اخبار الإمارات

الرئيس اللبناني يحذر من “فوضى دستورية” قبل يوم من مغادرة منصبه


قال الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أوشكت ولايته على الانتهاء اليوم السبت، إن بلاده قد تنزلق إلى “فوضى دستورية” بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد خلفاً له وفي ظل حكومة تصريف أعمال يتهمها بأنها غير كاملة الصلاحيات.

ومن المقرر أن يغادر عون القصر الرئاسي في بعبدا غداً الأحد، قبل يوم من انتهاء ولايته التي استمرت ست سنوات، لكن أربع جلسات انتخابية لم تسفر عن انتخاب رئيس في ظل انقسام البرلمان بصورة غير مسبوقة بعد انتخابات مايو (أيار)، إذ لم تتمكن الكتل السياسية من التوصل إلى توافق على مرشح لخلافة عون.

وظل منصب الرئيس شاغراً مرات كثيرة في الماضي، لكن لبنان يجد نفسه الآن على حافة وضع غير مسبوق حيث الرئاسة شاغرة وحكومة تصريف الأعمال لا تملك سوى صلاحيات محدودة.

تحرك الساعات الأخيرة
ولمح عون إلى أنه لا يزال يفكر في تحرك سياسي غير محدد في الساعات الأخيرة من ولايته لمعالجة الأزمة الدستورية لكنه قال لرويترز “لا يوجد قرار نهائي” بشأن ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة.

وقال رداً على سؤال “نعم من المعقول أن تحصل فوضى دستورية. الفراغ لا يملأ الفراغ”.

وترتبط رئاسة عون ارتباطاً وثيقاً في أذهان الكثير من اللبنانيين بأسوأ أيام بلادهم منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وذلك في ظل وجود أزمة مالية بدأت في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في سقوط قتلى عام 2020.

ويقول خصوم جبران باسيل صهر عون إن باسيل لديه طموحات لشغل منصب الرئيس. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت باسيل على قائمة العقوبات عام 2020 بتهمة الفساد لكنه ينفي ذلك ويعتبرها عقوبات سياسية.

وقال عون اليوم السبت إن العقوبات الأمريكية لن تمنع باسيل من الترشح للرئاسة. وأضاف “من المؤكد أنه له الحق في الترشح على الرئاسة”.

وعن العقوبات الأمريكية وما إذا كانت ستقف حائلاً دون ترشح باسيل للرئاسة قال عون “نحن نمحوها بمجرد انتخابه”.

ورداً على سؤال حول من المرشح الذي تنطبق عليه معادلة الرئيس الأقوى في طائفته، وهي المعادلة التي كرسها بانتخابه قبل ست سنوات، قال عون “لا أستطيع أن أحكي بهذا الموضوع، لأني قد أؤذي من أسميه. محاربة الفساد لم تبق لي صاحباً. إذا كان سيأتي أحد على مودالي (مطابق لي) أنا أكيد ما رح يحبوه ولا رح ينتخبوه أصلاً”.

وعما إذا كانت هذه العقوبات تقف حائلاً دون ترشح باسيل، قال عون “نحن نمحوها بمجرد انتخابه”.

تفاهمات واتفاقات
وفي أسبوعه الأخير في المنصب وقع عون تفاهماً بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل، مما يمثل اختراقاً دبلوماسياً من شأنه أن يسمح لكلا الجانبين باستخراج الغاز من المكامن البحرية.

وسئل عون عن دور حزب الله -الجماعة القوية المدعومة من ايران- والتي أرسلت طائرات مسيرة فوق إسرائيل وهددت بمهاجمة منصات الحفر البحرية عدة مرات، فأجاب كانت “رادعاً” لمواصلة المفاوضات لصالح لبنان.

وأضاف أن “المبادرة التي اتخذها حزب الله لم تكن منسقة (مع الدولة) ولكنها كانت مفيدة”.
أضاف عون “لو لم يُسمح لنا باستخراج النفط والغاز من مياهنا لما كنا لنسمح لإسرائيل باستخراج الغاز”.

وأضاف أن الصفقة مهدت الطريق لاكتشافات الغاز التي يمكن أن تكون “الفرصة الأخيرة” للبنان للتعافي من الانهيار المالي الذي دام ثلاث سنوات والذي كلف العملة 95% من قيمتها ودفع 80% من السكان إلى الفقر.

وأوضح عون أن عائدات الثروة النفطية ينبغي أن توضع في صندوق سيادي برئاسة رئيس البلاد، مضيفاً أنه في حال عدم انتخاب رئيس أو تشكيل حكومة من الآن وحتى استخراج الغاز “بيكون انتهى البلد”.

وأشار إلى أن عدم انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية “ليس صدفة. لا بل أمر مقصود”.
ومن المقرر أن يشهد قصر بعبدا غداً الأحد تظاهرة شعبية من قبل أنصار التيار الوطني الحر الذي أسسه عون ويتزعمه باسيل تواكب انتقال الرئيس إلى منزله في الرابية بجبل لبنان.

وقال عون “أنا طالع على الرابية غداً لأكمل حياتي السياسية لأنني أعتبر أن الأوضاع لم تصطلح في لبنان وما زالت تتجه نحو الأسوأ، ولا المنظومة الحالية تستطيع أن تصلح البلد لا بل هي التي صنعت الأخطاء مستمرة بارتكابها، لا يمكن أن نبقي حاكم مصرف لبنان (رياض سلامة في منصبه ) بعد هذه الفضائح التي ارتكبها…لازم حاكم البنك المركزي يقعد على جنب”.

وأوضح أن سلامة محمي من المنظومة الحاكمة “يعني الحكومة والأشخاص النافذين في البلاد الذين ما زالوا داعمين سلامة رغم أن التحقيق القضائي يقضي بتحويله إلى المحاكمة”.

ويخضع سلامة للتحقيق في لبنان وخمس دول أوروبية على الأقل للاشتباه في ارتكابه جرائم اختلاس وغسل أموال. ويعتقد المدعون السويسريون أن سلامة اختلس نحو 330 مليون دولار من أموال المصرف بين عامي 2002 و2015 عبر عقد وقعه مع شركة فوري أسوسيتس، وهي شركة خدمات مالية يملكها شقيقه الأصغر رجا سلامة.

وختم عون حديثه قائلاً “لست نادماً لأنني عملت رئيس جمهورية من جهة ومن جهة ثانية كنت أستطيع أن أعمل أكثر وهذه نادم عليها. كيف يمكن لي أن أتعرف على الدولة العميقة التي يجب إصلاحها، صرنا نعرفها منيح”.