اخبار المغرب

متحف زوار البرلمان الأوروبي يسرد قصة القوة والاتحاد بعد الضعف والفُرقة

قصة قوة جماعية بعد تفرق وسلم مثمر بعد حروب مدمرة، يحكيها متحف زوار البرلمان الأوروبي (Parlamenterium) بالعاصمة البلجيكية بروكسيل.

قصة أوروبا، ساعة قوتها، المستندة إلى دروس تفرق وضعف سابقين توجا بحربين “عالميتين” مدمرتين أنتجتا وعيا نبع من الخراب بأن الفرقة والقُطرية الضيقة لا يمكن أن تكونا حلا.

مركز الزوار هذا، أو متحفهم، تفاعليٌّ، ناطق بأربعة وعشرين لسانا معتمدا في أوروبا التي وإن جمعتها الجغرافيا، فلا تجمعها كثيرا اللغات والموروثات الثقافية.

ولا يشهد هذا المتحف على واقع الاتحاد الأوروبي فقط، بل يجد فيه الزائر سردية اتحاد بنيت بناء، ويجد فيه أيضا مثالا لإمكان بناء سرديات اتحاد أخرى في مناطق يجمع بينها التاريخ والثقافة واللغة.

كما يشهد هذا المبنى الأوروبي على التوحش الإنساني، ونسيان البشر، الفردي والجَمعي، لما يميزهم ككائنات، ولشساعة عالمٍ يمكن أن يجمع الكل.

هذا المتحف مثال أيضا عن نموذج في تنظيم العلاقة بين الفرد والجماعة، بتقديمه تجربة خاصة بكل زائر تصب في نهاية المطاف في صالح العيش المشترك.

بسمّاعات تتحدث لغات متعددة، وتحكي وتفصل وتقدم المعلومات مسموعة ومقروءة، يبقى المكان هادئا، والتجربة خاصة إلى حد كبير، ولو أنها مشتركة بين مختلف الزوار، باختلاف اهتماماتهم، وتصب في بلورة وعي مشترك.

ولا يغفل مركز الزوار هذا أهمية الثقافة في بناء سردية مشتركة، فيستدعي كبار الأدب والفنون أمثلة عن غنى أوروبي مشترك، فمن هيغو إلى كافكا، مرورا بموتزارت وبيكاسو، وغيرهم.

كما يقف عند كبار القامات العلمية الأوروبية من قبيل ماري كوري وأينشتاين، وكبار سياسيي أوروبا وفقهائها القانونيين.

هذا المتحف فرصة أيضا للتعرف على التاريخ الأوروبي، والعالمي، المعاصر، ويتذكّر محطات فاصلة في تعدد محلي يصب في مشترك عام لم ينته التفاوض حوله بعد.

هذه الجولة، تجربة، درس، حكاية، وتذكير بارتباط الضعف بالفُرقة، بالتوحش الإنساني الممكن، بعبثية الحرب، وبالغنى الممكن في الاتحاد، الذي يحتاج المبادرة والسّير الجماعي، والذي بتطلب عدم نفي التميّز بل الاحتفاء به.