مقالات

تهجئة الأمل 

تهجئة الأمل 
alia.baygi
Thu, 10/06/2022 – 21:48

أحياناً.. بل دائماً أعيش وهم الخوف، وإدمان الحب على مخلوق بشري، يبادلني صدقه على صحته، ويكشف حقيقته حتى وإن تتسبب له بالإعياء والكدر. هي وردة عفيفة تبقى وإن جفت السقيا، تقاوم وإن غاب الساقي، تموت المحاصيل جميعها لتبقى يانعة بهية.
تنتصر له عليها لتكون هي الخاسر وهو المنتصر.
اليوم أعلن براءة من انعدام الشفاء، بعد أن استلمت واستسلمت لجميع التقارير والتحليلات التي تؤكد أنني أعيش جرعة زائدة قابلة لأن أكون أول شهيد في سماء كائن أحبه أكثر من نفسه، لكنه أكثر شخص أخاف عليه.
لم أعد أقرأ فاتورة عبثي ولا ضريبة تجاوزي.. عهدت نفسي أن الغيرة التي في قلوب الناس امتلكتها، وأقررت أنني أباهي أن أكون ضحية لها، لم أعد أجد في سجلاتي مبرراً وحيداً يمنحني حق الابتعاد أو الكره أو التنازل عن استنشاق روحها.
هي كل شيء، بل كل شيء
هي نظرية الاحتلال لقلبي البكر
هي المرتكز والارتكاز والانطلاق والانطلاقة
هي الروح والقلب والمتنفس 
هي الحياة الأجمل والأنقى 
يا أيتها المالكة والمتسلطنة على كل مافي
يا أيتها الريم
هنا وهناك
وكل أمنيات الحديث والشجن تبقى كما هي لايمكن أن نعيشها، وهي تبتعد من دون أن تتواجد أو تعبر. اقترابها لا يعلن القدرة، لكنه يبقي فينا الإحساس بالحضور. خذي مفاتيح قلبي وتفكيري وامتلكي مني شهادة اعتراف دائمة تقول: لو كانت حياتي كلها كذبة لكان فيها أنت الحقيقة.
دونها اعترافاً
ووثقها كتابة
وأرشف تاريخها
واستنطق أبعادها
حتى وصل إلى أن يكون في مدينة المتوجعين والعابرين والفاقدين 
جراحهم أبكتهم وصوتهم أسرهم
حتى أصبحت أحياناً قيمة تستنطق القدم
برحيل صور قد تكون سبباً في تعزية
من غاب وهو حاضر
ومن حضر وهو غائب
حتى عاد صوته وحضوره
وهو يتهجى الأمل على أبواب البقاء
إن حلت وبقت
لا تعني إلا أن تكون ذكريات عابرة
مرت من هنا لتخبرنا عن بقايا أنبتت تلك الصور
ثم مرت لتستذكر حكاية اسمها أحياناً نحتاج إلى أن نكون
من أولئك الذين رحلوا.

 

الكاتب
عبدالله سليمان السحيمي

Publication Date
Thu, 10/06/2022 – 21:48

عبدالله سليمان السحيمي 

عبدالله سليمان السحيمي