اخبار فلسطين

السعودية تعتقل مواطنا سعوديا ساعد الصحفي الإسرائيلي غيل تماري في دخول مدينة مكة بشكل غير قانوني

أعلنت شرطة مدينة مكة المكرمة في السعودية يوم الجمعة، اعتقال مواطن سعودي يُزعم أنه ساعد الصحفي الإسرائيلي غيل تماري في دخول المدينة، وستتم محاكمته. كما أشارت وسائل إعلام سعودية رسمية إلى أنه سيتم اتخاذ “إجراءات” ضد تماري.

بثت القناة 13 يوم الاثنين مقطعا لتماري يتسلل إلى مكة، أقدس مدينة في الإسلام، في تحد للحظر المفروض على غير المسلمين.

قال متحدث بإسم شرطة مكة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الشرطة “أحالت مواطنا إلى النيابة بتهمة التواطؤ في نقل وتسهيل دخول صحفي غير مسلم إلى المدينة”.

ولم تذكر وكالة الأنباء السعودية اسم الصحفي لكنها قالت، أنه مواطن أمريكي. وأن قضيته أحيلت أيضا إلى النيابة “لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه وفقا للقوانين المعمول بها”.

تماري يحمل الجنسية الأمريكية أيضا.

لحماية هوية رفيقه، لم يُظهر تماري وجهه وشوه صوته في مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة نشر على تويتر الإخباري يوم الإثنين، وبثت القناة 13 تقريرا مدته عشر دقائق يوثق زيارته في تلك الليلة.

على الرغم من الاتصالات التجارية والأمنية المتزايدة وراء الكواليس، فإن السعودية لا تعترف بإسرائيل ولم تنضم إلى “اتفاقيات إبراهيم” التي تم التوصل إليها بوساطة أمريكية لعام 2020 والتي شهدت قيام اسرائيل بإقامة علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

غيل تماري من القناة 13 في مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية، مع المسجد الحرام في الخلفية من اللقطات التي تم بثها في 18 يوليو 2022 (Screen capture / Channel 13)

في مقطعه الذي تبلغ مدته 10 دقائق تقريبا، زار تماري جبل عرفات، حيث يتجمع الحجاج المسلمون للصلاة خلال ذروة الحج كل عام.

وهو يوضح أنه يعلم أن ما يفعله محظور لكنه يقول أنه يريد عرض “مكانا مهما جدا لإخواننا وأخواتنا المسلمين”.

تبرير تماري، واعتذاره اللاحق، لم يساعدا كثيرا في تهدئة ردود الفعل الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أثار الغضب في إسرائيل، حيث شجب الكثيرون هذه الخطوة باعتبارها خطوة غير ضرورية. وتصاعدت الانتقادات بعد الكشف عن اعتقال رفيقه.

وجاء الجدل بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كل من إسرائيل والسعودية الأسبوع الماضي.

يوم الثلاثاء بعد يوم من بث التقرير أصدرت كل من القناة 13 وتماري تصريحات فيها للإعتذار في حال كان المقطع قد أساء إلى المسلمين لكن كلاهما تمسكا بقرار بثه، معتبرين أنه إنجاز صحفي مهم.

وقال مصدر في إسرائيل مطلع على الأمر للتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء إن مسؤولي الحكومة الإسرائيلية راضون عن التصريحات التي أصدرها تماري والشبكة التي إعتذرت عن بث الزيارة.

ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية نفسها على البث، لكن المصدر المطلع على الأمر أشار إلى أنه تسبب في جدلا لإسرائيل، التي تسعى إلى تدفئة العلاقات مع السعودية وتطبيع العلاقات. بعض المحللين، مستشهدين بالغضب الإسلامي الواسع، جادلوا بأن زيارة تماري ربما تكون قد زادت من تعقيد جهود التطبيع.

في وقت سابق الأربعاء، شجب وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج والوزير المسلم الثاني في تاريخ إسرائيل التقرير التلفزيوني ووصفه بأنه “غبي”.

وقال فريج: “هذا مكان مقدس للمسلمين. ما هو الهدف؟ أنت تريد تقريرا من هناك، أرسل صحفيا مسلمًا! الضرر الناجم عن هذا سيكون كبيرا”، قال لإذاعة “كان” العامة.

كان تماري واحدا من ثلاثة أعضاء فقط من الصحافة الإسرائيلية الذين سمح لهم بدخول المملكة السعودية لتغطية قمة دول مجلس التعاون الخليجي في نهاية الأسبوع الماضي.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد