كتاب جماعي يقارب إشكاليات العلاقات الدولية

صدر حديثا مؤلف جماعي لأساتذة باحثين في العلوم القانونية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، حول “القانون الدولي والعلاقات الدولية.. إشكاليات وقضايا معاصرة”.

وقاربت هذه الثلة من الباحثين في الجامعة المغربية، في هذا الكتاب الذي صدر ضمن منشورات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بتنسيق الأستاذ محمد البزاز، إشكاليات وقضايا معاصرة في القانون الدولي والعلاقات الدولية، ورصدت تنامي التحديات الدولية الجديدة ودراسة مختلف أبعادها الناجمة عن التحولات المتسارعة التي تشهدها الحياة الدولية ومدى انعكاساتها على بنية النظام الدولي.

ومن بين التحديات التي تشهدها العلاقات الدولية، “تغيرات في السلوك المضطرب الذي أصبحت تنهجه الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها الخارجية، وتراجع الوزن الدولي للاتحاد الأوروبي، وتزايد توسع وتأثير قوى دولية منافسة، وتنامي القدرات الاقتصادية للصين وتزايد نفوذ روسيا، ما أفرز تضاربا في الرؤى وفي المواقف النظرية بين الباحثين بشأن بنية النظام الدولي الحالي وانتقاله من الأحادية إلى التعددية القطبية”.

ويرمي هذا الكتاب الجماعي الذي تناول بالتحليل أسس ومضامين القضايا المعاصرة التي يثيرها ويطرحها كل من القانون الدولي والعلاقات الدولية، وتعميق التفكير في إشكالياتها المعقدة ومناقشة قضايا شائكة تثير اهتمام الباحثين والملاحظين، إلى العمل على تجديد الكتابات في ميدان الدراسات الدولية، وطرح تصورات جديدة، لإبراز الأهمية الحيوية لتطوير البحث في مجال الدراسات الدولية.

ومن أهداف الكتاب أيضا، تقديم تصورات بشأن مصير القانون الدولي ومؤسساته، ومركز الفرد في هذا القانون الدولي والأدوار الميدانية والمستقبلية لمنظمة الأمم المتحدة ودور الدبلوماسية في تعزيز الحوار بين الحضارات، وبلورة اقتراحات عملية لبناء الجسور بين ميدان القانون الدولي والميادين القانونية المرتبطة به كالقانون الدستوري والقضاء الإداري وحقوق الإنسان.

ومن بين أهداف إصدار هذا الكتاب الجماعي، توجيه الطلبة والباحثين لمزيد من الاهتمام بالدراسات الدولية، وتطوير الإمكانيات المتاحة أمامهم لتوسيع مداركهم ورفع قدراتهم وصقل مواهبهم، وإبراز الروابط الوطيدة بين القانون الدولي والعلاقات الدولية، والتأكيد على الارتباط الوثيق للدراسات الدولية بالواقع الدولي والتفاعلات التي تشهدها الحياة الدولية، بالنظر لتباين القدرات العسكرية والاقتصادية والمؤهلات الجغرافية والبشرية بين الدول، وبالنظر لاختلاف المواقف الدبلوماسية والسلوكيات الدولية المرتبطة بالتوازنات داخل النظام الدولي.

ويسعى هذا المؤلف الجماعي إلى الإسهام في إعادة التفكير في الإشكاليات والقضايا المعاصرة للقانون الدولي العام والعلاقات الدولية وفق مقاربات جديدة لتحسين الكيفية التي يتم بها التدريس والبحث العلمي في مجالات الدراسات الدولية، وما يفرضه الواقع الدولي المتقلب من تنويع للمناهج وتوسيع المقاربات المعتمدة، كما يرمي في الوقت ذاته إلى البحث في اتجاه توثيق الصلات بين الدراسات الدولية والحقول المعرفية الأخرى المرتبطة بها، والعمل على التوفيق بين الجانب النظري والعملي في التدريس والبحث العلمي في مجالات الدراسات الدولية.