اخبار فلسطين

ضحية هجوم معاليه أدوميم المصاب بجروح خطيرة في حالة مستقرة؛ 4 آخرون ما زالوا يرقدون في المستشفى

لا يزال خمسة من الإسرائيليين الستة الذين أصيبوا في هجوم نفذه فلسطيني في مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة الغربية يوم الثلاثاء يرقدون في المستشفى صباح الأربعاء، من ضمنهم مصاب في حالة خطيرة الذي خضع لعملية جراحية ليلا.

بحسب مسؤولي إنفاذ قانون، فتح المسلح الفلسطيني النار على مجموعة من الأشخاص، من ضمنهم رواد مطعم برغر، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص في ساحة خارج مركز تجاري رئيسي في المستوطنة. وقُتل منفذ الهجوم بنيران شرطي خارج الخدمة بينما كان يحاول الفرار من المكان.

وقال مركز “شعاري تسيدك” الطبي في بيان يوم الأربعاءإن الضحية الذي أصيب إصابة خطيرة خضع لعملية جراحية ليلا ولا يزال في حالة خطيرة ولكن مستقرة.

وذكر البيان أن ضحية أخرى في حالة متوسطة لكن مستقرة لا يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج، بينما تم تسريح مصاب آخر أصيب بجروح طفيفة مساء الثلاثاء.

المصابون الثلاثة الآخرون في الهجوم، من بينهم صبي في الرابعة عشرة من عمره، في حالة ما بين الطفيفة والمتوسطة في مستشفى “هداسا عين كارم”.

وأفاد جهاز الأمن العام (الشاباك) أن منفذ الهجوم يُدعى مهند محمد سليمان المزارعة (20 عاما)، وهو من سكان العيزرية القريبة بالضفة الغربية.

⭕ صورة | الشاب مهند محمد سليمان المزارعة (20 عاماً) الذي ارتقى برصاص الاحتلال بعد تنفيذ عملية في مستوطنة “معاليه أدوميم”. pic.twitter.com/6siPSJIp30

— إذاعة الأقصى عاجل (@Alaqsavoice_Brk) August 1, 2023

وقال الشاباك إن المزراعة، الذي عمل كعامل تنظيف في مركز جماهيري محلي في معاليه أدوميم، حمل تصريحا للعمل في مستوطنات الضفة الغربية، ولكن ليس على الجانب الإسرائيلي من الخط الأخضر.

في تسجيل لم يتم التحقق منه انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية ونُسب إلى المزارعة، يدعي المتحدث أنه لا ينتمي إلى أي فصيل.

وكان والد منفذ الهجوم، الذي عمل هو أيضا في المركز الجماهيري، قد توسل إلى إدارة المركز لتوظيف ابنه، بحسب تقرير لموقع “واينت” الإخباري.

واشتكى المزارعة من شعوره بالتوعك يوم الثلاثاء وقام متطوع في المركز، ويدعى تسفيكا كوهين، بتوصيله بسيارته إلى العيزرية حيث سلح نفسه ليعود لاحقا إلى المستوطنة لتنفيذ الهجوم.

كوهين، الذي نجا من هجوم نفذه فلسطيني بالبلطة خلال عمله كحارس مركز تجاري في المستوطنة في عام 2016، قال لموقع واينت إنه لم يكن لديه أي فكرة عن نية المزارعة لتنفيذ هجوم.

وقال: “بعد ساعتين، كنت بجوار مطعم هامبرغر وسمعت إطلاق نار، وبعد وقت قصير، أصبح من الواضح لي أنه العامل الذي قمت بتوصيله”.

واضاف “لقد أعاد كل شيء إلى الوراء، كل اللحظات من الهجوم الإرهابي الذي أصبت به. لقد كان الأمر مؤلما للغاية. لا يمكنني التوقف عن البكاء. لا أعرف ماذا كان سيحدث، مرة أخرى، لو قام بسحب سكين أو سلاح وأطلق النار علي… لا أصدق أنه كان في سيارتي”.

تسفيكا كوهين، الذي نجا من هجوم بالبلطة في عام 2016. (Facebook)

وأظهرت لقطة فيديو منفذ الهجوم، وهو يرتدي سترة صفراء مضئية ويفتح النار على أشخاص من داخل منطقة حرشية وراء محطة للحافلات، قبل أن يفر حيث أطلق شرطي حرس الحدود النار عليه.

وقالت الشرطة إن الشرطي، الذي كان في صالون حلاقة قريب، سمع إطلاق النار والصرخات وسارع إلى المكان للبحث عن منفذ الهجوم، الذي لاذ بالفرار.

متحدثا للقناة 12، قال شرطي حارس الحدود الذي كان خرج الخدمة ولم يتم نشر اسمه، إنه وصل إلى صالون الحلاقة وعندما سمع طلقات النار ورأى الناس يركضون هرع إلى المكان وراى منفذ الهجوم. “بداية لم أكن متأكدا مما إذا كان هو الإرهابي، ولكن قمت بتلقيم سلاحي وصرخت عليه بأن يتوقف. لم يفعل ذلك وبدأ بإطلاق النار علي”، مضيفا أنه رد سريعا بإطلاق النار وقام بتحييد المسلح.

ويًزعم أن منفذ الهجوم سجل “وصيته” في تسجيل صوتي مدته 95 دقيقة قبل أن يقوم بتنفيذ هجوم إطلاق النار.

في التسجيل الصوتي، الذي لم يتسن التحقق منه بشكل مستقل، تلا الرجل بضع آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وقال إنه إذا مات “في سبيل الله” وقام الإسرائيليون باحتجاز جثته، “هذا لن يهم”، وطالب بعدم إقامة جنازة له عند دفنه وعدم نقش اسم على شاهد قبره.

شرطي حرس الحدود الذي قتل مسلحا فلسطينيا بعد أن أطلق النار عليه في معاليه أدوميم في 1 أغسطس 2023 يقف إلى جانب المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي (على يسار الصورة). (Israel Police)

فجر الأربعاء، صلى آلاف اليهود من بينهم عدد من أعضاء الكنيست والوزراء من اليمين المتطرف في الإئتلاف الحاكم من أجل شفاء الضحايا خلال زيارة قاموا بها إلى موقع قبر يوسف بالقرب من نابلس. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن بعض المواجهات اندلعت بين فلسطينيين محليين والجيش خلال الزيارة.

يوم الثلاثاء، قال نائب رئيس بلدية معاليه أدوميم إن المستوطنة الواقعة بالضفة الغربية ستحظر دخول العمال الفلسطينيين حتى إشعار آخر، في أعقاب الهجوم.

بعد بضع ساعات من هجوم إطلاق النار في حادثة منفصلة، حاول رجل فلسطيني، كما يُزعم، طعن جنود إسرائيليين في جنوب الضفة الغربية قبل أن يتم إطلاق النار عليه، وفقا للجيش.

بعد الهجوم في معاليه أدوميم، استقلت مجموعة من الشبان حافلات من المستوطنة إلى القدس ورددوا شعارات عنصرية من بينها “الموت للعرب” ضد سائقي الحافلات، حيث أن الكثير منهم من العرب.

أوقف السائقون الحافلات على جانب الطريق، ونزل الشبان وألقوا أجساما على المركبات. وذكر موقع “واينت” الإخباري أن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث.

لا تزال التوترات تتصاعد في الضفة الغربية، حيث ينفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية في إسرائيل والضفة الغربية التي أسفرت عن مقتل 25 شخصا منذ بداية العام.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 162 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.

ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان وجانلوكا باكياني وجيكوب ماغيد.