اخبار فلسطين

اشتباكات بين جنود وناشطي سلام إسرائيليين بعد أن منع الجيش وصول مسيرة تضامنية إلى حوارة

اشتبك جنود إسرائيليون مع المئات من ناشطي السلام الإسرائيليين الذين حاولوا دخول بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية في زيارة تضامنية في أعقاب الاعتداء الدامي الذي نفذه حشد من المستوطنين هناك في وقت سابق من الأسبوع.

وأظهرت لقطات من مكان الحادث الجنود وهم يشتبكون مع المتظاهرين وفي عدة حالات تم إلقاء قنابل صوتية.

في أحد مقاطع الفيديو، يمكن رؤية جنود يدفعون بشكل متكرر رئيس الكنيست الأسبق أفراهام بورغ حتى سقط على الأرض. وقال المنظمون إن عددا من النشطاء احتُجزوا لفترة وجيزة.

وقال عضو الكنيست غلعاد كاريف من حزب “العمل” إن العنف كان جزءا من جهود الحكومة لاستهداف اليسار.

وقال “هناك خط مباشر بين القنابل الصوتية التي ألقيت على المتظاهرين اليوم وتلك التي ألقيت في تل أبيب”، في إشارة إلى استخدام الشرطة للقوة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة يوم الأربعاء.

في وقت سابق منع الجيش حوالي 10 حافلات نقلت أشخاصا من حركتي “نقف معا” و”ننظر للاحتلال بعينه” من الوصول إلى حوارة. الناشطون حاولوا بعد ذلك التقدم سيرا على الأقدام من مفرق تبواح القريب إلى حوارة.

نزل الناشطون في وقت لاحق من سياراتهم وبدأوا في السير نحو البلدة، وكثير منهم حملوا لافتات كتب عليها “أوقفوا الإرهاب اليهودي” و “حياة الفلسطينيين مهمة”. ومع ذلك، منعهم الجيش مرة أخرى، وقال أنه اضطر إلى منع دخولهم ردا على السلوك غير المنضبط الذي اندلع في المكان. ووصف منظمو الاحتجاج في بيان الأمر العسكري بأنه شكل من أشكال “العقاب الجماعي لضحايا الاعتداء”.

יו”ר הכנסת לשעבר אברום בורג מותקף באלימות על ידי חיילים, רימונים מושלכים ברקע. מאות ישראלים הגיעו הבוקר לביקור סולידריות עם תושבי חווארה, הצבא חוסם את דרכם ומפזר באלימות. pic.twitter.com/hkDmGEWBNE

— ישראל פריי (@freyisrael1) March 3, 2023

جاءت الزيارة وسط موجة من الصدمة والرعب في إسرائيل وخارجها في أعقاب قيام مئات المستوطنين بالاعتداء على بلدة حوارة الفلسطينية والقرى المحيطة بها ليل السبت، وإضرام النار في عشرات المباني والمركبات، انتقاما لهجوم نفذه مسلح فلسطيني أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين خلال مرورهما بسيارتهما من البلدة.

وقام مستوطنون متطرفون بحرق منازل ومركبات وواجهات محلات تجارية واعتدوا على فلسطينيين، مما أسفر عن عشرات الإصابات ووفاة رجل فلسطيني في ظروف غامضة. وأشار جنرال إسرائيلي كبير في الضفة الغربية إلى اعتداء المستوطنين بوصفه “بوغروم”.

واشتكى ناشطو يسار من أنه في الوقت الذي مُنعت حافلاتهم من الدخول، واصل المستوطنون دخول البلدة بحرية يوم الجمعة. تم إغلاق المتاجر على الطريق الرئيسي في حوارة الذي شهد الجزء الأكبر من اعتداء المستوطنين في الأسبوع الأخير بسبب أمر عسكري يقول الجيش الإسرائيلي إنه مطلوب للحفاظ على الهدوء في المنطقة.

