اخر الاخبار

إضراب مرتقب لحراس أمن في مطار هيثرو لشهرين

روسيا تحظى بميزة جراء تدمير كاخوفكا… وتوقعات بعرقلة الهجوم الأوكراني المضاد

بعد مرور يومين على وقوع أسوأ كارثة بيئية منذ انفجار مفاعل تشرنوبيل النووي خلال العهد السوفياتي، اتجهت الجهود الروسية والأوكرانية لمواجهة التداعيات الكارثية لانهيار سد كاخوفكا مع تواصل تبادل الاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن الحادث.

عمليات الإغاثة تتواصل في خيرسون (أ.ف.ب)

وفي غمار انخراط الأجهزة المختصة في البلدين بإحصاء الخسائر المتوقعة، جاء الإعلان الروسي عن تدمير القوات الأوكرانية خطاً رئيسياً لإمدادات الأمونيا ليؤكد نقل الصراع الجاري إلى المنشآت الاستراتيجية التي ظلت لسنوات طويلة أهم تركة حصلت عليها روسيا وأوكرانيا بعد انهيار الدولة السوفياتية.

في غضون ذلك، برزت توقعات لدى مسؤولين في المناطق الانفصالية الموالية لموسكو بأن انهيار سد كاخوفكا سوف يعرقل الهجوم الأوكراني المضاد الذي تم التحضير له لأشهر طويلة. وقال فلاديمير سالدو، المسؤول الموالي لموسكو في منطقة خيرسون، إن روسيا «حظيت بميزة عسكرية جراء تدمير سد كاخوفكا، (…) ومن وجهة نظر عسكرية، أصبح وضع العمل التكتيكي لصالح القوات المسلحة للاتحاد الروسي».

وأضاف أنه بسبب الفيضانات المدمرة، التي نجمت عن تفجير السد، لن تتمكن أوكرانيا من شن الهجوم المضاد. وأكد: «لا يمكنهم القيام بأي شيء، بالنسبة إلى قواتنا، على الجانب الآخر، انفتحت نافذة… سوف نرى مَن سوف يحاول العبور وكيف» في إشارة إلى نهر دنيبرو، الذي ارتفع منسوبه عن حجمه الحقيقي.

على الرغم من تدمير المحطة في اليوم السابق، فإن موسكو اتهمت القوات الأوكرانية بأنها لم تتوقف عن قصف قرى خيرسون، بما في ذلك القرى المنكوبة بسبب الفيضانات. حيث قامت القوات المسلحة الأوكرانية بإطلاق نحو 60 قذيفة على تلك المنطقة.

في غضون ذلك، حذر مسؤولون انفصاليون من تداعيات الكارثة البيئية غير المسبوقة، ورجح رئيس حركة «نحن مع روسيا» في زابوريجيا فلاديمير روغوف أن انخفاض منسوب خزان مياه كاخوفكا، واختفاءه في غضون يومين أو ثلاثة، يهدد بظهور مجرى جديد لنهر الدنيبر، سيكون بعيداً عن مدينة إنرغودار، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تعتمد على النهر في تبريد المفاعلات النووية.

رغم ذلك، قال رينات كارتشا، مستشار المدير العام لشركة «روس إنيرغ أتوم» المسؤولة حالياً عن تشغيل محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، إن موظفي المحطة يضمنون بشكل كامل التشغيل الآمن لها، وأشار إلى أن روسيا سوف تقوم بالتدابير اللازمة لضمان أمن تشغيل المحطة.

ومن بين التداعيات، أعلنت موسكو أنه تم جرف إحدى المقابر بسبب الفيضانات، ما يهدد بانتقال سريع لأمراض معدية، وصرح رئيس منطقة نوفايا كاخوفكا فلاديمير ليونتيف، بأنه تم تحليل مياه جميع الآبار الارتوازية. و«حتى الآن لا يزال التحليل الكيماوي للمياه في المدينة متوافقاً مع المعايير المسموحة». وزاد أن الفيضانات شملت أيضاً مقبرة للماشية وحفرة حرارية يتم فيها تطهير الحيوانات النافقة، وهو ما يهدد بانتشار الأوبئة في المنطقة. وكانت سلطات بلدة نوفايا كاخوفكا أعلنت عن نفوق آلاف الحيوانات في حديقة الحيوان الرئيسية في المدينة، بعد أن غمرت المياه الحديقة.

شوارع خيرسون غمرتها المياه (أ.ب)

في الوقت ذاته، حذرت وزارة الصحة الأوكرانية من صيد واستهلاك الأسماك في منطقة دنيبروبتروفسك، نظراً لانتشار أوبئة الأسماك، ما يهدد السكان بالتسمم.

وفي منطقة خيرسون، بعد تدمير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية، بدأ نظام طوارئ إقليمي في العمل، حسبما قال رئيس الحكومة المحلية أندريه ألكسينكو. وزاد المسؤول: «أعلنا حالة الطوارئ على المستوى الإقليمي في المنطقة».

وأكد أن السلطات تواجه حالياً مهمة تزويد السكان بمياه الشرب. و«بدأت وزارة الطوارئ وحزب «روسيا الموحدة» بالفعل في استيراد عبوات. بالإضافة إلى ذلك، بدأ تركيب براميل المياه النظيفة عند تقاطعات البلدات».

