اخبار فلسطين

بطريرك القدس للاتين يدين عنف الشرطة في جنازة مراسلة الجزيرة

أدان بطريرك القدس للاتين الإثنين ضرب الشرطة للمشيعين الذين حملوا نعش صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقله خلال جنازتها يوم الجمعة، متهما السلطات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان والمعاملة السيئة للكنيسة الكاثوليكية.

وقال البطريرك بيرباتيستا بيتسابالا للصحفيين في مستشفى “سانت جوزيف” في القدس إن واقعة يوم الجمعة شهدت “استخداما غير متناسب للقوة” ضد الحشد الذي رفع الأعلام الفلسطينية وكان متوجها من المستشفى إلى الكنيسة الكاثوليكية القريبة في البلدة القديمة بالقدس.

في أعقاب ذلك، زعمت الشرطة الإسرائيلية أنها تحركت ضد حشد من “300 من مثيري الشغب” الذين استولوا على التابوت بعنف، وهاجموا عناصر الشرطة، وحاولوا  السير على الأقدام إلى البلدة القديمة، في انتهاك لرغبات الأسرة.

وصرح بيتسابالا للصحفيين بأن سلوك الشرطة شكل “انتهاكا صارخا للمعايير واللوائح الدولية، بما في ذلك الحق الإنساني الأساسي في حرية الدين، والذي يجب مراعاته أيضا في الأماكن العامة”.

وتحدث بيتسابالا بينما جلس قادة ورجال دين من الكنائس المسيحية الأخرى بالقرب منه.

بعد الضجة الدولية التي أثارتها أعمال العنف في الجنازة، فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقا في سلوك الشرطيين الذين هاجموا المشيعين، مما كاد ان يتسبب بإسقاط النعش.

اندلعت أعمال عنف بين القوات الإسرائيلية والمشيعين الفلسطينيين وهم يحملون نعش صحافية الجزيرة شيرين أبو عاقله خارج المستشفى، قبل أن يتم نقلها إلى كنيسة ثم إلى مثواها في القدس، في 13 مايو 2022 (Ahmad GHARABLI / AFP )

تخوض إسرائيل والفلسطينيون حرب روايات بشأن مقتل أبو عاقله. قُتلت الصحفية، وهي فلسطينية أمريكية وكاثوليكية والتي عملت في قناة الجزيرة الفضائية لمدة 25 عاما، الأربعاء، أثناء تغطيتها للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين خلال عملية عسكرية إسرائيلية في جنين.

ويقول مسؤولون فلسطينيون وشهود عيان، بمن فيهم صحفيون كانوا برفقتها، إنها قُتلت بنيران الجيش. وبعد أن قال الجيش في البداية إن مسلحين فلسطينيين ربما يكونون هم المسؤولين عن مقتلها، تراجع في وقت لاحق ويقول الآن إنها ربما أصيبت بنيران إسرائيلية خاطئة، لكن لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية حتى الآن.

ودعت إسرائيل إلى إجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين، وقالت إن هناك حاجة لتحليل الرصاص من قبل خبراء بالستيين للتوصل إلى استنتاجات قاطعة. إلا أن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا الطلب الإسرائيلي معربين عن عدم ثقتهم بالسلطات الإسرائيلية. بعد أن أعلنوا بداية أنهم سيقبلون شريكا خارجيا في التحقيق، قال الفلسطينيون في وقت لاحق الأحد إنهم سيتولون التحقيق بمفردهم وسيقدمون النتائج قريبا جدا.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمود اشتية “نرفض أيضا تحقيقا دوليا لأننا نثق بقدراتنا كمؤسسة أمنية. لن نسلم أي دليل لأي شخص لأننا نعلم أن هؤلاء الأشخاص قادرون على تزوير الحقائق”. إلى جانب اشتية وقف شقيق أبو عاقلة، أنطون أبو عاقلة، ورئيس المكتب المحلي للجزيرة، وليد العمري.

لوحة جدارية لصحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في جنين، تعرض في مدينة غزة، 15 مايو، 2022. (AP Photo / Adel Hana)

مع استمرار الخلاف بين الجانبين بشأن التحقيق في مقتل أبو عاقلة، فتحت بعض معاهد البحث والمنظمات الحقوقية تحقيقاتها الخاصة في الواقعة.

في نهاية الأسبوع، نشر اتحاد الباحثين الدولي Bellingcat الذي يتخذ من هولندا مقرا له تحليلا لأدلة فيديو وأدلة صوتية تم جمعها على وسائل التواصل الاجتماعي. جاءت المواد من مصادر  فلسطينية ومصادر عسكرية إسرائيلية، وتناول التحليل عوامل مثل الطوابع الزمنية، ومواقع مقاطع الفيديو، والظلال، وتحليل صوتي جنائي للطلقات النارية.

ووجدت المجموعة أنه في حين أن مسلحين وجنود إسرائيليين تواجدوا في المنطقة، إلا أن الأدلة دعمت روايات الشهود عن مقتل أبو عاقلة بنيران إسرائيلية.

وقال جيانكارلو فيوريلا، الباحث الرئيسي للتحليل، “بالاستناد على ما تمكنا من الاطلاع عليه، فإن الجيش الإسرائيلي كان في موقع أقرب وكان لديه خط الرؤية الأوضح لأبو عاقلة”.

وأقر فيوريلا بأن التحليل لا يمكن أن يكون مؤكدا بنسبة 100٪ بدون أدلة مثل الرصاص والأسلحة التي استخدمها الجيش ومواقع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للقوات الإسرائيلية. لكنه قال إن ظهور أدلة إضافية يعزز الاستنتاجات الأولية عادة ولا يغيرها أبدا.