اخبار الكويت

السفيرة التركية لـالأنباء لن أنسى فترة عملي في الكويت وسأستمر بدعم العلاقات الثنائية كمتطوعة

  • تمكين المرأة ضرورة للتنمية المستدامة والنساء في تركيا والكويت بين الأكثر حرية بالمنطقة
  • مليارا دولار الاستثمارات الكويتية المباشرة بتركيا و801 مليون التبادل التجاري في 2021
  • لو لم أكن سفيرة لاخترت أي مهنة تخفف من معاناة الناس وترسم السعادة على وجوههم
  • السفيرة التركية الجديدة طوبا نور سونماز ستصل إلى الكويت أوائل شهر يوليو المقبل
  • 374  ألف سائح كويتي زاروا تركيا في 2019 و246 ألفاً قصدوها خلال العام الماضي
  • أطهو لعائلتي أصنافاً لذيذة من المطبخ التركي وخاصة ورق العنب بزيت الزيتون الذي يحبونه
  • تلقيت دروسا منتظمة في اللغة العربية وسأستمر في دراستها لأنها أصبحت من أكبر هواياتي

أجرى اللقاء: أسامة دياب

كشفت السفيرة التركية المنتهية مهام عملها لدى البلاد عائشة هلال كويتاك أنها ستغادر الكويت خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، معلنة ان السفيرة الجديدة طوبا نور سونماز ستصل أوائل يوليو القادم، موضحة أنها ستفتقد الكويت وثراء الحياة الاجتماعية فيها وديوانياتها المميزة، لافتة إلى أنها لن تنسى فترة عملها هنا وستستمر في دعم العلاقات الثنائية كسفيرة متطوعة. واستعرضت كويتاك في لقاء خاص مع «الأنباء» قبل مغادرتها لانتهاء مهام عملها في الكويت ابرز الإنجازات التي تحققت خلال فترة تمثيلها لبلادها على مدار 4 سنوات ونصف، مشددة على أن أمن واستقرار الكويت يعادل أمن واستقرار تركيا، مشيرة إلى الجهود التي بذلتها لتعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ولفتت إلى أن إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا بلغ ملياري دولار، في حين وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 801 مليون دولار في 2021.

وشددت على أن تمكين المرأة ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، لافتة إلى أن النساء في تركيا والكويت من بين الأكثر حرية والأكثر تحقيقا للنجاحات في المنطقة، فإلى التفاصيل:

في البداية، كيف تقيمين الفترة التي قضيتيها كسفيرة لبلادك في الكويت؟

٭ وصلت الكويت في نوفمبر 2017 وكانت محطتي الأولى كسفيرة، وفترة عملي على مدار 4 سنوات ونصف كانت مميزة جدا، بذلت فيها جهودا كبيرة لدعم وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين لم أشعر هنا يوما بالغربة، بل كنت أشعر أنني بين أهلي وأصدقائي، وسأتذكر هذه الفترة دوما بكل فخر وشوق ولن أنسى ابدا كل الدعم والمحبة التي غمرني بها الشعب الكويتي بمختلف أطيافه منذ اليوم الأول الذي توليت فيه مهام عملي وحتى آخر يوم.

ما أهم الإنجازات التي تحققت خلال تلك الفترة؟

٭ بالرغم من أني أمضيت نصف فترة عملي في الكويت ضمن مرحلة عصيبة واجهت مختلف دول العالم بلا استثناء بسبب تفشي جائحة كورونا، لكن لحسن الحظ تمكنت من المساهمة في تطوير العلاقات التركية ـ الكويتية بشكل موسع ودعم مختلف أوجه التعاون الثنائي.

وبعد أن ألغت تركيا التأشيرة للمواطنين الكويتيين، افتتحنا «مركز طلبات التأشيرة» في 2018 حتى يتمكن مواطنو الدول الأخرى من الحصول على التأشيرات بسرعة وبشكل مريح، وجعلت هذه الخطوة السفر إلى تركيا أسهل وأصبحت السياحة من أبرز المجالات في علاقاتنا الثنائية.

والكويت ترسل أكبر عدد من السائحين إلى تركيا مقارنة بعدد سكانها، ففي عام 2019 زار أكثر من 374 ألف سائح كويتي بلادنا وعلى الرغم من تفشي «كورونا» فقد زار أكثر من 246 ألف كويتي تركيا في 2021، ونأمل زيادة عدد السياح الكويتيين خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن هذا العام ومع تخفيف القيود سيحقق أعداد السائحين الكويتيين الذين يزورون تركيا رقما قياسيا.

