اخر الاخبار

(#غرفة رقم ٤٥٥)

“(ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
‏يُغيّر الله من حالٍ إلى حالِ )

قلم✍🏻/نوره ال مداوي(همس)

ملاك رحمةٍ تتنقل من زاوية الى أخرى دون كلل او ملل بوجهٍ مبتسم يداً لطيفة وروحاً مرحه ولساناً عذبٍ
لم تقف أمام أحد بخبرٍ سئ بل كانت تسير بين المرضى جابرةً للخواطر مراعيةً للمشاعر كانت تحمل كل معاني الإنسانية التي تتطلبها مهنة التمريض.

الساعة الثانية عشر ظهراً إستأذنت من مقر عملها بعد يوم منهك وكانت تشعر أنها ليست على مايرام لم تهتم كثيرا لذلك ربما كانت تعتقد أن الإنهاك هو السبب ولكن !

وضعها أصبح غير طبيعي عندها توجهت الى المستشفى
وأجرت التحاليل إستمرت لمدة أسبوع مابين إختبار وآخر
وعندها قررت إدارة المستشفى إجراء عملية لها (المرارة )وكانت المفاجأة أنها لم تكن بحاجة لها فقد إشتد مرضها أكثر وبدأت بالذبول وكأن هناك أمرٌ مَخفي ..
لم يستطيعوا إكتشافة ومن هنا بدأت رحلةُ المُعاناة التي لاتعلم أسبابها فهي لاتستطيع النوم بسبب الألم و(السعال) أصبح وجعاً لايُطاق ومع كلِّ ذلك كانت تقف صامدةً وتذهب إلى مقر عملها بكل تفاني ومرت الأيام حتى قررت تغيير مسار العلاج والتوجه إلى إحدى المستشفيات المتخصصة .
بدأت من جديد رحلة البحث عن أسباب تلك الآلام ..
تم إستقبالها بالمستشفى ومكثت قرابة الشهر ولم تُخبر أحداً بإنها ممرضة.
مرت الأيام حتى حدث مالم يكن بالحسبان!

إجتمع طاقم طبّي يتقدمه بروفيسور وكان الجميع يتداول الحديث بلغةٍ طبية ولم يعلم أحد أنّها تمتلك الخبرة بالمجال وكان حديثهم من سينقل لها الخبر ونحتاج إلى أخصائي نفسي لتهيئتها نظرت بإبتسامةٍ شاحبة وأخبرتهم….
أنا أعلم عما تتحدثون وكان سؤالهِا هل المرض متقدم؟!

إرتسمت على أوجه الطاقم علامات التعجب والصدمة حتى بادرها أحدهم هل تعلمين عن ماذا نتحدث؟
نظرت بوجه مبتسم نعم والآن أريد الاجابة؟

لم يستطيع أحدهم الحديث والكل ينظر بتعجب كررت سؤالها فأجبها الطبيب المختص لا…
ولكن المكان يصعب إستِئصاله خرج الطاقم وقالت بالحرف الواحد والدموع تسابقها الحمدلله على كل حال….

مرت الأيام وهي مابين تحاليلٍ وأخرى حتى قرر الاطباء البدء بعمل الإشعاع حتى يضعف ثم مرحلة الكيماوي .

كانت قوية جداً وكان إيمانها الأقوى سبباً في ذلك لم تتذمر وكان الدعاء ملازماً لها وأيات القران ربيعاً لصدرها .

بدأت العلاج وتأثيرها بداء بالظهور تساقط الشعر ضعف وهُزل الجسم أنين الألم كل ذلك يحدث ومازال لسانها يردد الحمدلله ..
مرت الايام وكان الحدث غير كل شي بحياتها غيابها عن بيتها أطفالها مجتمعها …

مكثت مدةً وبداء جسمها يستجيب للعلاج والورم الذي أخذ قلبها بداء يضعف ويُهزم بفضل الله إستمرت حتى عادت إلى حياتها إنها محاربة السرطان (الجواهر ال مداوي ) ملاك الرحمة التي لم تنتهي قصتها فمازالت تحارب بكل قوة وبروح مؤمنة لم تعترض على قضاء الله وقدرة.
عشت تلك اللحظات معها بكل أحداثة فقد كنت مرافقةً لها لقد تعلمت منها مالم اتعلمه تعليمياً وإن كانت تصغرني سناً لكنها تكبرني قوة وصبراً…