اخبار فلسطين

إسرائيل تنفي الموافقة على وقف إطلاق النار لتمكين فتح معبر رفح أمام دخول المساعدات وخروج الأجانب

نفت إسرائيل تقارير أفادت يوم الإثنين بأنها وافقت على وقف إطلاق النار في جنوب قطاع غزة للسماح بفتح معبر رفح، فيما يبدو أن الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين يقتربون من التوصل إلى اتفاق لفتح الحدود مع مصر للسماح بدخول المساعدات وخروج الأجانب من القطاع.

وجاء في بيان مقتضب صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “في الوقت الحالي لا يوجد وقف لإطلاق النار من أجل المساعدات الإنسانية في قطاع غزة ولا خروج الأجانب”.

وجاء البيان بعد أن ذكرت وكالة “رويترز” نقلا عن مسؤولين أمنيين مصريين أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا في اتفاق مع مصر والولايات المتحدة.

وأعلنت إسرائيل الحرب على حركة حماس بعد عبور عدد كبير من المسلحين من غزة الحدود في 7 أكتوبر، في مجزرة أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين.

وقال الجيش يوم الإثنين إنه أبلغ عائلات 199 شخصا تم اختطافهم ونقلهم إلى غزة. ومن بين الرهائن العديد من المدنيين من بينهم رضع وأطفال وشيوخ إلى جانب الجنود.

وبعد أن تعرضت للهجوم الأكثر دموية في تاريخها، أطلقت إسرائيل حملة قصف متواصلة على قطاع غزة تمهيدا لعملية برية متوقعة بهدف القضاء على حماس، وطلبت من أكثر من مليون فلسطيني ما يقرب من نصف سكان القطاع الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه.

شاحنة فلسطينية تقل أفراد عائلة وأمتعتهم تصل إلى مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة، 15 أكتوبر، 2023. (MOHAMMED ABED / AFP)

وعارض العديد من وزراء الليكود بشدة الاتفاق المزعوم الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

وقال وزير الطاقة يسرائيل كاتس إنه “يعارض بشدة فتح الحصار وإدخال البضائع إلى غزة لأسباب إنسانية”.

وقال: “التزامنا تجاه عائلات القتلى والمختطفين وليس تجاه قتلة حماس وأولئك الذين ساعدوهم”.

كما اعترض وزير الثقافة ميكي زوهار قائلا: “أولئك الذين يذبحون الأطفال ويغتصبون النساء ويختطفون الأطفال لا يستحقون أي رحمة”.

ولليوم الثالث على التوالي، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين عن فتح ممر آمن للناس للانتقال من شمال إلى جنوب القطاع بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الظهر، وقال إن أكثر من 600 ألف شخص قد أخلوا بالفعل من منطقة مدينة غزة.

وكرر الجيش تحذيره لسكان شمال غزة، قائلا: “كونوا على ثقة بأن قادة حماس قد اعتنوا بأنفسهم وبأفراد أسرهم”.

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية انتقامية في رفح، قطاع غزة، 14 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Hatem Ali)

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحاول إخلاء المدنيين قبل حملة كبيرة في شمال القطاع، حيث يوجد شبكات واسعة من الأنفاق وقاذفات الصواريخ.

ومع ذلك، حثت حماس الناس على البقاء في منازلهم، ونشر الجيش الإسرائيلي صورا قال إنها تظهر حاجز نصبته حماس لمنع حركة المرور باتجاه الجنوب.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش دانييل هجاري يوم الإثنين إن حركة حماس تواصل منع الفلسطينيين من الخروج من الجزء الشمالي من قطاع غزة، بعد أن حذر الجيش الإسرائيلي من أنه سيقصف المنطقة قريبا بكثافة.

“حماس تمنع سكان غزة من التنقل إلى جنوب القطاع. لقد أثبتت حماس قسوتها تجاه سكان إسرائيل، وهي تفعل ذلك الآن مع سكان مدينة غزة”.

ومع تضاؤل الإمدادات في القطاع، أعلنت إسرائيل يوم الأحد أنها استأنفت إمداد الجزء الجنوبي من القطاع بالمياه.

وقال كاتس: “اتفق رئيس الوزراء [بنيامين] نتنياهو والرئيس الأمريكي [جو] بايدن على قرار إعادة المياه إلى جنوب قطاع غزة، مما سيدفع السكان المدنيين إلى جنوب القطاع”.

فلسطينيون يصطفون للحصول على المياه في مخيم رفح للاجئين، في جنوب قطاع غزة، 15 أكتوبر، 2023. (MOHAMMED ABED / AFP)

وحشدت إسرائيل قواتها خارج غزة استعدادا لما وصفه الجيش بأنه هجوم بري وجوي وبحري يتضمن “عملية برية كبيرة”.

وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن 2670 فلسطينيا قتلوا وأصيب 9600 في القصف الانتقامي الإسرائيلي منذ اندلاع القتال.

ولم يتضح عدد القتلى الذين سقطوا جراء الصواريخ التي أطلقت من وسقطت في القطاع.

وقالت إسرائيل إنها وجد جثث 1500 مسلح فلسطيني في جنوب إسرائيل.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” الإخباري على شبكة “سي بي إس الأحد إن “القضاء على المتطرفين” ضروري، لكن أي تحرك من جانب إسرائيل لاحتلال غزة سيكون “خطأ كبيرا”.

مسؤول عسكري في مركز الطب الشرعي في مقر الحاخامية العسكرية بالرملة، يقف أمام رفات ضحايا مجزرة حماس الصادمة في 7 أكتوبر، في 13 أكتوبر، 2023. (Nati Shohat/Flash90)

وحذرت إيران الداعمة لحماس ومنظمة حزب الله اللبنانية، التي تدعمها طهران أيضا، من أن غزو غزة سيقابل برد.

وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط كرادع.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الأحد إنه “لا يمكن لأحد أن يضمن السيطرة على الوضع وعدم توسيع الصراعات” إذا أرسلت إسرائيل جنودها إلى غزة.

وتصاعدت كثافة النيران على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية في الأسبوع الماضي، مما دفع إسرائيل إلى إجلاء المدنيين من البلدات القريبة من حدودها الشمالية والجنوبية.

وقد نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين، على أقل تقدير، نتيجة للقتال، الذي يشمل إطلاق الصواريخ المستمر باتجاه جنوب ووسط إسرائيل.