فنون

أميرة سليم: قدمت تجربة موسيقية لم تحدث في مصر من قبل على مسرح متحف الحضارة

قدمت السوبرانو العالمية أميرة سليم، على مدار 120 دقيقة كاملة، وجبة فنية دسمة من كل مكان في العالم بحفل موسيقي كبير على مسرح المنطقة الخارجية للمتحف القومي للحضارة المصرية، والمطلة على بحيرة عين الحياة.

ويأتي ذلك بعد مرور عامين من مشاركتها في الاستقبال العالمي للمومياوات الملكية بهذا المتحف، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للموسيقي.

وكانت أميرة، حريصة على تقديم مجموعة من أغاني سيد درويش، التي مثلت لها مكانة خاصة، حيث قدمت له كل من “شد الحزام”، و”قوم يا مصري”، والتي تفاعل معها الحضور بشدة، وتفاعلت هي الأخرى مع هتافات الجمهور خلال تقديمها الأغاني لتشعل أجواء الحفل بالتصفيق الحار، فضلًا عن تقديمها “الحلوة دي”، والتي نالت إعجاب الجمهور الذي ردد معها كلمات الأغنية، حيث استغلت أميرة الفرصة ووجهت التحية لوالدتها عازفة البيانو مارسيل متى، التي كانت قد غنت معها الأغنية من قبل.

وقالت أميرة: “أعشق موسيقاه منذ بداية مشواري الفني، فهو بالنسبة لي مجدد الموسيقي، وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، ومن أكبر ملحنين مصر في بدايات القرن العشرين، كما أنه أبو المسرح الغنائي في مصر، أعتبره أكثر مؤلف موسيقي تمكن من أن يعبر بقوة عن الهوية المصرية في أغانيه وألحانه، وفي نفس الوقت يعبر عن الحداثة والروح المميز الذي ربما سبق عصره، ولذلك مازالت ألحانه تعيش بيننا حتى الآن”.

كما قدمت أغنية للراحلة أسمهان بعنوان “يا حبيبي تعالى”، مؤكدة أنها تحب روح أسمهان، مضيفة: “مهتمة بإعادة إحياء تراث مصر الثقافي، حيث إنّني حريصة على غناء كل أغاني سيد درويش في حفلاتي في أوروبا، وأريد أن أعيد تقديم أعمال أسمهان وفريد الأطرش، وسيد درويش، مثل أغنية يا زهرة في خيالي لفريد الأطرش، إذ إن الموسيقى لغة فنية وإنسانية”.

فيما قدمت “أنشودة إيزيس” التي قدمتها لأول قبل عامين في المتحف القومي للحضارة أثناء الاحتفال بموكب المومياوات، والتي تفاعل الجمهور معها، وطالبها بإعادة تقديمها مرة أخرى، لكنها لم تتمكن من تلبية طلب الجمهور نظرا لضيق الوقت.

وحرصت أميرة، على توجيه التحية للموسيقار هشام نزيه، المؤلف الموسيقى لهذه الأنشودة، وطلبت منه الوقوف في الحفل لتحية الحضور.

وتابعت: “لم أكن أتوقع أن يستمر تعلق الجمهور بالأنشودة حتى الآن، فهي جعلت الناس تهتم بالغناء الأوبرالي والحضارة المصرية القديمة، وأصبح لدى الكثير من الفضول تجاه لغتنا المصرية القديمة”.

واستطردت: “قدمت أيضا باللغة المصرية القديمة، وتعتبر أول أغنية رومانسية بعنوان Merut EK”.

وتعد الأنشودة من الأغاني التي قدمتها أميرة في شكل فيديو كليب، وهي عبارة عن ارتجال غنائي على مقطوعة للموسيقار باخ، من بردية شيستر بيتي.

كما حرصت أميرة على تقديم كل الأغنيات التي وضعتها في برنامج الحفل، وأبهرت الجمهور به في ليلة موسيقية من نوع مختلف، وسط أجواء من البهجة لتقدم مجموعة من الأغاني الإنجليزية والإيطالية والإسبانية ومنها أغنية فيلم “When You Wish Upon a Star” من فيلم بينوكيو التي قدمها كليف إداوردز عام 1940.

كما قدمت النسخة الفرنسية من أغنية “لا بداية ولا نهاية” أو”LES MOULINS DE MON COEUR” للمغني ميشيل ليجراند، والتي قدمها 1969، و”Ave Maria” للمؤلف الموسيقي كاتشيني من القرن السادس عشر، و”Padam” للنجمة الفرنسية آديث بياف، والتي قدمتها لأول مرة عام 1951، وأغنية “L’hymne à l’amour”، وهي واحدة من الأغاني الشهيرة لها التي قدمتها لحب عمرها لاعب البوكس الفرنسي مارسيل كاردان بعد رحيله أثر حادث عام 1949، وسجلتها عام 1950.

فيما قدمت للأيقونة في الستينيات من أصول فرنسية بلغارية “Sylvie Vartan”، أغنية La Maritza بموسيقي الروك الفرنسية، والتي قدمتها عام 1968.

ومن فرنسا للمكسيك مع المؤلف الموسيقي Agustin Lara، وأغنية Granada التي قدمها لأول مرة عام 1932، الأغنية تدور حول مدينة غرناطة الإسبانية وأصبحت أغنية مهمة في الذاكرة الموسيقية.

فيما قدمت لمغني الروك البريطاني Queen، أغنية The Show must go on، ولتي قدمها عام 1991، وختمت الحفل بأغنية لفريق الروك السويدي Europe، واسمها The Final Countdown، والتي تم إطلاقها عام 1986.

وقالت أميرة سليم عن الحفل: “كان مهم بالنسبة لي في يوم الموسيقي العالمي إني أهتم بالتنوع الموسيقي الخاص بكل الألوان المختلفة واللغات المختلفة لنرسل رسالة إلى العالم مرة أخري من متحف الحضارة لنقول ان الفن والموسيقى هي أصل وجوهر تاريخ مصر القديمة وأجدادنا العظماء، ومن خلال غنائي باللغة المصرية القديمة وتنوع أغاني التراث المصري مثل سيد درويش فنان الشعب، وأيضا من خلال الأغاني العالمية بشكل جديد مثل الأوبرا روك”.

وأضافت: “هي تجربة موسيقية لم تحدث في مصر من قبل وهو استخدام الصوت الأوبرالي في أغاني روك عالمية، كل هذا التنوع كان مهم في يوم الاحتفال بالموسيقي، وأيضا الاحتفال بذكرى افتتاح أحد اهم متاحف المنطقة وهو المتحف القومي للحضارة”.

وأكدت سليم: “كنت في قمة السعادة بمشاركة زملائي وأصدقائي الـ24 من الموسيقيين على المسرح في شكل موسيقي جديد بتوزيع به مزيج من الكلاسيكي والبوب، والمصري والشرقي والروك، فيعطي لكل مقطوعة حالة جديدة ومختلفة يعيشها المستمع، وأتمني تكرار هذه التجارب مرارًا، وأنا على ثقة أن الجمهور المصري متعطش لكل ما هو جديد ومختلف وحقيقي”.

الحفل حضره أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، وعدد الوزراء السابقين والشخصيات العامة، والمشاهير منهم الفنانة يسرا، والموسيقار هشام نزيه، وغيرهم من محبي الفن والموسيقى والتراث، وسفراء الدول الأجنبية بالقاهرة.