كما أضفت خطواتنا التيسيرية تجاه السياحة بظلالها بشكل كبير على العلاقات التجارية والاستثمارية، واستمر حجم التبادل التجاري بين تركيا والكويت في الزيادة بشكل منتظم، حيث وصل 801 مليون دولار في عام 2021، وبلغت الاستثمارات المباشرة من الكويت إلى بلادنا 2 مليار دولار وقد تجاوز عدد الوحدات السكنية التي اشتراها الكويتيون في تركيا 12500 وحدة، وبلغ حجم الأعمال التي قامت بها شركات المقاولات التركية في الكويت 8.4 مليارات دولار.

نظرا لأننا نرى أمن واستقرار الكويت معادلا لأمن واستقرار تركيا، فقد بذلنا أيضا جهودا كبيرة في مجال التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ويمكنني القول بأنه تم اتخاذ خطوات مهمة في هذا المجال، وأولينا اهتماما خاصا لزيادة تعزيز التفاعل الثقافي بين الشعوب، ومن هذا المنطلق قمنا بتوسيع دورات اللغة التركية وتفعيل المنح الدراسية المخصصة لتركيا لتعليم اللغة العربية.

كان أحد أكبر أهدافي هو افتتاح «مركز يونس إمري الثقافي التركي» في الكويت من أجل تنفيذ مشاريعنا الثقافية بأفضل طريقة ممكنة وتمكنا من متابعة العملية الرسمية عن كثب ونقل الاتفاقية إلى مرحلة التوقيع، ونأمل أن نحقق قريبا حلمنا في إنشاء هذا المركز الثقافي.

ثراء الحياة الاجتماعية

ما الذي ستتذكرينه دائما عن الكويت والوقت الذي قضيتيه هنا؟

٭ سأتذكر دائما الصداقة والمحبة التي رأيتها في الكويت تجاه تركيا وأيضا لن أنسى أبدا مشاعر المودة تجاهي كسفيرة لجمهورية تركيا سأفتقد ثراء الحياة الاجتماعية الكويتية كما سأفتقد زيارات الديوانيات الكويتية المميزة.

العمل الديبلوماسي ليس بالعمل السهل وله أعباء كثيرة كيف تصفين حياتك كسفيرة؟

٭ بداية، تمثيل بلادي شرف لا يدانيه شرف وبالرغم من أعباء ومسؤوليات العمل الديبلوماسي إلا أن سفيرات تركيا في مختلف أنحاء العالم يقمن بأداء واجباتهن بنجاح حتى في أصعب الظروف ويساهمن بإيثار في تنفيذ سياسات الديبلوماسية التركية. وأشعر بالفخر والمسؤولية لكوني واحدة منهن.

على المرأة العاملة أن تقدم بعض التضحيات خاصة في حياتها الأسرية، ولذلك أود أن أشكر عائلتي على تشجيعهم ودعمهم الدائم لي، ومن ناحية أخرى أشعر بأنني محظوظة ومميزة لعملي في الكويت كسفيرة، حيث إن الدعم الذي تلقيته من السلطات الكويتية وأصدقائنا الكويتيين سهل من مهمتي كثيرا، أنا مدينة لهم بالشكر.

أصبحت لدينا العديد من السفيرات في الآونة الأخيرة، كيف تقيمين تعاونك معهن؟

عندما توليت منصبي في نوفمبر 2017، كان عدد السفيرات العاملات في الكويت قليلا نسبيا، وكامرأة سررت بازدياد عددهن خلال الفترة الماضية، إننا على اتصال وتعاون وثيق مع الزميلات في السلك الديبلوماسي ونلتقي بانتظام في مناسبات مختلفة ونتبادل الأفكار.

حب اللغة العربية

كيف قضيت وقتك في الكويت؟

٭ قضيت معظم وقتي بالعمل أثناء تواجدي في الكويت، وحاولت التعرف على البلاد واهلها عن قرب والتواصل مع الجميع. لهذا، لبيت الدعوات قدر الاستطاعة، وشاركت في الأحداث الاجتماعية والثقافية، وكلما سنحت لي الفرصة كنت أتفحص الثروات التاريخية والثقافية والسياحية للبلاد، ولم أكن أعرف اللغة العربية على الإطلاق تلقيت دروسا منتظمة والآن سأستمر في دراسة اللغة العربية التي أصبحت إحدى أكبر هواياتي فهي لغة ثرية جدا ورائعة، وعندما يعمل الإنسان في بلد يحبه ويحظى باهتمام صادق، فإنه لا يدرك كيف يمر الوقت، ولذلك مر الوقت بسرعة.

لو لم تكوني سفيرة فما المهنة التي كنت تودين ان تمارسيها؟

٭ لو لم أكن سفيرة، لكنت سأختار مهنة يكون فيها التواصل المباشر مع الناس مكثفا بحيث يمكنني تقديم حلول مبتكرة للمجتمع وإيجاد حلول للمشاكل، وبصفة عامة كنت سأمتهن أي مهنة من الممكن أن تخفف من معاناة الناس وترسم السعادة على وجوههم.

