اخبار فلسطين

الجيش الإسرائيلي يقول إن حدود غزة أغلقت أخيرا، وتم العثور على جثث 1500 حماسي داخل إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي إنه استعاد أخيرا السيطرة على حدوده مع قطاع غزة صباح الثلاثاء، بعد حوالي 72 ساعة من قيام مقاتلي حماس بتفجير أجزاء من الجدار وشن غزو أدى إلى ذبح أو اختطاف أكثر من 1000 إسرائيلي.

وبينما تواصل إسرائيل التعامل مع حجم مجازر يوم السبت، والجيش يخطر رسميًا عائلات الرهائن بأن أحبائهم محتجزون في غزة، قصفت طائرات سلاح الجو مساحات واسعة من القطاع. وفي الوقت نفسه، يستعد حوالي 300 ألف جندي احتياطي لغزو بري محتمل، وتستمر عمليات المسح لتحديد مواقع المسلحين الذين يخشى أنهم ما زالوا مختبئين داخل إسرائيل، وتهدد التوترات على الحدود الشمالية بالتصاعد إلى جبهة ثانية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تمكن من إغلاق الحدود، وزرع الألغام في المناطق المحيطة بالثغرات كحل مؤقت ضد التوغلات.

وبحسب التقارير، ارتفع عدد القتلى في إسرائيل جراء الهجوم المفاجئ والمعارك اللاحقة إلى أكثر من 900 شخص. ولا يزال أكثر من 500 شخص في المستشفى، والعديد منهم مصابون بجروح تهدد حياتهم؛ وأصيب أكثر من 2700 شخص منذ يوم السبت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هجاري: “في اليوم الأخير، لم يدخل أي إرهابي عبر السياج”.

وعلى الرغم من المؤشرات السابقة، قال هجاري إن الجيش لم يجد أي أنفاق تعبر من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن هناك عددا صغيرا من المسلحين الذين ما زالوا يختبئون في الأراضي الإسرائيلية. وخلال الليل، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية مسلحا فلسطينيًا واحدًا على الأقل بالقرب من كيبوتس “سعد”. وتبادلت القوات أيضا إطلاق النار مع مسلحين في “كيسوفيم” وشهدت ليلة الإثنين قيام الشرطة بقتل مشتبه به آخر بالقرب من “مشمار هنيغف”، على بعد حوالي 24 كيلومترا داخل إسرائيل.

وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت إنه تم العثور على جثث 1500 مسلح في أنحاء جنوب إسرائيل. وقُتل مئات آخرون في الغارات الإسرائيلية على غزة، بحسب مسؤولي الصحة في غزة.

وقال الجيش إن حصيلة القتلى الإسرائيلية تشمل 123 جنديا على الأقل، مضيفا 38 اسما جديدا إلى حصيلة الثلاثاء بينما يعمل على إبلاغ عائلات القتلى.

وقالت مجموعة الإنقاذ “زاكا” إنه تم انتشال 100 جثة من كيبوتس “بئيري” وحده. وقالت المنظمة إن 260 شخصا آخرين قتلوا في حفل موسيقي في الهواء الطلق.

وبالإضافة إلى عدد القتلى المدمر، يُعتقد أن حوالي 130 شخصًا قد اختطفوا من إسرائيل ونقلوا إلى غزة من قبل المسلحين الذين تسللوا يوم السبت. ومن بين الأسرى نساء وأطفال وشيوخ.

وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت بمقاطع فيديو مروعة لرجال ونساء وأطفال يتم حملهم وسحبهم إلى القطاع، ويبدو أن العديد منهم تعرضوا للإساءة. كما نُشرت مقاطع فيديو لقتلى إسرائيليين، بينهم جنود، وعرضت جثث بعضهم في الشوارع.

ينتشر الضباط لإبلاغ العائلات الإسرائيلية بأن أقاربهم محتجزون في غزة من قبل حماس، بحسب إذاعة الجيش. وفي صباح الثلاثاء، قال هجاري إنه تم إبلاغ 50 عائلة بالفعل بعد أن قال إن الجيش تمكن من جمع معلومات حول جميع الإسرائيليين المحتجزين في الليلة السابقة.

والدة العقيد الإسرائيلي روعي ليفي تبكي أثناء جنازة ابنها في مقبرة جبل هرتسل في القدس، 9 أكتوبر، 2023 (AP Photo/Maya Alleruzzo, File)

وقالت عائلات العديد من الذين تم اختطافهم إنهم شعروا بأن السلطات الإسرائيلية تخلت عنهم بسبب بطء المسؤولون في الاستجابة لطلبات المساعدة أو المعلومات.

ووسط تهديد حماس بأنها ستبدأ بإعدام الرهائن ردا على الغارات الإسرائيلية في غزة التي تنفذ دون سابق إنذار، قال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إنه ضرب أكثر من 200 هدف في قطاع غزة خلال الليل، بما في ذلك موقع لتخزين الأسلحة في مسجد، وشقة سكنية تستخدمها قوات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التابعة لحماس، وبرجًا شاهقًا تستخدمه الحركة، من بين منشآت عسكرية أخرى.

وقال هيخت إن الجيش ضرب مئات الأهداف التابعة لحماس خلال الليل في حي الرمال بمدينة غزة، والذي يضم العديد من وزارات حماس والمباني الحكومية. وأضاف أنه تم إخطار السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالإخلاء قبل الضربات، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.

عائلات المدنيين الذين اختطفتهم منظمة حماس تعقد مؤتمرا صحفيا في كفار همكابيا، رمات غان، 8 أكتوبر، 2023. (Miriam Alster/Flash9)

ونصح أي فلسطيني قادر على مغادرة قطاع غزة إلى مصر أن يفعل ذلك.

