نالت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (SNRT) الضوء الأخضر من مجلس المنافسة لاقتناء نسبة 86.3 في المائة من أسهم رأسمال شركة راديو البحر الأبيض المتوسط الدولية وحقوق التصويت المرتبطة به.
عملية الاقتناء ستشمل الراديو الذي يعتبر مرجعيا في المغرب العربي وفي دول إفريقيا الناطقة بالفرنسية، وشركة فرعية باسم “Regie 3” متخصصة في إدارة مبيعات المساحات الإعلانية في قنوات “ميدي 1 تيفي” و”صورياد دوزيم” و”راديو البحر الأبيض المتوسط”.
ولاحظت مصالح التحقيق التابع لمجلس المنافسة، وفق القرار الصادر في الجريدة الرسمية، أن شركة “صورياد دوزيم” تحوز لوحدها عن طريق “regie 3” حصة مهمة تتراوح بين 65 و70 في المائة من سوق المساحات الإعلانية التلفزيونية، وهو ما سيتيح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بعد عملية التركيز الاقتصادي المنجزة تعزيز موقعها داخل هذه السوق بارتفاع حصتها بنسبة تتراوح ما بين 75 و80 في المائة، مما سيجعلها تحصل على حصة تراكمية ما بين 95 و100 في المائة.
وأشار مجلس المنافسة إلى أن هذا الوضع سيخلق هيمنة اقتصادية في سوق المساحات الإعلانية التلفزيونية، كما أن العملية ستعزز الوضع المهيمن الجديد بشكل تصاعدي نظراً للطابع المترابط لأسواق الإعلانات بالأسواق السمعية البصرية لما توفره من عائدات تمول برامج وحقوق البث الجديدة، مما سيترتب عنه الزيادة من احتمال إقصاء المنافسين الحاليين أو ردع أي منافسة محتملة جديدة مستقبلا.
وردا على ما توصلت إليه مصالح التحقيق، تقدمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمجموعة من التعهدات، منها الامتثال الصارم لقواعد قانون المنافسة، وتبني سلوك يقظ تجاه زبائنها المعلنين ومنافسيها، وعدم اللجوء إلى ممارسات من شأنها أن تعيق شروط الممارسة الحرة للمنافسة داخل السوق.
كما تعهدت الشركة بوضع شروط عامة لبيع المساحات الإعلانية المختلفة وتبليغها لزبائنها المعلنين، بما فيها الأسعار والتخفيفات والتعويضات بالنسبة لكل صنف من المساحات الإعلانية بشروط واضحة ودقيقة وشفافة، واعتماد معاملة منصفة وموضوعية وغير تمييزية.
وقد قرر مجلس المنافسة بناءً على التعهدات سالفة الذكر، منح الترخيص لعملية التركيز الاقتصادي من خلال تولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المراقبة الحصرية لراديو البحر الأبيض المتوسط الدولية عن طريق اقتناء 86.3 في المائة من أسهم رأسمالها، وذلك شريطة الإنجاز الفعلي للتعهدات.
