اخبار المغرب

مشروع مغربي أمريكي يعرب أحدث الإنتاجات في الجامعات “الأنغلوساكسونية”

سلسلة من أحدث الدراسات البحثية الصادرة عن منشورات جامعات أمريكية وإنجليزية حول المغرب ومحيطه المتوسطي من المرتقب أن يلتقي بها القارئ المغربي والعربي.

هذا المشروع الذي بدأت تظهر ثمارهُ خمسَ ترجمات من المرتقب أن تكون حاضرة في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط الأسبوع الجاري “استغرق إعداده سبع سنوات”، بتعاون جمع “خالد بن الصغير، وعمر بوم، وسارة أ. ستاين، وجامعة الرباط الدولية، وجامعة كاليفورنيا لوس أونجوليس”.

وقال إعلان المشروع إن أحد أهدافه الأساسية “خلق مجال متكافئ، بالعمل على تسهيل الترجمات بين اللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية”؛ لأنه “من الأهمية بمكان للمجتمعات التي تقوم بالبحث في قضاياها والكتابة في مواضيعها باللغة الإنجليزية الوصولُ إلى عملنا باللغة العربية”، وهو سعي إلى “كسر الحواجز اللغوية، وتعزيز فهم أعمق بين القراء المتنوعين”.

الأكاديمي خالد بن الصغير، المشرف باشتراك مع الأكاديمي عمر بوم على تنسيق نشر المؤلفات الصادرة، بتعاون بين جامعة الرباط الدولية وجامعة كاليفورنيا، قال لـ هسبريس: “هذا مشروع فكرنا فيه منذ سنوات، نظرا لوجود صعوبة في توفير نصوص مترجمة باللغة العربية للمغاربة خاصة والعرب عامة، بسبب حقوق التأليف، وشروطها المعقدة من عدد طبعات وثمن…”.

وزاد بن الصغير: “جرت محاولات كثيرة لدور نشر مغربية، لكن تبين أن نجاحها يحتاج طرفا في الولايات المتحدة، كان في هذا المشروع هو عمر بوم، الذي ياخبار السعودية مع دور النشر (…) حول حقوق النشر وثمنها، علما أنه توجد ميزانيات من طرف مؤسسات بحثية في أمريكا للنشر والتوزيع والترجمة”، وهو ما مكن من استكمال المشروع بـ”سهولة، وثقة، ووفق مسطرة قانونية”.

وذكر الأكاديمي ذاته أن في هذه المبادرة خروجا من “المحاولات الفردية للمؤلِّفين”، ما يتيح الاشتغال بـ”سلاسة وظرف قانوني واضح، من الطرفين”؛ لتشكيل “جسر لنقل أحدث المؤلفات والدراسات المكتوبة، وتمكين الباحث والمؤرخ والأنثروبولوجي والقارئ المغربي والعربي من أن يكون مطلعا على آخر الإنتاجات”، الصادرة عن جامعات أمريكية، وبريطانية أيضا، مثل أوكسفورد وكامبريدج.

أما اختيار “جامعة الرباط الدولية” طرفا مدعّما في المغرب فربطه بن الصغير بـ”الأوضاع في كليات الآداب غير المستقرة مع الأسف، مع تغير العمداء واختلاف رؤى تدبير الميزانية المحدودة”؛ كما أن لهذه الجامعة “اتفاقيات مع جامعة كاليفورنيا”.

وحول مواضيع الترجمات، قال الأكاديمي والمترجم إن “الأسبقية للمغرب، لكن الحديث عن المغرب لا دلالة له دون المنطقة المغاربية، بفعل التفاعلات والتشابه، ولا دلالة له بدون دول البحر الأبيض المتوسط، في مواضيع مثل تطور أهل الذمة عند العثمانيين”، وتابع: “لا ينبغي أن نبقى ندرس نفسنا بنفسنا، وندرس مواضيع مدروسة أصلا، وكأننا مركز العالم، بل يجب أن نضع نفسنا في السياقِ، والقدرِ الجغرافي بما له وما عليه من معطيات ثقافية”. والهدف من ترجمة هذه الكتب ليس “المعرفة” فقط، بل “المنهجية؛ للاطلاع على الطريقة التي تكتب بها الجامعات الأنجلوساكسونية، وتجديدها على مستوى الكتابة وزوايا النظر، وتقاليد الاعتراف، وكيفية الاشتغال، والتواضع، بعيدا عن المساومات والمزايدات الإيديولوجية والسياسية”.

ثم أجمل المتحدث قائلا: “هذه مغامرة نتفاءل كثيرا بمآلها، وقد بدأت تؤتي ثمارها في علاقة بباحثين أنجلوساكسونيين، بعدما تيسر الإطار القانوني”.