“ما زال معبر رفح مفتوحا. إنني أنصح أي شخص يستطيع الخروج بالخروج”، قال هيخت.

وبعد ساعات من الضربات المستمرة طوال الليل، غادر سكان الرمال منازلهم عند الفجر ليجدوا بعض المباني مدمرة بسبب الضربات، في حين تحولت مباني أخرى إلى أكوام من الاسمنت والحديد. وقد سويت السيارات بالأرض واحترقت الأشجار في شوارع سكنية.

وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن 687 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 3800 آخرون في القطاع منذ بدء القتال يوم السبت.

وقد نزح أكثر من 187,500 شخص في غزة منذ بداية النزاع، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وتستضيف الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، أكثر من 137,000 شخص في المدارس في جميع أنحاء القطاع. ويقول التقرير إن الغارات الجوية دمرت 790 وحدة سكنية وألحقت أضرارا جسيمة بـ5330 وحدة في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة.

وقد وصفت كل من إسرائيل وسكان غزة الهجمات الإسرائيلية بأنها غير مسبوقة من حيث الشدة.

وبعد أيام من القصف شبه المستمر على إسرائيل، توقف إطلاق الصواريخ من غزة إلى حد كبير منذ ليلة الإثنين، على الرغم من استئناف إطلاق المتقطع من غزة باتجاه البلدات الحدودية لفترة وجيزة خلال الليل ومرة أخرى صباح الثلاثاء، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.

ومع تسليم الولايات المتحدة الذخائر والمعدات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها إلى إسرائيل، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي أول مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون جونيور، الذي تولى المنصب في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنرال الأمريكي “أكد أنه يقف إلى جانب الجيش الإسرائيلي وأننا سنتلقى كل المساعدة التي نحتاجها”.

عناصر “زاكا” يخلون جثث مدنيين إسرائيليين بالقرب من حدود غزة، 9 أكتوبر، 2023. (Yossi Aloni/Flash90)

أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، مساء الاثنين أن الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية في أعقاب الهجوم العنيف الذي شنته حركة حماس “في طريقها” إلى إسرائيل.

وحذر مسؤول أمريكي حزب الله من التدخل في القتال، بعد ساعات من تبادل الجماعة المسلحة المدعومة من إيران إطلاق قذائف الهاون مع إسرائيل ومحاولة التسلل من لبنان.

وجاء التسليم في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن للإدلاء بتصريحات رسمية حول الهجمات من البيت الأبيض بعد ظهر الثلاثاء، بعد أن أكد أن 11 أمريكيًا على الأقل كانوا من بين القتلى في هجوم حماس. وتعتقد واشنطن أنه تم أسر المزيد.

وأعلنت تايلاند الثلاثاء أن 18 من مواطنيها كانوا من بين القتلى في الهجوم المدمر.

وزعم تقرير في موقع “أكسيوس” أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخبر بايدن أنه ليس أمام إسرائيل خيار سوى الغزو البري لغزة، وهو ما قد يعني على الأرجح اشتباكًا طويل الأمد.

وقال الجيش إنه تم استدعاء 300 ألف جندي احتياط، لكنهم لن يشاركوا جميعا بالضرورة في القتال، مع إرسال قوات أيضا لحماية حدود إسرائيل الأخرى، وكذلك مستوطنات الضفة الغربية وبلدات داخل إسرائيل.

وقال مصدر حكومي رفيع المستوى الاثنين إنه من المتوقع أن تستمر الحرب لعدة أيام، وربما عدة أسابيع، وربما أطول من ذلك.

وبعد ذلك بوقت قصير، نصحت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيليين بتخزين المياه والغذاء والإمدادات الأخرى لمدة ثلاثة أيام على الأقل، مما أدى إلى حالة من الذعر في الشراء وإفراغ أرفف المتاجر الكبرى في جميع أنحاء البلاد.

قوات الأمن الإسرائيلية في مكان سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على ملجأ في مدينة سديروت الجنوبية، 9 أكتوبر، 2023. (Yossi Zamir/Flash90)

وحاول الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق طمأنة الإسرائيليين بأن النصيحة كانت عادية، ولم يكن القصد منها تحذير الإسرائيليين من أنهم على وشك أن يكونوا في حالة طوارئ.

يوم الإثنين، عرض نتنياهو خطة المعركة الإسرائيلية ضد حركة حماس، وشبه الجماعة بتنظيم الدولة الإسلامية، وحذر من المزيد من “الأيام الصعبة” تنتظر للأمة.

وقال: “تم فرض هذه الحرب علينا من قبل عدو خسيس، وحيوانات بشرية تحتفل بقتل النساء، والأطفال والشيوخ. لم نشاهد مثل الفظائع التي ارتكبتها حماس منذ الفظائع التي ارتكبها داعش. الأطفال المكتوفون الذين تم إعدامهم مع بقية أفراد عائلاتهم. الشبان والشابات الذين تم إطلاق النار عليهم في الظهر، وإعدامهم، وغيرها من الفظائع التي سأتجنب سردها هنا”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقي خطابا متلفزا في 7 أكتوبر، 2023. (screen Capture/ GPO)

كما دعا أحزاب المعارضة إلى الانضمام إلى حكومة الطوارئ.

“لقد انتهى الانقسام داخلنا. وكلنا موحدون. وعندما نكون موحدين ننتصر”، قال.

ووفقا للتقارير، يقترب حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب “الوحدة الوطنية” بزعامة بيني غانتس من التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة، ومن المتوقع الإعلان عنها في وقت لاحق يوم الثلاثاء.