اخبار فلسطين

إصابة 3 أشخاص بهجوم صاروخي في المطلة؛ الجيش يقتل أفراد خلية حاولوا التسلل عبر الحدود اللبنانية

قتل الجيش الإسرائيلي أربعة أشخاص قال إنهم حاولوا التسلل إلى شمال البلاد عبر لبنان صباح الثلاثاء، كما أطلقت صواريخ مضادة للدبابات على بلدة المطلة الحدودية وعدة مواقع عسكرية، في الأخيرة من سلسلة حوادث دامية على الحدود التي تشهد تصعيدا سريعا.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن الجنود الذين يراقبون كاميرات المراقبة لاحظوا مجموعة تقترب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتقوم بوضع عبوة ناسفة بالقرب من السياج، بالقرب من بلدة “حانيتا” شمال إسرائيل.

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات تظهر غارة طائرة مسيّرة ضد الخلية، مما أسفر على ما يبدو عن مقتل أربعة عناصرها. ولم تتضح الجهة التي ينتمون إليها.

وبعد ساعات، قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخ موجهة مضادة للدبابات أطلقت من لبنان على المطلة، وهي واحدة من 28 بلدة تم إجلاؤها في الشمال في أعقاب التهديد المتزايد بالحرب.

وتم نقل ثلاثة أشخاص إلى مركز “زيف” الطبي في صفد بعد الهجوم. وقال المستشفى إن حالة أحدهم وصفت بالمتوسطة إلى الخطيرة، بينما أصيب الآخران بجروح طفيفة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الدبابات ردت بقصف موقع الإطلاق في جنوب لبنان.

وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي.

مصاب في هجوم صاروخي أطلق من لبنان باتجاه بلدة المطلة، خلال نقله إلى مركز “زيف” الطبي في صفد، 17 أكتوبر، 2023. (David Cohen/Flash90)

وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد ذلك عن إطلاق أربعة صواريخ موجهة مضادة للدبابات أخرى من لبنان، واحد على موقع عسكري بالقرب من بلدة “مرغليوت” الشمالية، واثنين بالقرب من كيبوتس “يفتاح”، وآخر على بلدة “زرعيت”.

وقال الجيش إن عددا من المواقع العسكرية الأخرى على طول الحدود اللبنانية تعرضت لهجوم بإطلاق النار. وأعلن حزب الله في الأيام الأخيرة مسؤوليته عن إطلاق النار على معدات مراقبة إسرائيلية على طول الحدود.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بقصف مدفعي تجاه مصادر إطلاق الصواريخ، ونفذ ضربات ضد عدد من مواقع حزب الله في المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يصب أي جندي في الهجمات اللاحقة.

وكانت هذه الحوادث هي الأخيرة في سلسلة من المناوشات المتكررة بشكل متزايد على الحدود الشمالية مع حزب الله المدعوم من إيران ونشطاء حماس هناك. وظلت الهجمات المتبادلة محدودة النطاق، وسط تهديدات إسرائيل من العواقب على لبنان إذا كثف حزب الله هجماته.

צה”ל סיכל ניסיון חדירה של חוליית מחבלים משטח לבנון.

צה”ל סיכל לפני זמן קצר ניסיון חדירה של חוליית מחבלים, שזוהתה על ידי תצפיות צה”ל מתקרבת לגדר המערכת משטח לבנון ומטמינה מטען. ארבעה מחבלים חוסלו pic.twitter.com/YGFgLOyi01

— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) October 17, 2023

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا في غزة ضد حماس بعد المجزرة التي ارتكبتها الحركة في 7 أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص، إضافة إلى اختطاف 199 شخصا على الأقل ونقلهم إلى القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هجاري عقب محاولة التسلل المشتبه بها عبر الحدود: “إذا أخطأ حزب الله فسنرد بقوة كبيرة. يجب على لبنان أن يسأل نفسه ما إذا كان يريد تعريض نفسه للخطر لصالح إرهابيي الدولة الإسلامية في غزة”.

وكانت هناك تحذيرات متصاعدة من إيران بشأن احتمال توسيع نطاق الحرب، حيث تستعد إسرائيل لهجوم بري بهدف الإطاحة بحكم حماس في القطاع الفلسطيني.

ووجهت كل من إسرائيل والولايات المتحدة تحذيرات لإيران وحزب الله للبقاء خارج الصراع، وأرسلت واشنطن مجموعتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة، في إشارة إلى أنها قد تتدخل للدفاع عن إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، وصل إلى إسرائيل يوم الثلاثاء للقاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولين دفاعيين آخرين.

