اخبار فلسطين

مسؤولون أمريكيون وإقليميون: الاحتلال ليس لديه خطة واضحة للقادم

رام الله قدس الإخبارية: منذ 7 أكتوبر\تشرين الأول، والاحتلال الإسرائيلي بالقضاء على حركة حماس، من خلال عدوان متواصل على قطاع غزة، استهدف الأحياء والمباني السكنية والمستشفيات، لكن لا يبدو أنّ لدى الاحتلال تصورًا لمعضلة النهاية. 

أطلق الاحتلال على عمليته اسم “السيوف الحديدية”، واستدعى عدداً قياسياً من قوات الاحتياط بلغ 360 ألف فرد، ولم يتوقف قصفها للقطاع الصغير منذ “طوفان الأقصى”، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال ثلاثة مسؤولين إقليميين مطلعين، لـ “رويترز” على المناقشات بين الولايات المتحدة وزعماء الشرق الأوسط إنّ الاستراتيجية الإسرائيلية الفورية هي تدمير البنية التحتية في غزة، حتى لو ارتقى عدد كبير من الضحايا المدنيين، إلى جانب دفْع سكان القطاع نحو الحدود المصرية، وملاحقة “حماس” بتفجير شبكة الأنفاق مترامية الأطراف تحت الأرض، والتي بنتها الجماعة لتنفيذ عملياتها. 

ومع ذلك، قال مسؤولون لدى الاحتلال إنه ليس لديهم تصور واضح لما قد يكون عليه الوضع في المستقبل بعد الحرب.

وقال مصدر مطلع في واشنطن إنّ بعض مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن يشعرون بالقلق من أنّ “إسرائيل”، رغم أنها قد تبرع في وضع خطة فعّالة لإلحاق ضرر دائم بـ”حماس”، فإنها لم تضع بعد استراتيجية للخروج.

وأضاف المصدر أنّ الرحلات التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى “إسرائيل”، شددت على الحاجة للتركيز على خطة ما بعد الحرب في غزة.

وقال مصدر أمني إقليمي: “إسرائيل ليس لديها نهاية للعبة في غزة، استراتيجيتهم هي إسقاط آلاف القنابل وتدمير كل شيء والدخول. ولكن ماذا بعد؟ ليس لديهم استراتيجية خروج لليوم التالي”.

ولم يبدأ اجتياح إسرائيلي بعد، لكن سلطات غزة تقول إنّ 3500 فلسطيني استشهدوا بالفعل جراء القصف الجوي، ثلثهم تقريباً من الأطفال، وهو عدد أكبر من شهداء أي عدوان إسرائيلي سابق على غزة.

وأبلغ بايدن الاحتلال خلال زيارته لهم، يوم الأربعاء، بأنه يجب القصاص من “حماس”، لكنه حذر من تكرار أخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إنّ زيارة بايدن كانت فرصة سانحة بالنسبة له للضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للتفكير في قضايا مثل الاستخدام المتناسب للقوة، والخطط طويلة المدى لغزة قبل شن أي غزو.

ويقول مسؤولون في الاحتلال، بينهم نتنياهو، إنهم سيقضون على “حماس”، رداً على هجومها، لكن ما سيأتي بعد ذلك هو أمر أقل وضوحاً.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، للصحافيين، يوم الثلاثاء: “نحن بالطبع نفكر ونتدبر في هذا الأمر، بما يتضمن تقييمات ويشمل (مشاركة) مجلس الأمن القومي والجيش وآخرين بشأن الوضع النهائي… لا نعرف على وجه اليقين كيف سيكون”.

واستدرك “لكن ما نعرفه هو ما الذي لن يكون”، في إشارة إلى هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على “حماس”. لكن الكلام شيء والأفعال شيء آخر.

وقال المصدر الإقليمي الأول، في استدعاء لذكريات حرب العصابات الشيوعية التي واجهتها القوات الأميركية في فيتنام: “إنها مدينة أنفاق تحت الأرض تجعل أنفاق الفيتكونغ (في فيتنام) تبدو كلعبة أطفال… لن يقضوا على حماس بالدبابات وقوة النيران”.

لكن المصدر الأميركي قال إنّ التفاؤل في واشنطن أقل تجاه قدرة “إسرائيل” على القضاء تماماً على الحركة، وإنّ المسؤولين الأميركيين يرون احتمالاً ضئيلاً لرغبة إسرائيل في التمسّك بأي أراض في غزة أو إعادة احتلالها.

وقال خبيران عسكريان إقليميان لـ”رويترز” إنّ كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تحشد القوات للتصدي للاجتياح وتزرع الألغام المضادة للدبابات وتنصب أكمنة للقوات.

وذكر المصدر أنّ السيناريو المرجّح سيكون أنّ القوات الإسرائيلية ستقتل عددًا من المقاومين أو تأسرهم، وستفجر أنفاقاً وورشاً لتصنيع الصواريخ، ثم، بعد تزايد القتلى والجرحى الإسرائيليين، ستبحث عن سبيل لإعلان النصر والخروج.