اخبار المغرب

المخرج المصري خيري بشارة يُقَدس المرأة ويبحث عن الجمال في الزمن الرديء

قال المخرج السنيمائي المصري خيري بشارة: “لست من النوع الذي يعيش في أوهام الذات المتضخمة أو يمجد الماضي فقط بما حمله من أعمال سابقة؛ بل أرى أن لكل زمن سحرا خاصا، وحتى هذا الزمن الذي يبدو رديئا بحدثيْه المتمثليْن في جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فأنا أبحث فيه عن الجمال”.

وأضاف بشارة، خلال مشاركته في برنامج “FBM مواجهة بلال مرميد”، الذي تبثه “ميدي1 تيفي”، أن “السينما ظاهرة شعبية، وشخصيا أكون حزينا إذا لم يحقق فيلمي إقبالا من طرف الجمهور الذي أعتبره أساسيا، كما أكون في غاية السعادة حين يقبل الجمهور على أعمالي”.

وأكد خيري بشارة، رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل في مهرجان الفيلم العربي للدار البيضاء، أنه يرى دائما أن المستقبل الذي يجهله سيأتيه بأمور مفرحة، مضيفا أنه يعيش في الحياة كما كأنها أفلام، ويعيش في أفلامه كأنها حياة، وهذا ما يمنحنه الشغف ويدفعه إلى مواصلة الاشتغال.

وقال ضيف بلال مرميد: “بدون معرفة الناس والأماكن والوصول إلى المناطق البعيدة عن السكن والمدينة، وبدون الذهاب إلى أقصى القرى والمدن لتعرف كيف يعيش الناس هناك…، لا يمكن أن تصير مخرجا ناجحا؛ لأن الملاحظات المأخوذة من الواقع هي التي تساعد المخرج على التخيل في إنجاز عمل ما”.

وعن أهم فترة من مساره الفني، أفاد خيري بشارة: “درست السينما في 1963 وتخرّجت في 1967، وواكبت الموجة الجديدة الفرنسية التي بدأت تقريبا في 1959، والسينما المستقلة البريطانية، والسينما الواقعية الإيطالية، والسينما التشيكية الجديدة، وسينما أمريكا اللاتينية. لذلك، يمكن القول إنني عشت في فترة الستينيات التي تعتبر ‘العصر الذهبي’ بامتياز”.

وعن علاقته بالمواضيع والأفلام التي تهم المرأة، كشف المخرج السنيمائي المصري بأنه “من الناحية العاطفية، أقدر المرأة وأحترمها وأحبها بمستوى كبير وبعيد عن الشعارات، وأقدّس المرأة بشكل مخيف؛ لأنني أرى فيها أمي وحبيبتي وابنتي وحفيدتي وأختي…”.

وبخصوص الجانب المادي، قال ضيف بلال مرميد: “في كل الأفلام السينمائية التي اشتغلت عليها لم تكن لديّ مدّخرات، ولم أكن أعرف كيف أعيش جيدا من الناحية الاقتصادية، فقد كنت أقترض من أصدقائي باستمرار لكي أنجز عملا ما، وحين أسدد ديوني بعائدات تلك الأفلام قبل أن أقترض من جديد، لكن حين قمت بإخراج المسلسلات أصبحت أتوفر على مدخرات وبطاقة بنكية”.
وأضاف خيري بشارة، في السياق ذاته، أنه بعد كل هذا التاريخ الفني يؤكد أنه ليس غنيا، ورصيده لا يتجاوز مليون جنيه مصري، ولديه علاقة سيئة مع المال؛ لأنه لا يدّخره ولا يقتصد فيه، بل يعيش كما يحب أن يعيش، عكس علاقته الجيدة جدا مع الإبداع.

وفي رده على سؤال حول التكريمات التي تحتفي بمساره الفني، قال خيري بشارة: “لا أحب التكريمات لأنها عادة تُمنح لمن أحيلوا على التقاعد؛ لكن التكريمات التي أحظى بها في المغرب أعتبرها تشجيعا وعربون محبة ودعوة إلى مواصلة المشوار”.