اخبار المغرب

الانفصالية “تشي سيدي” تناقض ادعاءات حقوق الإنسان وتحن إلى حكم فرانكو

اعترفت تشي سيدي، المنتمية إلى تنظيم “البوليساريو” وتحالف “سومر” اليساري، بأن لا ممثل كان للجبهة الانفصالية بإسبانيا منذ عهد الدكتاتور فرانكو، معتبرة أن دخولها إلى مجلس النواب الإسباني سينهي غياب هذا التمثيل.

واستغلت تشي سيدي حفلا أقيم بالكونغرس الإسباني للترويج لترشيحها من قبل يولاندا دياز، زعيمة تحالف “سومر” اليساري، إذ قالت في حوار أجرته مع صحيفة “إل إنديبديينتي” الإسبانية إن “انضمامي إلى هذا التحالف كان بسبب دعمه لأطروحة الانفصال”.

وحول موقف حكومة سانشيز من قضية الصحراء المغربية، اعتبرت سيدي أن “المنتمين إلى الجبهة الانفصالية يشعرون بالإحباط تجاه هذا القرار”، مضيفة أن “تغيير هذا الموقف يكون بحصولي على الثقة لدخول مجلس النواب”.

وأجابت تشي سيدي بشكل غامض عن مدى قدرتها على تغيير موقف إسبانيا السيادي من قضية الصحراء المغربية، إذ وضعت خلال الحوار سالف الذكر أمام ما قام به تحالف “بوديموس” الذي رغم رفضه لقرار الحكومة الإسبانية، فقد ظل بالحكومة التنفيذية وتغاضى بشكل متصاعد عن التنديد، قائلة بذلك إن “دخولها إلى مجلس النواب سيجعلها تتحمل مسؤولية تغيير القرار”، دون تقديمها لأي تفاصيل.

في المقابل، رصدت المنتمية إلى الجبهة الانفصالية صعوبات تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية، مؤكدة أن “الأمور الدبلوماسية جد معقدة، كما أن وجود حكومة ائتلافية سيصعب المهمة”.

وامتعضت المتحدثة عينها من الدعم الدولي الذي يحصل عليه المغرب في قضية الصحراء المغربية، مدعية أن “الرباط لها موارد مالية قوية تكسب بها تعاطف جميع الدول، حتى الحكومة الإسبانية استسلمت للأمر”.

تصريحات متناقضة

في هذا الصدد، قال عبد الحميد البجوقي، كاتب ومحلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، إن “دخول تشي سيدي إلى مجلس النواب الإسباني لن يغير أي شيء بخصوص الموقف الإسباني من قضية الصحراء”.

وأضاف البجوقي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “تشي سيدي تناقض نفسها عند حديثها بوجود تمثيل نيابي للجبهة الانفصالية في حكم فرانكو، في وقت هي تدعي مناهضة الاستعمار”.

“تحالف “سومر” اليساري بإسبانيا يسعى إلى إحقاق التوازن في العلاقة مع المغرب، خاصة بعد قرار يولاندا دياز بتعيين دي سانتوس وصيفا لها في الانتخابات”، تابع المتحدث عينه، موضحا بذلك أن “مساعي تشي سيدي وسط هاته المؤشرات جد ضئيلة”.

وأورد الكاتب والمختص في الشأن الإسباني أن “الشابة المنتمية إلى البوليساريو تنطق بكلام غير واقعي، وتتفرد بين جميع المترشحين من مشارب مختلفة منهم المغاربة، والأفارقة جنوب الصحراء، الذين هم يهتمون بالقضايا الخاصة بإسبانيا فقط خلال الحملة، ويمتنعون عن ذكر أمور خارجية”.

وشدد المتحدث سالف الذكر على أن “المغرب لا يمكن أن يشعر بقلق حيال دخول تشي سيدي إلى مجلس النواب الإسباني، لأنه يعلم جيدا أنها تحتاج إلى سنوات طويلة لتعلم السياسة وتنضج فكريا”.

مبتدئة في السياسة

من جانبه بين فارس رشيد، الكاتب العام للمواطنة والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أن “تشي سيدي جديدة في الميدان السياسي، وليس لها خبرة في المجال، ودليل ذلك تصريحاتها الأخيرة”.

وأضاف رشيد، في حديث لهسبريس، أن “سيدي لا تستطيع بكل تأكيد تغيير أي شيء من موقف إسبانيا من قضية الصحراء؛ لأن داخل البرلمان الإسباني يوجد حزبان كبيران يقرران أمور السياسة الخارجية خاصة”.

“غلبت العاطفة على تشي سيدي في حوارها الأخير”، أورد المتحدث عينه، ثم استدرك قائلا إن “موقف إسبانيا سيادي، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتغير من قبل أي حكومة مقبلة”.

واعتبر الكاتب العام للمواطنة والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني أن “الحزب الشعبي نفسه يعلم أهمية العلاقات مع المملكة المغربية، وله وعي كامل بدور المغرب الإيجابي في قضية الانفصال بكتالونيا وإقليم الباسك”.

وأكد المصرح لهسبرس أن “سومر يوظف تشي سيدي من أجل حسابات داخلية، تهم بالأساس كسب بعض الأصوات المعادية للمغرب، التي ما تزال إلى حدود الساعة وفية للفكر الشيوعي”.

وخلص رشيد إلى أن “تشي سيدي تحلم كثيرا، وتصريحاتها تأتي في ظل استغلال كلي من قبل الإعلام الإسباني لورقة المغرب في المعركة الانتخابية”، مشددا في الوقت ذاته على أن “سومر تعلم كثيرا من مرحلة بوديموس، ويعلم أن العلاقة مع المغرب أكبر منه، كما أن وجود دي سانتوس في الانتخابات بجانب يولاندا دياز يوضح مدى رغبة التحالف اليساري في إقرار التوازن في مواقفه تجاه الجار الجنوبي”.