ومع تصعيد التوترات في المنطقة، أعلن الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع يوم الاثنين عن خطط لإجلاء المدنيين الذين يعيشون في بلدات تبعد مسافة كيلومترين عن الحدود اللبنانية، بسبب الهجمات الصاروخية المتكررة من قبل حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة في الأيام الأخيرة.

وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة للوزارة إنه سيتم نقل ما يقدر بنحو 27 ألف مواطن إلى دور ضيافة تمولها الدولة.

جنود إسرائيليون خلال بدورية على طريق بالقرب من الحدود بين إسرائيل ولبنان، في إسرائيل، 16 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Francisco Seco)

وبحسب الجيش ووزارة الدفاع، فإن البلدات الـ 28 المشمولة في الخطة هي: غجر، ديشون، كفار يوفال، مرغليوت، المطلة، أفيفيم، دوفيف، معيان باروخ، برعام، المنارة، يفتاح، مالكيا، مسغاف عام، يرؤون، دفنة، عرب العرامشة، شلومي، نتوعا، يعارا، شتولا، متات، زرعيت، شوميرا، بيتسيت، أدميت، راس الناقورة، حنيتا وكفار جلعادي.

وقد غادر العديد من السكان في البلدات الحدودية الشمالية بالفعل باتجاه الجنوب وسط الهجمات المتصاعدة من لبنان.

وقال هجاري صباح الإثنين إن حزب الله سيواجه ردا “قاتلا” إذا واصل تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

وقال هجاري: “لقد عززنا قواتنا على الحدود الشمالية وسنرد بقوة على أي نشاط ضدنا. إذا تجرأ حزب الله على اختبارنا، فسيكون رد الفعل قاتلاً. الولايات المتحدة تقدم لنا الدعم الكامل”.

ومع ذلك، أطلق عناصر حزب الله النار بالأسلحة الخفيفة على عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية وأطلقوا صاروخا على دبابة مساء الاثنين.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، لم يصب أي جندي في الهجمات. وقال الجيش إنه رد على الفور بإطلاق نيران المدفعية على مصادر إطلاق النار والهجوم الصاروخي.

وفي وقت لاحق، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على عدد من مواقع حزب الله في جنوب لبنان.

وأطلق حزب الله يوم الأحد ستة صواريخ موجهة مضادة للدبابات على بلدة إسرائيلية ومواقع عسكرية على الحدود اللبنانية، مما أسفر عن مقتل مدني وجندي واحد.

مسعفون في موقع هجوم صاروخي في “شتولا”، شمال إسرائيل، 15 أكتوبر، 2023. (MDA)

كما تم لإطلاق تسعة صواريخ أخرى من لبنان على بلدات شمالية، دون أن تتسبب في وقوع أضرار أو إصابات. وأعلنت حركة حماس في غزة في وقت لاحق مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية.

وقال الجيش إنه قصف مصادر إطلاق القذائف الصاروخية بالمدفعية ونفذ عددا من الغارات الجوية على مواقع تابعة لحزب الله.

وفي المجمل، قُتل ما لا يقل عن خمسة جنود إسرائيليين، وأربعة مسلحين من حزب الله، وخمسة مسلحين فلسطينيين في الاشتباكات. وقُتل مدني إسرائيلي في هجوم حزب الله يوم الأحد، كما قُتل مدنيان لبنانيان وصحفي في القصف الإسرائيلي.

دبابة “ميركافا” إسرائيلية في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان، 15 أكتوبر، 2023. (Jalaa MAREY / AFP)

ولا يشمل هذا العدد أربعة الأشخاص الذين قُتلوا يوم الثلاثاء في لبنان، والذين لم يتضح على الفور انتمائهم.

ومع ارتفاع مستويات التأهب، قال حزب الله يوم الجمعة إنه “مستعد تماما” للانضمام إلى حليفته حماس في الحرب ضد إسرائيل عندما يحين الوقت المناسب.

واندلعت الحرب بعد الهجمات التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام ما لا يقل عن 1500 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 اسرائيلي واحتجاز 200250 رهينة من جميع الأعمار تحت غطاء إطلاق آلاف الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية. وكانت الغالبية العظمى من القتلى عندما استولى المسلحون على البلدات الحدودية من المدنيين.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير.