اخبار مصر

صديقة طالبة الشرقية الراحلة قبل والدها بساعتين: طلبت صحابها قبل ما تموت



«كان وشها بيضحك، وكانت رمز للتفاؤل والبهجة، كنا نشوفها أنا وأصحابي نبتسم، مقدرناش نشوفها غير دقيقة واحدة وهي على فراش الموت، متعودناش نشوفها ساكتة متتكلمش، وآخر مرة شفناها اتقهرنا من الحزن».. بهذه الكلمات بدأت فاطمة محمد حديثها لـ«الوطن»، عن صديقتها الشابة وابنة قريتها رقية عصام ناصف، التي رحلت متأثرة بمرض السرطان، ورحل والدها متأثرا بحزنه وقهره عليها، بعد إصابته بسكتة دماغية، وتم تشييع جنازتهما سويا في قرية الصنافين بمنيا القمح في الشرقية، وسط حزن الأهالي.

وقالت فاطمة محمد، ابنة قرية الصنافين بمركز منيا القمح بالشرقية، إنها أصغر من الراحلة فقيدة الشباب بعام واحد، لكنها كانت مقربة إلى قلبها، لافتة إلى أنهن مجموعة صديقات مكونة من 6 فتيات، وكانت تتميز الراحلة بخفة ظلها وبشاشة وجهها ونقاء روحها، معلقة: «كان وشها دايما مبتسم، كنت أشوفها أتفاءل، وكانت ماما تحبها لأدبها وكانت فرفوشة، متخيلتش إننا هنلبس الأسود علشانها أنا وأصحابي».. حسب قولها.

فاطمة: رقية كانت زي النسمة

وتابعت «فاطمة» أن رقية كانت مثل النسمة رشيقة الحركة خفيفة على قلب من يعرفها، لافتة إلى أنها لم تكن تعاني مرضا، وفوجئ أصدقاؤها بتدهور صحتها سريعا، موضحة أن آخر يوم التقت بها شكت من السخونة والإرهاق، فنصحها صديقاتها بالذهاب للطبيب للاطمئنان على صحتها.

طلبت صديقاتها قبل وفاتها

وأشارت صديقة الراحلة إلى أنها حزينة بسبب أن «رقية» طلبتها هي وصديقاتها لرؤيتهن، إلا أنهن انتظرن عودتها إلى بيتها، مؤكدة أنهن لم يكن يتوقعن موتها، لافتة إلى أنها تم حجزها في الرعاية المركزة بالمستشفى مدة شهرين ونصف.

وأضافت أن رقية ناصف مرضت بسرعة وتدهورت حالتها الصحية بشكل سريع، إذ أصيبت بسخونة، ولم تنخفض درجة حرارتها لمدة أسبوع رغم الأدوية، لافتة إلى أنها فوجئت بحجزها في المستشفى، لأنها مريضة سرطان بالدم، كما لم تتوقع موتها وأنها ستعود إلى منزلها واتفقت هي وصديقاتها على زيارتها، لكن القدر لم يمهلهن زيارتها في منزل أسرتها، وماتت قبل أن تراهن.

صمت وحزن في الوداع الأخير

وبكت فاطمة حزنا لأنها لم تجب رغبة صديقتها على الفور، وانتظرت شهرا كاملا وبعدما علمت بتدهور حالتها جمعت صديقاتها وذهبت للزيارة، إلا أنها عندما زارتها رفقة صديقاتها كانت الفتاة «رقية» في حالة حرجة لا تمكنها من الاستجابة لهن أو الحديث إليهن، معلقة: «كانت أول مرة تسكت ومتضحكش، شفناها دقيقة وعرفنا إنها مش هترجع بيتها وهتموت»، حسب قولها.

مشهد جنائزي مهيب بالصنافين

وشهدت قرية الصنافين بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية واقعة مؤلمة لكل من سمع بها، إذ مرضت الطالبة رقية عصام ناصف ابنة الـ17 عاما فجأة، وشخّص الأطباء مرضها بالسرطان، تدهورت حالتها سريعا ثم تم حجزها في غرفة الرعاية المركزة، لكنها لم تستجب للعلاج، وتوفيت متأثرة بمرضها، وفي الوقت نفسه أصيب والدها بسكتة دماغية حزنا عليها، ومات بعدها بساعتين، فيما تم تشييع جثمانهما في جنازة واحدة وسط حزن ودهشة أهالي القرية.