تم اعتقال أربعة متظاهرين حاولوا الالتفاف حول الحاجز الذي وضعه الجيش الإسرائيلي.

قوات الأمن الإسرائيلية تسد الطريق أمام نشطاء سلام فلسطينيين وإسرائيليين يتظاهرون عند مدخل حوارة في الضفة الغربية، 3 مارس، 2023. (JAAFAR ASHTIYEH / AFP)

وأدان عضو الكنيست السابق من حزب “ميرتس” موسي راز الوضع.

وكتب في تغريدة إن “إعلان الجيش منع الإسرائيليين من القيام بزيارة تضامنية في حوارة هو جوهر سياسة الاحتلال: يُسمح بدخول أولئك الذين ينفذون البوغروم، ونشطاء السلام ممنوعون. هذا ما يبدو عليه الاحتلال”.

חווארה עכשיו pic.twitter.com/jYCpwoWsXH

— יוסי חן (@WtQMOzgiM6EB40q) March 3, 2023

لطالما كانت حوارة بؤرة اشتعال، وهي واحدة من البلدات الفلسطينية الوحيدة التي يسافر الإسرائيليون عبرها بانتظام للوصول إلى المستوطنات في شمال الضفة الغربية. ووقعت عدة هجمات إطلاق النار على سائقي سيارات إسرائيليين على شارع 60 في حوارة.

هناك خطط لبناء طريق التفافي للمستوطنين لتجنب اضطرارهم للسفر عبر البلدة الفلسطينية، لكن أعمال البناء توقفت.

وفي يوم الجمعة أيضا، قام وفد من الدبلوماسيين الأوروبيين بجولة في بلدة حوارة وقرية مجاورة لتفقد الأضرار التي سببها هجوم المستوطنين.

ونقل موقع “واينت” الإخباري عن الوفد قوله “ينبغي تقديم مرتكبي الجرائم ضد الفلسطينيين للعدالة وإنهاء عنف المستوطنين”.

رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة سفين كون فون بورغسدورف (يسار) يصافح رجل فلسطيني أثناء زيارته لبلدة حوارة في الضفة الغربية، 3 مارس، 2023. (Jaafar Ashtiyeh / AFP)

يوم الخميس، أمرت محكمة في القدس الشرطة بالإفراج عن جميع المشتبه بهم المحتجزين بسبب أعمال الشغب، لكن وزارة الدفاع صادقت على أمر اعتقال إداري لاثنين منهم، بما في ذلك قاصر.

بحسب منظمة “حونينو” التي تمثل المشتبه بهم، أمرت محكمة الصلح في القدس الشرطة بإطلاق سراح المشتبه بهم السبعة جميعهم الذي تم احتجازهم بعد اعتقالهم يوم الأربعاء، بسبب عدم وجود أدلة على تورطهم في الهجوم.

بعد وقت قصير من أمر المحكمة بالإفراج عنهم، وقّع وزير الدفاع يوآف غالانت أمري اعتقال إداري ضد اثنين من المشتبه بهم بناء على توصيات جهاز الأمن العام “الشاباك”.

الاعتقال الإداري هو ممارسة مثيرة للجدل حيث يمكن احتجاز الأفراد عمليا دون تهمة إلى أجل غير مسمى، وعدم السماح لهم بالاطلاع على الأدلة ضدهم.

سيارات محترقة ومبنى محترق في بلدة حوارة بالقرب من نابلس بالضفة الغربية، 27 فبراير 2023 (RONALDO SCHEMIDT / AFP)

بينما نادرا ما يتم استخدامه ضد المشتبه بهم اليهود، يتم حاليا احتجاز ما يقرب من 1000 فلسطيني بموجب هذا الإجراء.

الأمران الصادران ضد المشتبه بهما، دافيد حاي حصادي البالغ من العمر 29 عاما، وقاصر يبلغ من العمر 17 عاما، سارية حاليا لمدة أربعة أشهر، حتى 1 يوليو.