هل تحضرين الطعام بنفسك لعائلتك؟ وما أفضل طبق تحضرينه؟

٭ بسبب جدول عملي المزدحم، ليس لدي الكثير من الوقت للطهي، ولدى عائلتي ذوق عال في الطعام يكفي لإطلاق عليهم لقب «الذواقة» وأطهو لهم أصنافا لذيذة من المطبخ التركي وخاصة ورق العنب بزيت الزيتون الذي يحبونه وإن كان ذلك نادر الحدوث.

تمكين المرأة

كيف تقيمين وضع المرأة المسلمة بشكل عام والمرأة التركية والكويتية بصفة خاصة؟

٭ النساء يشكلن نصف سكان العالم، ولهن دور فاعل ورئيسي في التنمية وكذلك الحياة الاجتماعية والأسر، لذلك فإن تمكين المرأة ضرورة للتنمية المستدامة، وفي هذا السياق يجب أن نسعى جاهدين لإزالة العقبات التي تواجه المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية أو التجارية أو الأكاديمية، وأثناء القيام بذلك من الضروري أن نتذكر حضارتنا، أي من نحن.

ويسعدني القول إن النساء في تركيا والكويت من بين أكثر النساء حرية في منطقتنا، حيث تشارك نساؤنا في كل قطاع بالاقتصاد، ويلعبن دورا مهما في الحياة السياسية والإدارية، ويحققن النجاح في المجالات العلمية، وأعتقد أن الرجال الذين نتشارك معهم الحياة يجب أن يكونوا من الداعمين لنا.

هل ستعودين إلى الكويت كزائرة؟

٭ منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه، رأيت الكويت موطني الثاني، وأغادرها مع ذكريات جيدة أعتقد أنني سأزور الكويت كسائحة في المستقبل القريب نظرا للمسافة القريبة بين بلدينا وتواتر الرحلات الجوية، فإن النقل بين تركيا والكويت أصبح بالفعل سهلا ومريحا للغاية.

ما وجهتك القادمة ومتى ستصل السفيرة الجديدة؟

٭ أجندة مزدحمة تنتظرني في تركيا ولكن أولا أريد أن آخذ إجازة قصيرة وقضاء بعض الوقت خاصة مع أطفالي وعائلتي الكبيرة، وبعد ذلك ستستمر حياتي العملية النشطة والمزدحمة، سأستمر في العمل على المساهمة في العلاقات التركية- الكويتية كسفيرة متطوعة للكويت، ومن المتوقع أن أغادر الكويت في الأسبوع الأخير من شهر يونيو، وستصل السفيرة طوبا نور سونماز أوائل يوليو لتتسلم مهامها في الكويت.

382 شركة

أشارت السفيرة التركية إلى أن عدد الشركات العاملة برأسمال كويتي الآن قد ارتفع في تركيا إلى 382 شركة، مضيفة أن أكبر المؤسسات المالية والشركات العائلية في الكويت تمتلك استثمارات في تركيا وتعمل في قطاعات مختلفة من التمويل إلى الأطعمة والمشروبات ومن العقارات إلى مواد البناء.

أصدقاء لن أنساهم

قالت السفيرة التركية عائشة كويتاك انها كونت صداقات قيمة للغاية على مختلف الأصعدة في الكويت، متمنية أن تستمر هذه الصداقات رغم تواجدنا في دول مختلفة. وأضافت: ممتنة لأصدقائي على الاهتمام الوثيق الذي قدموه لي ولعائلتي خلال فترة عملي، وسأعود إلى تركيا تاركة قطعة من قلبي في الكويت وأدعو جميع أصدقائي إلى زيارة مدينتي اسطنبول.

مشاريع مهمة

أوضحت كويتاك ان من بين المشاريع المهمة التي تم البدء بها مؤخرا مبنى مطار الكويت الدولي الثاني ومبنى مواقف السيارات (أكبر مناقصة منحتها شركات المقاولات التركية في الخارج دفعة واحدة والمناقصة الأكثر شمولا التي منحتها الكويت خارج قطاع النفط) ومشروع البنية التحتية لمدينة المطلاع ومبنى مطار الكويت الدولي الرابع ومشروع ميناء القوارب التابع لشركة نفط الكويت ومشروع الطريق السريع والتقاطع بمدينة المطلاع ومستشفى الأمراض المعدية على سبيل المثال.

دور فاعل

أكدت كويتاك أن علاقات بلادها مع الكويت «نموذجية» وأنها أحد الفاعلين المهمين في استقرار المنطقة، لافتة الى ان بلادها والكويت تجمعهما رؤى متشابهة حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.