قوارب أوكرانية تقوم بعملية إجلاء السكان من بعض المناطق في خيرسون (رويترز)

في غضون ذلك، جاء إعلان وزارة الدفاع الروسية عن تفجير خط إمدادات الأمونيا قرب خاركيف ليؤكد انتقال المعارك بين الطرفين الروسي والأوكراني لاستهداف منشآت استراتيجية شديدة الأهمية والخطورة بالنسبة إلى البلدين. وقالت الوزارة في بيان إن «مخرّبين أوكرانيين فجروا الاثنين خط أنابيب توجلياتي – أوديسا للأمونيا في منطقة خاركيف». وأشارت وزارة الدفاع إلى «سقوط ضحايا بين المدنيين، وتم تزويدهم بالمساعدة الطبية. في حين لم يصب أي من العسكريين الروس». وأضافت الوزارة أنه «في الوقت الحالي، يتم تجفيف بقايا الأمونيا من الأراضي الأوكرانية عبر الأجزاء المتضررة من خط الأنابيب».

تم بناء خط الأنابيب في أواخر سبعينات القرن الماضي، وتم تشغيل المرحلة الأولى في 1979. ويتم ضخ نحو 2.5 مليون طن من المواد الخام من خلاله سنوياً، لكن تم إيقاف الإمدادات عبره منذ اندلاع الأعمال القتالية في أوكرانيا، ويعد مطلب إعادة فتح خط أنابيب الأمونيا أحد شروط روسيا كجزء من تنفيذ صفقة الحبوب.

ميدانياً، أكدت موسكو أن الهجوم الأوكراني المضاد متواصل رغم التطورات المحيطة به، وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن «النظام الأوكراني واصل خلال الأيام الثلاثة الماضية شن الهجوم الذي طالما وعد به على سبعة اتجاهات من الجبهة باستخدام 5 ألوية».

وزاد الوزير أن «محاولات الهجوم تم إحباطها، ويتم إيقاف العدو، فيما أظهر الجنود والضباط الروس الشجاعة والبطولة في المعارك». وتابع: «أكرر أن العدو لم يحقق أهدافه، وتكبد خسائر كبيرة لا تضاهى».

ووفقاً لشويغو، فقد بلغت خسائر أوكرانيا خلال الأيام الثلاثة الماضية على جميع محاور القتال 3715 جندياً، و52 دبابة من بينها 8 دبابات «ليوبارد» و3 دبابات ذات العجلات و207 مدرعات، و5 طائرات، ومروحيتين، و48 قطعة مدفعية ميدانية، و134 مركبة، و53 طائرة مسيرة. كذلك أعلن وزير الدفاع الروسي عن مقتل 71 جندياً روسيا، وإصابة 210 أثناء تلك العمليات.

اضطر السكان في جنوب خيرسون إلى النوم على أسطح المنازل التي غمرتها المياه (أ.ب)

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن القوات الروسية صدت محاولة الجيش الأوكراني للتقدم على محور أرتيوموفسك (باخموت)، مكبدة العدو خسائر جسيمة في الأفراد والمعدات.

وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: «قامت القوات المسلحة الأوكرانية، بعد أن فشلت في تحقيق أهداف الهجوم وتكبدت خسائر كبيرة على محور جنوب دونيتسك، بمحاولات لاختراق دفاعات قواتنا على محور دونيتسك قرب مدينة أرتيوموفسك».

وأضاف التقرير أن مجموعة القوات «جنوب» نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في صد 8 محاولات هجوم نفذتها فصائل هجومية أوكرانية باتجاه الضواحي الغربية لمدينة أرتيوموفسك وعدد من القرى في المنطقة، مؤكداً أن «العدو لم يحقق هدف الهجوم، ومُنع من التوغل في دفاعاتنا».

وحسب التقرير، فقد تم خلال هذه المعارك قتل ما يصل إلى 415 جندياً أوكرانياً وتدمير دبابتين و9 مدرعات و6 مركبات ومدفع ذاتي الحركة «غفوزديكا» ومدفع هاوتزر «مستا – بي».

في الوقت ذاته، بدا أن الهجمات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية اتخذت بُعداً أشمل خلال اليوم الأخير، وأفاد حاكم مقاطعة بيلغورود الحدودية بأن القوات الأوكرانية قصفت مناطق متفرقة في المقاطعة أكثر من 500 مرة خلال اليوم الماضي، وأن 460 قذيفة أطلقت على منطقة شيبيكينو وحدها.

وكتب غلادكوف عبر «تلغرام»، الأربعاء: «أطلقت 460 قطعة من القذائف المختلفة على شيبيكينو، وتم تسجيل إلقاء 26 عبوة ناسفة من طائرات من دون طيار، دون أن يتسبب ذلك في وقوع إصابات».

وأضاف أن الغارات الأوكرانية استهدفت مناطق سكنية بشكل أساسي في شيبيكينو، ما أدى إلى إلحاق أضرار بأحد المرافق الزراعية، بالإضافة إلى تضرر منازل وسيارات في عدد من قرى المنطقة.

وذكر أن قرية جورافليفكا تعرضت لقصف مدفعي بـ33 قذيفة، كما استهدفت مرتين بدرونات انتحارية.

وتعرض عدد من القرى في مناطق أخرى لقصف بالهاون، بينما أصيب أنبوب للغاز في إحدى القرى جراء القصف، ما أدى إلى قطع الغاز عن بعض المنازل. وأشار غلادكوف إلى أن الدفاعات الجوية تصدت لهدفين في سماء مدينة بيلغورود خلال يوم. وكثفت القوات الأوكرانية في الفترة الأخيرة غاراتها المدفعية والصاروخية ضد المناطق الحدودية في بيلغورود، فيما قامت مجموعات مسلحة بمحاولات اقتحام عدد من المناطق.