اخبار المغرب

أزمة الفريق الأحمر تستمر… الوداد يدفع ثمن كثرة تنقلاته الخارجية وإغلاق “دونور” (تحليل)

يبدو أن أزمة الوداد الرياضي وفترة الفراغ يمددان من أزمة الفريق الأحمر الذي بات يمر منها، وهي مستمرة بنظر مراقبين خصوصا عقب انهزامه أمس السبت، أمام سيك ميموزا الإيفواري بهدف نظيف، ليبلغ بذلك الوداد البيضاوي خسارته الرابعة على التوالي، بعد الهزيمة أمام كلا من ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، في نهائي السوبرليغ الإفريقي، وأمام جوانينغ غالاكسي البتسواني، في الجولة الأولى من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، والجيش الملكي، خلال الجولة العاشرة من البطولة الاحترافية في قسمها الأولى.

شرود ذهني للاعبين والافتقاد لردة فعل

ظهر لاعبو الوداد الرياضي في مختلف المباريات التي خاضوها بعد نهائي السوبرليغ الإفريقي أمام ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، “ظهروا” في شرود ذهني كبير، حيث غابت الفعالية الهجومية المعتادة في كل اللقاءات، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول أداء رفاق يحيى عطية الله، الذين لا يبدلون أي جهد من أجل الوصول إلى شباك الخصوم، ما جعل بعض المواجهات تنتهي بدون أية هجمة سانحة للتهديف.

وظهرت أزمة الوداد الرياضي داخل رقعة الميدان جليا، بعد تلقيه الهدف الأول، حيث غابت ردة فعل اللاعبين من مباراة ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، بنهائي السوبرليغ، وصولا بلقاء أسيك ميموزا الإيفواري، في الجولة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، حيث لم يستطع أبناء عادل رمزي فرض أسلوب لعبهم كما جرت العادة، بل لم يستطيعوا بناء هجمات منظمة بعد تأخرهم في النتيجة، ما يجعل الكل يتساءل هل فعلا هؤلاء يلعبون في فريق بحجم الوداد؟.

إغلاق “دونور” وكثرة التنقلات أثرت على اللاعبين

أدى إغلاق مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، من أجل الصيانة استعدادا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030، إلى تقهقر الفريق البيضاوي الذي افتقد لمساندة جماهيره، بالرغم من بعض تنقلاتهم، حيث لم يجد اللاعبون أسلوب اللعب الذي بإمكانه أن يقودهم للانتصار، في ظل تغيير الأجواء، كون أن معقل الوداد والرجاء يعتبر من الأساسيات الذي يمنح لهما الانتصار بنسبة خمسين في المائة حتى قبل بداية المباريات.

وبدى التعب ظاهرا على اللاعبين نتيجة كثرة التنقلات الخارجية للفريق، جراء مشاركته في السوبرليغ الإفريقي، ما أدى إلى عدم إراحة اللاعبين في فترة التوقفات الدولية، وكذا خلال نهاية الموسم الرياضي الماضي، إذ ظهر معظم اللاعبين في لياقة بدنية ضعيفة مع بداية الجولة الثانية في كل المواجهات بمختلف المنافسات، ما يفسر عدم قدرتهم على بناء الهجمات والوصول إلى شباك الخصوم.

عادل رمزي في فوهة بركان بعد عدم قدرته على لملمة المجموعة

كما جرت العادة، يبقى المدرب هو النقطة السوداء في حالة ما تكررت النتائج السلبية للفرق، وهو ما وقع لعادل رمزي، الذي لم يستطع لملمة المجموعة مع كثرة المباريات والتنقلات الخارجية، ما جعل العديد من الجماهير توجه له أسهم الانتقاد، ولو بنسب أقل بالمقارنة مع مدربين سابقين، حيث لم يفلح اللاعب السابق للكوكب المراكشي والمنتخب الوطني المغربي في فرض أسلوبه على اللاعبين بالرغم من كل المجهودات التي يقوم بها.

كثيرا ما صرح عادل رمزي بأن العامل الذهني هو ما تسبب في النتائج السلبية للفريق في كل مبارياته، جراء خسارته نهائي السوبرليغ الإفريقي، بعدما كان مرشحا قويا لنيل اللقب، إلا أن تصريحات المدرب لم يتقبلها البعض، كون أن الجماهير تريد دوما تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا ما يمكن أن يقود سعيد الناصيري إلى التخلي عن المدرب على أمل العودة لسكة الانتصارات.

