم الخارجي لسنوات استمرت إيران في تقوية اقتصادها وصناعتها واعتمدت على نفسها كثيراً في تحقيق ذلك مما جعلها تتقدم كقوة إقليمية تفرض إرادتها في المنطقة.

ولا تعمل إيران على تحقيق مطامعها فقط من الناحية العسكرية بل هي تقدم محاولات جادّة لنشر أيدلوجيتها مستغلة بذلك الشيعة حول العالم فهي تحاول السيطرة عليهم وتوقن بأنهم أتباع لها وعن طريقهم تبث أفكارها وتستخدمهم كعملاء لها خاصةً مع وجود مراكزها الشيعية في أوروبا فهي وإن كانت علمت بأنَّ الدول العربية لن تسمح لها بالوجود الفعلي على أراضيها وتحارب ذلك بكل ما أوتيت من قوة فهي تستغل تلك المراكز في محاولات تشييع أبناء السنة الموجودين في الخارج والذين قد يعودون إلى أوطانهم محمّلين بهذا الفكر المدمر وذلك حسب ما ذُكِر في كتاب إيران والمراكز الشيعية في أوروبا.

والملاحظ في الأمر هو أنَّ التعامل مع إيران يذهب نحو اتجاهٍ واحد وهو الاتجاه العسكري غالباً وتمثّل ذلك في حرب الخليج الأولى أولاً وعاصفةُ الحزم ثانياً إلّا أنّ هناك اتجاه آخر لا يقل أهمية عن هذا الاتجاه يجب إفراد الحلول السريعة والفعّالة له بل والعمل على تضافر تلك الجهود من أجل مواجهة هذا الخطر معاً خاصةً مع محاولات الشيعة في نشر فكرهم في الدول التي لا يكونون فيها مكوناً أصلياً كمصر مثلاً والاتجاه المقصود هنا هو الاتجاه الفكري الأيدلوجي.

إن إيران أكبر من أن تكون قوة عسكرية فهي حتى لا تحارب الدول نظامياً إنما عن طريق دعمها للإرهاب وما يسمى حرب العصابات وهي تعمل بشكل دائم على المد الشيعي كفكر وهي حقيقة واقعية علينا أن نتعامل معها.

وأفضل طريقة لمحاربة قوة إيران الناعمة هي استخدام نفس القوة بشكل دفاعي مرتد يخدم مصالحنا فخطر إيران بات لا يقل خطراً عن الخطر الصهيوني،إن إيران تشبه السرطان الذي يجتاح جسد الدولة وعقول أفرادها عامدةً تخريبهم وزعزعتهم ليصبحوا فريسةً سهلة لا ينقصها سوى اطلاق رصاصة الرحمة عليها.