اخبار فلسطين

الجيش الإسرائيلي: الفصائل الفلسطينية أطلقت 104 صواريخ باتجاه إسرائيل في التصعيد الذي استمر يوما

قال الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء إن الناشطين الفلسطينيين أطلقوا 104 صواريخ من قطاع غزة خلال تصعيد في العنف استمر ليوم واحد جاء في أعقاب وفاة عضو بارز في حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية خلال إضراب عن الطعام في سجن إسرائيلي.

متحدثا للصحافيين، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئيل هغاري إن الهجمات الصاروخية تضمنت إطلاق صواريخ وقذائف هاون وصواريخ تُطلق من على الكتف تجاه إسرائيل.

واعترضت منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية” 24 صاروخا، وهو ما يمثل 90٪ من معدل اعتراض الصواريخ المتجهة إلى مناطق مأهولة بالسكان. وسقط 48 صاروخا آخر في مناطق مفتوحة في جنوب إسرائيل، و 14 صاروخا في غزة، وسقط  11 في البحر، وسبعة صواريخ أخرى سقطت في مواقع غير معروفة.

وقال هغاري إن الجيش الإسرائيلي يحقق في الظروف التي أدت إلى سقوط صاروخين على الأقل في مناطق مأهولة، بما في ذلك في موقع بناء في مدينة سديروت بجنوب البلاد، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أجانب، أحدهم بجروح متوسطة وآخريْن بجروح طفيفة.

إلا أن الشرطة قالت إن عناصرها تعاملوا مع خمسة مواقع سقوط صواريخ على الأقل في المناطق الحضرية، سقط بعضها بالقرب من منازل، وهو ما لم يشمله الجيش الإسرائيلي في حصيلته.

وقال هغاري “لدينا ما نتعلمه بشأن [الصاروخ] الذي أصاب موقع البناء”. في العام الماضي، تباهى الجيش بأن نسبة اعتراض الصواريخ في القبة الحديدية بلغت 97٪.

وضرب الجيش الإسرائيلي 16 هدفا منفصلا تابعا لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة ليلا، وفقا لهغاري.

انفجار في غزة، 2 مايو، 2023. (Mohammed Abed / AFP)

وشملت الأهداف معسكر تدريب تابع لحماس؛ وقاعدة أخرى تضم موقعا لإنتاج الأسلحة ومصنعا لإنتاج الأسمنت وموقعا للتدريب؛ وموقع لقوات الكوماندوز البحرية التابعة للحركة؛ ونفق تستخدمه حماس في جنوب غزة.

وقال هغاري “ضربنا جميع الأهداف التي أردنا ضربها”.

وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن رجلا يبلغ من العمر 58 عاما يدعى هاشل مبارك قُتل، وأصيب خمسة مدنيين آخرين جراء الضربات الإسرائيلية بالقرب من مدينة غزة.

ولقد وافقت إسرائيل والفصائل الفلسطينية على وقف لإطلاق النار بوساطة مسؤولين من مصر وقطر والأمم المتحدة، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، بحسب ما أفادت قناة “الجزيرة” ووكالة الأنباء “رويترز” نقلا عن مصادر فلسطينية.

اتفق الطرفان على الهدنة التي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة فجرا، بحسبت التقارير.

لكن في الساعة 5:36 صباحا، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صاروخين على الأقل باتجاه بلدة نير عام بجنوب إسرائيل، لتكون لها الكلمة الأخيرة، دون وقوع أضرار. وأكد متحدث باسم الحركة في وقت لاحق وقف إطلاق النار في بيان.

“القبة الحديدية” تطلق صواريخ اعتراض خلال اطلاق صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل كما تظهر من سديروت، 2 مايو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بعد تقييم للوضع، تقرر أن بإمكان سكان البلدات المتاخمة للقطاع العودة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية.

ومع ذلك، حذر هغاري من أن الوضع معرض للانفجار في أي لحظة.

وقال “نحن في تقييم مستمر للوضع. أعدنا الوضع إلى طبيعته على الجبهة الداخلية عندما رأينا ذلك ممكنا… كل شيء مفتوح وكل شيء على الطاولة”.

تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد حوالي 24 ساعة من إعلان مصلحة السجون الإسرائيلية وفاة خضر عدنان، العضو في حركة الجهاد الإسلامي، بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوما.

وكان عدنان قد اعتُقل بتهم أمنية وكان رهن الاعتقال في انتظار محاكمته.

فلسطينيون يستقبلون خضر عدنان (وسط)، بعد إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي، في قرية عرابة بالضفة الغربية بالقرب من جنين، 12 يوليو 2015 (AP Photo / Majdi Mohammed، File)

بعد وقت قصير من الإعلان عن وفاة عدنان، تم إطلاق أربعة صواريخ من غزة، دون التسبب بوقوع إصابات. ردا على إطلاق الصواريخ، قصفت دبابات الجيش الإسرائيلي نقطة مراقبة تابعة لحركة حماس بالقرب من الحدود.

وأعلنت ما تُسمى بـ”غرفة العمليات المشتركة” للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية. في بيان، أعلنت المجموعة، التي تضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، أن الهجمات جاءت ردا على وفاة عدنان.

واستعدت إسرائيل لتصعيد محتمل بعد وفاة عدنان. وقال هغاري إن مصلحة السجون أبلغت الجيش الإسرائيلي بوضع عدنان بعيد الساعة الثالثة فجرا.

وقال “عملنا بالتنسيق وبشكل منظم مع مصلحة السجون وكل المعلومات كانت واضحة”.

الاحتجاز الأخير لعدنان كان العاشر في السجون الإسرائيلية. وقال مسؤولون إسرائيليون إنه بالاجمال تم اعتقاله 13 مرة.

اتُهم عدنان منذ فترة طويلة بأنه متحدث باسم الجهاد الإسلامي، واعتُقل عدة مرات في السنوات الأخيرة وقضى عدة أحكام بالسجن تتعلق بأنشطته مع الحركة.

الموقع الذي أصاب فيه صاروخ أطلق من غزة موقع بناء في مدينة سديروت الجنوبية، 2 مايو، 2023. (Yonatan Sindel / FLASH90)

في غضون ذلك، تعرضت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانتقادات في أعقاب التقارير عن الهدنة.

وقال رئيس بلدية سديروت، ألون دافيدي، لإذاعة 103FM: “أنا في حالة حرج ولا أفهم حكومتي التي تتبنى سياسة منح الحصانة للإرهابيين وتدفن رأسها في الرمل. نتنياهو يرتكب خطأ فادحا”.

تعرضت الحكومة لضغوط شديد للرد بقوة على رشقات الصواريخ، حيث جاء جزء كبير من الضغط من داخل إئتلاف نتنياهو نفسه. ولقد تراجعت نسبة الدعم لكتلة اليمين منذ عودتها إلى السلطة قبل أربعة أشهر، بعد أن وعدت باستعادة الأمن، لكنها قوبلت بسلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية وتوترات أمنية على جبهات أخرى. كما أظهرت استطلاعات الرأي أن جهود الإئتلاف لإصلاح النظام القضائي لا تحظى بشعبية على نطاق واسع، وأثارت احتجاجات حاشدة ومستمرة في جميع أنحاء البلاد.

خاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل مرارا وتكرارا معارك كر وفر قصيرة عبر الحدود في السنوات الأخيرة، دون أن يحدث ذلك تغييرات كبيرة على الأرض. واختلفت المعارك بين الطرفين في مدتها وشدتها، وكان آخرها الشهر الماضي.