غضبة جماهيرية على الرئيس سعيد الناصيري ومطالبته بالتخلي عن كرسي الرئاسة

من يتابع الوداد الرياضي، سيعلم بأن الفريق بدون جموع عامة لفترة طويلة في ظل قيادة سعيد الناصيري السفينة بشكل أحادي، في ظل غياب تام للمنخرطين وبرلمان الفريق، الأمر الذي دفع جماهير الوداد الرياضي تطالب في أكثر من مناسبة من الرئيس إلى استقالته من منصبه، وترك الفرصة لآخرين قادرين على تقديم الإضافة وجلب لاعبين في المستوى.

فصيل “وينرز” هو الآخر دخل على الخط، وقال في بلاغ له، إن الوضع لم يعد محتملا بسبب التخبطات التسييرية التي يقع فيها الفريق منذ مدة، موضحا أنه فقد الثقة في سعيد الناصيري، بعد توالي النتائج السلبية في مختلف المنافسات، ومطالبا إياه بالرحيل عن الرئاسة،.نظرا للعديد من التخبطات التي يعيشها الفريق.

وفي هذا الصدد، قال فصيل “وينرز”، في بلاغه خلال رسالة موجهة لسعيد الناصيري، “جموع عامة لم تُعقد في موعدها، منخرطين غير معترف بهم، اخبار السعودية مُنعدم، تسويق غير موجود، إدارة تقنية من السماسرة المقربين، مدرسة فارغة، فروع مُنهارة، مكتب مسير يُنفذ الأوامر فقط، مداخيل قياسية لا أثر لها،
وفريق بلا روح بلا حماس، مجموعة من المُوظفين لا غيرة لهم على القميص، غموض وتحكم وسيطرة على كل كبيرة وصغيرة في قمة التسلط، استفزازاتك بلغت الدرجة القصوى من البجاحة، وقلة الاحترام للجماهير العريضة”.

وتابع المصدر ذاته، “وصلنا للباب المسدود، وبسبب تصرفاتك التي لا تُطاق أعلنت الحرب على النادي، فلتتحمل مسؤولية تحديك لرغبة الجماهير وإصرارك على العبث بدل الإصلاح، انتهى زمن الأعذار الواهية والمبررات الفارغة والمراوغات المستفزة والخداع والتضليل، ماذا نجني باستمرارك في الرئاسة؟؟ ماذا يستفيد النادي من تواجدك ؟؟، لا نلمح أية فائدة، لا تطور، لا استثمار للنجاحات، ولا أي شيء، اللامبالاة والمماطلة ولغة الخشب والغموض هو العناوين السائدة فهل هذا هو جزاء النادي؟؟”.

وتابع الفصيل المذكور، “حان وقت الرحيل الفعلي من الكرسي، فقدنا فيك الثقة، رغم الفرص الكثيرة والتضحيات الجِسام من أجل مصلحة النادي، فأنت مسؤول عن الفشل، وفاشل في تحمل المسؤولية، فما الغاية من بقاء رئيس لا يُقدم أية إضافة تُذكر، إذا كُنا ننتقد بعض اللاعبين على مستوياتهم الهزيلة فمستوى الرئيس أضعف بكثير، صحيح الفريق في حاجة ليُدعم صفوفه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، للمنافسة بقوة إلى غاية نهاية الموسم ضرورة ملحة لا مفر منها، ولكن بعد كل هذا، فالميركاتو الصيفي القادم يجب أن يشمل المكتب المسير برمته وأهم مراكز الخصاص الرئيس”.

وختم “وينرز” بلاغه بالقول، “من جهة أخرى نعلم جيدا أن هناك من يتربصون، وجاهزون للركوب على الأمواج رغم أننا في فصل الخريف، فالتشكيك وتخوين المجموعة هي الهواية المفضلة لهذه الفئة عند الأزمات والهزائم فقط، وعند الانتصارات يفتخرون بانتمائهم للعائلة في قمة النفاق، وازدواجية المواقف، ولهؤلاء نقول أنه لا توجد منزلة وسطى فإما أن تكون ضمن العائلة قولا وفعلا وإما أن تكون خارجها”.