فنون

إيمان الجنيدي أول مايسترو صعيدية بمصر لـ«الشروق»: واجهت التعليقات السلبية وسعيت خلف حلمي


ياسمين سعد:


نشر في:
الأربعاء 1 يونيو 2022 – 2:38 م
| آخر تحديث:
الأربعاء 1 يونيو 2022 – 2:38 م

والد يعود إلى منزله بعد يوم شاق من العمل كمهندس، ليمرر أنامله على العود فيعزف أجمل المقطوعات، ويشاركه في العزف على البيانو أحيانا أبنائه في جلسات سمر ودية، هذا هو المشهد الذي نشأت المايسترو “إيمان الجنيدي” وهي تشاهده في منزلها الصغير بمحافظة بني سويف، فقد عشقت الموسيقى والغناء، وعندما حان وقت تحديد الجامعة، لم تتردد في اختيار الدراسة بكلية التربية الموسيقية في الزمالك.

• بداية القيادة للفرق الموسيقية

في بداية حديثها لـ”الشروق”، قالت الجنيدي: “بعدما أنهيت دراستي الجامعية، سافرت إلى الكويت مع شقيقتي وكنت أعمل كمعلمة تربية موسيقية خلال النهار، ثم أقوم بتكوين فرق موسيقية شبابية في وزارة الشباب والرياضة خلال الليل. وبعد نجاحي في الكويت، سافرت إلى سلطة عمان وعملت في مركز الفنون هناك، وتطور الأمر من تكويني لفرق موسيقية شبابية إلى قيادة فرق موسيقية أعضائها أكبر مني في العمر، ومن هنا اعتدت على قيادة الأوركسترا وأحببتها”.

استطاعت الجنيدي أن تعود إلى بلدها مصر وهي صانعة لنفسها اسما كبيرا في عالم الموسيقى، حتى أنه طُلب منها أن تقود الفرقة القومية للموسيقى العربية بقصر ثقافة بني سويف، لكنها رفضت في البداية؛ لأن الفرقة أغلبها من الرجال، كما أن أعمارهم كانت تتراوح بين الأربعينات إلى الستينات، فخشيت ألا يتجابوا معها، لكن تحمست بعدما شجعها زوجها على قبول الوظيفة، وقبلتها عام 2005 ونجحت فيها بالفعل.

بزغ نجم الجنيدي، ليس في محافظة بني سويف فقط، بل على مستوى جمهورية مصر العربية أيضا، فبعدما نجحت في قيادة فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة بني سويف، اختيرت لقيادة الفرقة الموسيقية لجامعة بني سويف، وحصلت على 7 جوائز، منها الجائزة الثانية في مسابقة أفضل مايسترو في مهرجان الفيوم بمشاركة 32 مايسترو من الرجال، ومهرجان إبداع في دورته السادسة، وكانت في أحد المهرجانات تقف بكل فخر امرأة وحيدة وسط 40 قائد أوركسترا.

• تكوين فرقة المايسترو ببني سويف

اتصلت الجنيدي بجميع المواهب المميزة التي عملت معهم في بني سويف، سواء في مجال الغناء أو العزف، وقامت بتأجير استوديو لعمل البروفات، ثم سجلت عروضها وطبعتها على “سي دي”، وسافرت به إلى القاهرة لتعرضه على جميع المسارح حتى تحجز لنفسها مكانا للعرض، حتى كانت أولى حفلاتها بالقاهرة في ساقية الصاوي بالزمالك.

عاشت الجنيدي معاناة كبيرة حيث كانت تضطر إلى السفر وحدها من بني سويف إلى القاهرة للاتفاق على الحفلات، ثم تعود إلى فرقتها وتستأجر استوديو لإجراء البروفات، ثم تستأجر أتوبيسا مرة أخرى للسفر مع الفرقة ذهابا وإيابا، وكل ذلك من مالها الشخصي، فوجدت أن الحل الأفضل هو انتقالها للعيش بمفردها في القاهرة وتكوين فرقة جديدة.

• تكوين فرقة المايسترو الجديدة بالقاهرة

تشاورت الجنيدي مع زوجها وأبنائها الذين كانوا قد تزوجوا في ذلك الوقت، حيث إنها أم وجدة، فدعموها للسعي خلف حلمها، لكنها واجهت تنمرا من مجتمعها بسبب هذا القرار، فجاءتها بعض التعليقات من الأقارب والأصدقاء مثل “عيب تبقي ست وتقفي وأنت مدية ضهرك للناس، حرام”، أو “أنت عايشة بره ومسافرة، أولادك أولى بيكي من المزيكا”، فيما ذهب بعض الناس لتذكيرها بعمرها قائلين: “كفاية عليكي كده، وراعي سنك”.

في شهر مارس لعام 2021، تم تكريم الجنيدي من السيدة انتصار السيسي، في احتفالية يوم المرأة المصرية أيقونة النجاح، واعتبرت الجنيدي هذا التكريم بمثابة الدافع لها للاستمرار، حيث قالت إنها كانت لحظة سعادة خاصة لأنها شعرت بأن سنوات التعب والمجهود لم تضع هباء.