اخبار المغرب

بعد ثبات الموقف الإسباني في قضية الصحراء المغربية .. تندوف تحصد الخيبات

تتجه القطيعة السياسية التي أقامتها الجزائر والبوليساريو مع حكومة سانشيز إلى “نفق الفشل” بعد “إخفاق” فايخوو، زعيم اليمين، في الحصول على أصوات داخل البرلمان خلال الجولة الأولى، ومن المرتقب حدوث ذلك أيضا في الجولة الثانية، وقد كان الرهان على فايخوو “قويا” داخل المخيمات من أجل تغيير موقف مدريد من مخطط الحكم الذاتي.

وحاولت أصوات جبهة البوليساريو، المدعومة من قبل الجزائر، “التأثير بشتى الأشكال على دعم مدريد للحكم الذاتي، غير أن الجسم السياسي بالجارة الشمالية وجد العلاقات مع المملكة المغربية ضرورية من أجل جوار سليم”.

ومنذ إعلان زعيم اليمين رغبته في فتح تحقيق حول خطوة مدريد دعمها لمخطط الحكم الذاتي خرج ممثل الجبهة الانفصالية بمدريد عبد الله العرابي لـ”تأييد الخطوة”، معيدا بذلك “دعوات ضرورة تغيير الموقف الإسباني”.

وبعد “سلسلة تراجعات عن رغبة سحب دعم مقترح الحكم الذاتي، التي كان الحزب الشعبي اليميني يدعو إليها في أوج حملته الانتخابية”، انتقل في الأخير إلى “الدعوة إلى فتح تحقيق برلماني حول الأمر”، وهو ما وصفه مراقبون بـ”خطوة حفظ ماء الوجه” أمام صعوبة تغيير قرار مدريد السيادي.

وفي هذا الصدد قال لحسن أقرطيط، الخبير في العلاقات الدولية، إن “رهان جبهة البوليساريو على تغيير موقف مدريد من مخطط الحكم الذاتي كان خاسرا منذ البداية”.

وأضاف أقرطيط لهسبريس أن “خطوة مدريد كانت استراتيجية، ولا يمكن التراجع عنها في ظل استمرار خارطة الطريق المتفق عليها، والتي تشمل شبكة مصالح قوية للغاية”.

وأورد أن “المملكة المغربية نجحت بشكل لافت في إبعاد ملف الصحراء المغربية عن موجة الصراعات الانتخابية بين الأحزاب الإسبانية، حيث لا يستطيع أي حزب تغيير موقف مدريد السيادي”.

“سانشيز قريب من الحكومة، فيما تبقى فرص اليمين منعدمة، وهو ما يعني أن نسب الإحباط، التي ستكون في صفوف الجزائر والبوليساريو، قوية للغاية على اعتبار أن قصر المرادية كان يراهن بشكل مستمر على تغيير الموقف الإسباني، وإضعاف العلاقات بين مدريد والرباط”، يتابع الخبير في العلاقات الدولية.

وأوضح أن “هذا الإحباط بدأ يظهر، خاصة أن الجميع تأكد من استحالة تغير الموقف الإسباني من مخطط الحكم الذاتي مهما كان نوع الحكومة القادمة”.

من جانبه أشار عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن “الحديث عن وجود تأثير من قبل جبهة البوليساريو على موقف مدريد من مخطط الحكم الذاتي أمر غير صائب لأن من يحاول التأثير هو صنيعتها الجزائر”.

وأورد الوردي، في حديث لهسبريس، أن “الإسبان يعلمون أن العلاقات مع المملكة المغربية جد مهمة، وما يعلمه الجميع هناك أن من يثير الجدل حول موقف مدريد من الحكم الذاتي هو الجزائر، التي جمدت العلاقات الديبلوماسية مع إسبانيا من جهة واحدة”.

واستطرد قائلا إن “مدريد لها ثقة كبيرة في المملكة المغربية كونها شريك استراتيجي مهم بالمنطقة، وستحرص على إبقاء العلاقات في هذا المستوى المتنامي”.

وأكد أن “فايخوو لن ينجح يوم الغد، فيما تبقى فرص سانشيز واضحة لكون الرجل له كافة المؤهلات لقيادة إسبانيا بقوة في المستقبل”، مشيرا إلى أن “سانشيز قام بخطوة سيادية لبلاده تجاه العلاقات مع المملكة المغربية”.