اخبار الإمارات

واشنطن بوست: إعادة إعمار أوكرانيا تبدأ بمكافحة الفساد

آثار دمار في أوديسا الأوكرانية (أف ب)

آثار دمار في أوديسا الأوكرانية (أف ب)

الخميس 15 يونيو 2023 / 18:05

بدأت محاكمة في لندن، بعد محاولة أكبر بنك في أوكرانيا استرداد ما يقارب ملياري دولار، بالإضافة إلى مبلغ أكبر من الفوائد، يقول إنها سُحبت بطريقة احتيالية من مالكيه السابقين.

قد يكلف المشروع الضخم لإعادة إعمار أوكرانيا، والذي يتوقع أن يستمر عقداً أو أكثر، ما بين 411 مليار دولار، و 1.1 تريليون دولار.

ولفتت “واشنطن بوست” إلى أن أحد المالكين السابقين، الذي ينفي التهم الموجهة إليه، كان لسنوات متبرعاً رئيسياً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وانفصل زيلينسكي عن  الشريك السابق إيغور كولومويسكي، وهو قطب إعلامي كان محور تدقيق المحققين الأمريكيين في غسل الأموال والاحتيال، وفرضت عليه الحكومة الأمريكية عقوبات بسبب فساد مفترض.
وأيد زيلينسكي الذي انتخب على أساس برنامج لمكافحة الفساد الذي لطالما أنهك البلاد، بقوة التشريع الذي سُن في 2021، والذي يستهدف القلة الحاكمة من أمثال راعيه السابق.

مؤتمر إعادة الإعمار

وستواجه حكومة زيلينسكي نفسها نوعاً مختلفاً من المحاكمة في الأسبوع المقبل، أيضاً في لندن، حيث سيضع مؤتمر دولي كبير خططاً لإعادة إعمار أوكرانيا.
ومع ذلك، تقول “واشنطن بوست” إن المحاكمة في المحكمة البريطانية العليا، تذكير في الوقت المناسب بأن عمل كييف لم ينته، رغم التدابير التي اتخذتها لبناء مؤسسات شفافة، خاضعة للمساءلة، وخالية من الفساد. ولا يمكن لهذا العمل أن ينتظر، وحتى في الوقت الذي تكافح فيه أوكرانيا من أجل بقائها ضد الغزو الروسي.
ودون خطوات حاسمة لدفع أجندة مكافحة الفساد، قد يكون مصير هذا المشروع الفشل لأن الحكومات الصديقة والمقرضين الدوليين والشركات الخاصة على حد سواء سيتراجعون عنذلك.

أضعاف خطة مارشال

قد يكلف المشروع الضخم لإعادة إعمار أوكرانيا، والذي يتوقع أن يستمر عقداً أو أكثر، ما بين 411 مليار دولار، و 1.1 تريليون دولار، وفقًا لمجموعة من التقديرات. ويزيد هذان المبلغان أضعافاً عن خطة مارشال التي ساعدت في إعادة بناء 16 دولة أوروبية على مدى ثلاث سنوات بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي مواجهة تعهد بهذا الحجم، يحتاج السياسة والمصرفيون والشركات إلى ضمانات بأن أموالهم لن تُسرق أو تُهدر، والأهم من ذلك، أن القضاء الأوكراني المحايد سيفصل في النزاعات بإنصاف عند ظهورها. ويجب أن تكون تلك الضمانات، المدعومة بالتشريعات والمؤسسات القوية والإرادة السياسية، على رأس أولويات أوكرانيا في مؤتمر لندن.
ولا تزال هناك مشكلة اختيار القضاة في المحكمة الدستورية في البلاد، و أعاقت جهود الإصلاح السابقة، في حين لا تزال مئات المناصب للقضاة في مختلف المحاكم شاغرة.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن أياً من ذلك لا يهدف إلى تقليل الخطوات التي حققتها كييف على مدى السنوات الماضية والتي انعكست في التحسن المطرد في مؤشرها لمدركات الفساد لدى منظمة الشفافية الدولية على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، حذرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الخريف الماضي من تقويض المصالح القوية والافتقار إلى المساءلة العامة عمل الحكومة الأوكرانية، ومن المبالغة في كلفة عقود البناء الحكومية، جزئياً بسبب ارتشاء للمسؤولين الذين يتمتعون بصلاحيات اتخاذ القرار.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه العلامات على الفساد المستمر قاتلة لطموحات أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والتحول إلى دولة غربية فعلياً. ولذلك، على كييف أن تُظهر لحلفائها أن الإصلاحات تكتسب زخماً، دون رجعة، لوضع الأساس للمساعدات الدولية الضخمة والاستثمارات التي تحتاجها.